آسيا عبدالله الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) لـ Bûyerpress
– كلا , لن أترشح لرئاسة سوريا, نحن لا ننظر إلى الأمر بذلك المنطق.
– للأسف انسحبت أحزاب المجلس الوطني الكردي التي كانت موجودة بكوباني حين اشتد القتال, ولم تبق سوى أحزاب الإدارة الذاتية.
– إذا لم يستطع عضو حزبي في الـ (PYD) تمثيل الـ (PYD) في شخصه فليس بمقدوره أن يمثلنا, وإذا كانت نظرته للمرأة خاطئة أيضاً ليس بمقدوره الحديث عن الحريّة والديمقراطيّة.
– الـ (PKK) حركة كرستانية وطنية, لنا معها علاقات كغيرها من الأحزاب الكردستانيّة, ولكن الـ (PYD) حزب كرديّ سوري استراتيجيتنا هي من أجل روجآفاي كردستان وسوريا.
– تأسست شركة وطنية لإعادة الإعمار, وقسم من المدينة سيصبح على شكل متحف.
– الانتقادات الموجهة بهذا الخصوص تقول أن المساحة المخصّصة للمتحف كبيرة, وهذا رأي, وإدارة كانتون كوباني تستقبل آراء الشعب, ومن المحتمل أن تكون المساحة صغيرة, ومن الطبيعي أن يقدم أهل كوباني آرائهم.
– هناك مؤسسات فرنسية للإعمار, منها المؤسسة الفرنسية العالميّة للإعمار وهي مهمة, وشاركت في بناء العديد من الدول التي حصلت فيها الحروب, وقد قررت المشاركة في إعادة إعمار كوباني.
– الآن, المجلس الوطني الكرديّ يقول أنهم مستعدون أن يجتمعوا معنا دون قيد أو شرط..
أجرى الحوار: أحمد بافى آلان
“آسيا عبدالله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي, من منطقة ديريك, قرية “طبكي”, كانت قياديّة في منظمة المرأة في روجآفا قبل تأسيس الـ (PYD), ثم عملت ضمن صفوف الحزب, وانتخبت كرئيسة مشتركة للحزب في المؤتمر الخامس, ولا زلت تشغل ذلك المنصب حتى الآن”.
– نبدأ بتجربتك في عالم السياسة وتسلمك منصب الرئيس المشترك لحزب الـ (PYD)؟
باعتبار أن العمل في الحزب بحدّ ذاته هو عمل سياسي, لكن في الفترة الماضية كان العمل في المجال السياسي ضيقا, ومع اشتعال الثورة خلق جوّ ووضع جديد, وفي السنين الأربعة الماضية حصلت فرص كبيرة في هذا المجال. نتمنى أن تسنح الفرصة لقيادة العمل السياسي, الوطني, السوريّ, في المنطقة.
– كيف تسير الأمور واتخاذ القرارات في حزب يترأسه رجل وامرأة؟
نظام الحزب هو نظام رئاسي مشترك, لذا كل نضالنا وفي كل المؤسسات يمشي على هذا المبدأ, بشكل مشترك, مثلا عقدنا مؤتمر الحزب في كانتون الجزيرة, فانتخبتْ 18 إمرأة من أصل الأعضاء الـ (35 ) وعقد مؤتمر أوربا أيضاً وفازت فيها أيضاً 13 إمرأة. طبعاً بالنسبة لاتخاذ القرار يكون بالانتخاب, وعندما يكون القرار متعلقاً بالحزب, هناك مجلس الحزب أيضاً, كونه يوجد عمل وتنسيق بين الرئاسة المشتركة ومجلس الحزب, لذا على الأغلب يكون القرار بالتشاور مع مجلس الحزب, والقرارات المرتبطة بالرئاسة المشتركة أيضاً يكون هناك تنسيق وتشاور بيننا.
– حول سياسة الحزب ورسم الخطط والرؤى والرئيس المشترك خارج روجآفا دوماً؟
يكون الأمر حسب احتياجات الحزب, لأن العمل الخارجي أيضاً هو جزء من عمل الحزب, والعمل في روجآفا أيضاً هو من عمل الحزب, نحن نمثل الرئاسة المشتركة ويجب أن نقوم بتغطية كل أعمال الحزب, والإلمام به, وهذا عمل داخلي ومن وظائف الحزب, وكرئاسة مشتركة فان السيّد صالح مسلم الآن في الخارج يتابع العمل الدبلوماسيّ, ولدينا مؤسسات وعمل تنظيمي في الخارج أيضاً, ولكن ليس من شيء محدد يتعلق بمهامه في الخارج ومهامي في الداخل, هو يكون في الخارج عندما تقتضي ضرورة العمل, وأكون أنا في الداخل, وقد يكون العكس.
