تعرف على أول رئيس لجمهورية السورية …من هو الرئيس علي العابد ؟

41

محمد1لا يخفى على الجميع أن هناك الكثير من الشخصيات الكردية قدموا إنجازات جليلة للعرب والأمة الإسلامية في شتى مجالات الحياة منها النفسية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والفكرية.

كان أول رئيس سوري في عهد الانتداب الفرنسي هو: (محمد علي بن أحمد عزت بن محيي الدين أبو الهول ابن عمر بن عبد القادر العابد)،هو سليل هولو باشا الوالي الكردي على بلاد الشام وأمير الحج الشامي، ذو القومية الكردية.

حياة العابد وتاريخه السياسي:

ولد محمد علي العابد في دمشق عام 1867 ونشأ فيها وتعلم القراءة والكتابة في معاهدها الابتدائية، ثم انتقل إلى بيروت ليتابع دراسته الإعدادية فيها، وبعد أن نال شهادتها انتقل إلى الأستانة لاحقاً بأسرته، فدخل المدرسة العليا المسماة (غلظة سراي)، ومن ثم أُرسل إلى باريس فدخل كلية الحقوق بجامعة السوربون ونال شهادتها.

ثم عاد إلى الأستانة وخدم السلطان عبد الحميد الثاني فأصبح مستشاره الأقرب خصوصاً فيما يتعلق بسياسة السلطان الأوروبية.
وفيما بعد درس أصول الفقه الإسلامي بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي، وظل يتدرج في مناصب وزارة الخارجية بفضل نفوذ والده (عزت العابد) وقربه من السلطان عبد الحميد الثاني حتى عُين سنة 1908 وزيراً مفوضاً للدولة العثمانية في واشنطن، فقصدها مع زوجته وأولاده.

لم تطل إقامة محمد علي العابد في واشنطن، بل اضطر أن يغادرها على أثر إعلان الدستور العثماني يوم 23 تموز عام 1908، وفرار والده (عزت العابد) من الأستانة بباخرة خاصة خوفاً من فتك الشعب به، وشعر محمد علي وهو في واشنطن بما شعر به والده من الخوف من الأستانة فغادرها سراً، ومنها قصد كاليفورنيا وركب البحر متخفياً وانضم إلى والده وظلا يتنقلان مع أسرتيهما بين سويسرا وفرنسا وإنكلترا ومصر حتى وضعت الحرب العالمية أوزارها، فأستقر بمصر وفيها توفي والده عام 1924.

اعتبر العابد واحداً من أشهر سياسي عهد انهيار السلطة العثمانية، عدّ في بدء أمره من أنصار الإصلاح، وأصدر جريدة أسبوعية بالعربية والتركية أسماها (دمشق).

وبعد الحرب العالمية الأولى، وانحلال الدولة العثمانية عام 1918م، ووقوع سوريا تحت الانتداب الفرنسي، عاد محمد علي عابد إلى دمشق في صيف 1920م.

وعندما أنشأ الجنرال غورو الاتحاد السوري سنة 1922م عين محمد علي عابد وزيراً للاقتصاد، وبقيّ في هذا المنصب نحو سنة ثم غادره لإلغائه عام 1923م.

انتخب محمد علي العابد في 30 نيسان 1932 نائباً عن دمشق بصفته أحد مرشحي السلطة الفرنسية، وأصبح عضواً في المجلس التأسيسي، وفي يوم 11 حزيران من السنة نفسها انتخب رئيساً للجمهورية السورية وقد تميز عهده بخضوع الدولة للسلطات الفرنسية، حيث كانت الإرادة الشعبية والوطنية مغيبة.

ظل محمد علي العابد رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 1936 حيث استقال ثم غادر البلاد إلى باريس، وتوفي في عام 1939 فنقل جثمانه إلى دمشق. وقد استمر في منصبه رئيساً للجمهورية أربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام.

يذكر أن:

العابد أتقن الفرنسية والتركية والعربية بالإضافة إلى اللغة الكردية، وهو محيط بتاريخ الأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية فلا يكاد يفوته الاطلاع على شيء، كتب في جميع هذه العلوم تقريباً. وكذلك كان يتقن الإنجليزية والفارسية ويستطيع التفاهم معهم.

كثرت فيه أقوال الناس بين معجب بدهائه وبين ناقد يتهمه بالاشتراك في استبداد الحكومة العثمانية.

السلطة الرابعة

 

التعليقات مغلقة.