– ماهي المهمّة المكلّفة بها الرئيس المشترك صالح مسلم, وما سببب بقائه خارج روجآفا هذه المدّة الطويلة؟
مثلما آنفت الذكر يعود الأمر إلى احتياجات وضرورة العمل, بعد المكتسبات التي تحققت في ثورة روجآفاي كردستان, كانت الفرصةً كبيرة لإثبات هوية روجآفا على الصعيد الدولي للمرة الأولى وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي, وحزبنا له قاعدة جماهيرية كبيرة في الخارج وله تأثير كبير أيضاً في الخارج, لذا نقول أن بقاء السيد صالح مسلم في الخارج هو حسب احتياجات المرحلة.
– هل كسب مسلم – بعد أكثر من سنتين- شيئاً في جولاته في الخارج من أجل روجآفا؟
طبعاً المسألة لا تتعلق بشخص الرئيس المشترك السيّد صالح مسلم, إنما هو نضال سياسي ودبلوماسي وما تحقق على الأرض ميدانياً من بناء نظام الكانتونات, ومشروع سوريا الديمقراطيّة يتابعه السيّد صالح مسلم في الخارج, وبرأينا تحقق الكثير, وخاصة أنها المرة الأولى التي يتم التعريف والتعامل معنا كحزب من روجآفا على صعيد المجتمع الدوليّ, إذا هناك قبول, واطّلاع, وأرضية قوية للعمل, وهذا بعينه انتصار لنا.
ولكن بعد مقاومة كوباني, نحن أيضاً كحزب دخلنا مرحلة جديدة, وحصلنا على فرص كبيرة اعتماداً على نتائج مقاومة كوباني, وفي هذا المجال نرى أن الواجب يقتضي إسقاط تلك السياسة والدبلوماسيّة وتطبيق ذلك في المجال العملي, ونتقبل قوى ومجتمع الخارج وتأثير مقاومة روجآفا لنحولها إلى دعم رسميّ وبشكل أقوى لنظام الكانتونات. من جهة أخرى على صعيد العمل الدبلوماسي كان للمرأة الكرديّة أثراً مهما جداً, سواء في المجال السياسي, أو الاجتماعي, أو الوطني, ونحن كمرأة نرى أنه من واجبنا أن نطوّر نضال المرأة, ونظامها الذاتي, وقيادتها للثورة, وتبيان حقيقة هذا الأمر في الخارج أيضاً.
– بعد انعقاد مؤتمر كانتون الجزيرة لحزب الـ (PYD) في مدينة رميلان, ماهي أهم الرؤى والاستراتيجيات الجديدة التي خرجت من المؤتمر؟
كان انعقاده جزء من عملنا التنظيمي, لأننا الآن في مرحلة التحضير للمؤتمر السادس العامّ, وعلى هذا الأساس, نحاول الذهاب إلى المؤتمر بتحضير قويّ, سواء من الناحية التنظيمية, أو الإداريّة, وإحدى قراراتنا كانت عقد مؤتمر الكانتونات الأخرى, ومؤتمر أوربا مضى عليه سنة, كما أنه أمامنا مؤتمر عفرين, ويتم التحضير لمؤتمر كوباني. هذا في روجآفا, أما على مستوى الشرق الأوسط, هنال العديد من الدول التي نقوم بالتحضير لها لبناء اللبنة فيها. وبناء على كل هذه النتائج نمضي نحو المؤتمر السادس, لذا فأن مؤتمر كانتون الجزيرة الذي عقد في الرميلان, خرج بقرارات هامّة في مجال وضع (النظام) , وقدّمت اللجنة التحضيريّة تقاريرها المعدّة وكانت إحداها في المجال التنظيمي للحزب على مدى سنة, والوثيقة المحضّرة في هذا المجال, وكذلك لنبني نظامنا الإداري للكانتون, لأننا قد عقدنا قبل الآن مؤتمرات المدن, وانتخبنا قياداتها, وفي هذا المؤتمر انتخبنا قيادة الكانتون. نستطيع القول أنها كانت حملة تنظيميّة من الناحيّة الإدارية لاستكمال النظام, وتقييم عملنا, والخروج بقرارات بصدد عمل الحزب في الكانتون.
– حدثينا عن زيارتك لمدينة كوباني, وهجوم داعش للمدينة اثناء دخولكم, وبقاءكم فيها حتى التحرير, ما هي أهم المصاعب واللحظات, أهم الأحداث والقرارات التي اتخذتموها, وأهم اللقاءات السرّية والعلنية؟
في البداية دخلنا لكوباني لبعض العمل الحزبيّ, وحصل هناك قتال بعد فترة من وجودنا, ورأينا كحزب أنه من مهامنا ومسؤوليتنا أن نكون مع شعبنا, ارتفاع مستوى النضال في جبهات القتال ضد داعش, كان حرباً بإرادة, وبمعرفة من أجل إبادة داعش عن هذه الأرض, وعلى هذا الأساس قاتلنا, والرأي العام يعلم أن قوات حماية الشعب والمرأة (YPG) و (YPJ) قاومت شهراً دون هوادة.
– من التقيتم حينها؟
كان هناك إدارة ذاتية في كوباني, وبقيتْ فيها, لم تغادرها, وتشاركنا في القتال, بقينا هناك في تلك الظروف الاستثنائية وكنا نجتمع ونتدارس الوضع يومياً, نقيم الوضع مع كافة المؤسسات وأعضاء الإدارة الذاتية التي بقيت هناك, وكان مهمّا جداً بقاء أعضاء الإدارة هناك في تلك الظروف بالنسبة للشعب الكرديّ, كانت قرارات الإدارة في كوباني واضحة.
ما هي أهم الاتصالات التي جرت معكم حينها؟
كان الكلّ يترقب الأوضاع في كوباني, والكثير من التنظيمات, والأحزاب, والمؤسسات كانت تتصل معنا بشكل يومي ودوريّ, وتطلب المعلومات والأخبار, ومن ضمنها مؤسساتنا وتنظيماتنا في أروربا.
– هل اتصلت معكم مصادر دوليّة رسمية بهذا الخصوص؟
تواصل معنا الاعلام الدولي, بشكل مكثف, واهتمت. محاولة الإعلام الخارجي والكردستانيّ والبيانات الصادرة , قيّمت الحالة بشكل كبير. وكذلك حين اتخذ القرار بـ (النفير العامّ) بنداء من السيّد عبدالله أوجلان, حينها بدأت حركة كبيرة في شمال كردستان على كافة المستويات, من قيادة شمال كردستان, إلى المؤسسات والتنظيمات, وكان يدخل كوباني يومياً الآلاف, وأهلنا في الداخل كانوا يتابعون الوضع.
– هل دخلت قوات الكريلا إلى كوباني, حسبما أشيع في الإعلام؟
قوات الـكانتون المتمثّلة في الـ (YPG) و (YPJ), والاتفاق المسبق مع مجموعات الجيش الحرّ, وكذلك إعلان نداء حالة النفير العامّة من أجل كوباني, كل هذا جعل التدخّل واسعاً, وعلى كافة المستويات, أما كقوّة رسمية لم تدخل الكريلا, على هذا الأساس حصل الحضور, من جنوب كردستان وشماله وشرقه ومن الكانتونات.
– هل تواصلت معكم الأحزاب الكردية داخل كوباني للمساعدة؟
للأسف انسحبت أحزاب المجلس الوطني الكردي التي كانت موجودة بكوباني حين اشتد القتال, ولم تبق سوى أحزاب الإدارة الذاتية, ولكنهم أرسلوا بعد ثلاثة أشهر وفداً – وكنت حينذاك بكوباني- التقينا معهم بناء على طلب منهم, تناقشنا وقلت لهم حينما حصل الهجوم كان الأولى بكم أن تبقوا هنا وكنا سنكمل المشوار سويّة كأحزاب سياسيّة, وكانت حجتهم أن الهجوم كان كبيراً, ولم نكن نملك السلاح لذلك خرجنا, فقلت وأنا مثل حزب سياسي حين دخلت كوباني لم أكن أملك السلاح, ولكن بقينا مادام هناك استهداف وهجوم على شعبنا, ونحن أحزاب سياسيّة نقود هذا الشعب ونمثّل إرادته السياسيّة, الأولى أن نبقى بجانبه حينما يتعرض للمحن.
– هل من محاولات لإعادة بعث المرجعيّة السياسيّة؟
لا جديد, كانت هناك بعض التصريحات أنه هناك في (27 – 28) من الشهر المنصرم اجتماع في جنيف بين المجلس الوطني وحركة المجتمع الديمقراطي, ونحن أبدينا استعدادنا, وحددنا الأعضاء, ومرة أخرى لم يحضر المجلس, ولذلك لم يحصل ذلك الاتفاق. كانوا قد حددوا بعض الشروط, في تصريحاتهم, ولم نردّ على تلك التصريحات والشروط, ولكنهم أخبروا الطرف المضيف (الثالث) أنهم لن يحضروا, وهم الآن يقولون (أي المجلس الوطني)أنهم مستعدون أن يجتمعوا معنا دون قيد وشرط.
طرحت آسيا عبدالله في اجتماع انتخابات المرجعيّة السياسيّة – عندما لم يكن للمجلس الوطني تمثيل للمرأة- بأن (Tev – Dem) سيتخلّى عن مقعدين لصالح المجلس الوطني إذا منح الأخير مقعدين للمرأة, هل كنت جادّة في ذلك؟
كممثلين للمرأة في (Tev – Dem), لو مثّل المجلس المرأة بمقعدين, كنا سنوافق حتى تتعزز إرادة المرأة في المرجعية, وهو بمثابة تقارب استراتيجيّ بالنسبة لنا, نحن نرى أن نظرة المرأة السياسية يجب أن تكون مختلفة, حتى ولو كانت من قبل المجلس, كنا سنبقى أصحاب ذلك القرار.
– يقولون أنك الأعند في الدفاع عن حقوق المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي (Tev – Dem)؟
نظرتنا للمرأة هي مسألة ايديولوجية, فلسفية, قائمة على المبا دئ, لذلك فلتكن أينما كانت, إذا لم نستطع تمثيل المرأة والدفاع عن حقوقها وحمايتها كمرأة.
– أي أن آسيا عبدالله تستطيع الدفاع عن امرأة من المجلس الوطني الكردي أكثر من رجل في حركة المجتمع الديمقراطيّ؟.
بالنسبة لنا, مشكلة المرأة واحدة أينما كانت, وكذلك حريّتها, إذا أسسنا اليوم في روجآفا لنظام ديمقراطي, ولم تكن إرادة المرأة حاضرة في كل قراراتها, تعتبر القرارات والذهنية غير ديمقراطيّة. ونحن نحاول بناء هذا النظام بهذه الذهنية.
– جاء ضمن قرارات كونفرانس الحزب الذي عقد في هولندا: “العمل على زيادة أعضاء الحزب بشكل سريع” وكذلك ” العمل على تقريب الجالية الكرديّة من واقع روجآفا”. هل نفهم بأن الحزب يعمل على توسيع القاعدة للدخول في انتخابات برلمانيّة ورئاسيّة في روجآفا في المستقبل؟
برأيي لكل حزب الحق في ذلك, وهذا القرار اتخذ بناء على أرضيتنا التنظيميّة, لأن قوّة واتساع هذه الأرضية في كل أوربا جعلنا نتخذ القرار كحزب ذو قوّة وأن نقوم بحملة كبيرة في أوربا. وكحزب من حقنا, ومن حق جميع الأحزاب المشاركة في انتخابات سوريا المستقبل, لكننا كحزب ومن الناحية الاستراتيجية نعمل من أجل مجتمع ديمقرطيّ, يسود فيه الحريّة لجميع المكوّنات, ونرى لزاماً علينا قيادة السياسة الديمقراطية للمجتمع؛ من أجل توعيته وتنظيمه.
– حضر الكونفرانس ضيوف من أحزاب عديدة ومنها الديمقراطي الكردستاني – العراق, هل تحسنت العلاقة بين الحزبين؟
قلت سابقا وأقول الآن كحزب لا مشكلة لدينا مع أي حزب, وحصلت في روجآفا ثورة مباركة, لذلك من واجب جميع الأحزاب الكردستانيّة مساندة هذه الثورة كلّ حسب مقدوره, وهذا عائد إليهم, وغير قابل للنقاش من طرفنا, لذا في كافة المناسبات نرسل الدعوات لكلّ الأطراف. نحن دعوناهم بشكل رسميّ, وهم لبّوا الدعوة.
– صرّحتِ أثناء كونفرانس هولندا عن مصطلح المفاهيم والأخلاق التي يجب أن يتمتّع بها العضو الحزبيّ في الـ (PYD), وقلت:” من يكون في حزب الـ (PYD), لزامٌ عليه أن يتحرر من ذاته”. ماذا قصدت بذلك؟
هناك مقاييس يجب أن تتوفر في الشخصية التي تنضم للحزب, لا يجوزأن نقول أنه عضو حزبي, وهو بعيد عن خط الحزب ونهجه, وخاصّة في نظرته للمرأة, هو مقياس لنا, ورسالتي من تلك التصريحات أننا وصلنا إلى مرحلة على كل أعضاء الحزب أن ينتهج فلسفة الحزب في شخصيّته بداية, إذا لم يستطع عضو حزب الـ (PYD) تمثيل الـ (PYD) في شخصه فليس بمقدوره أن يمثلنا, وإذا كانت نظرته للمرأة خاطئة أيضاً ليس بمقدوره الحديث عن الحريّة والديمقراطيّة, أو قيادة الحزب وسياسته, لأن مركز سياستنا يعتمد على حريّة المرأة قبل كل شيء.
– هل كان هناك ضعف, أو ما يدعو إلى تلك التصريحات والرسالة؟
نحن نرى ذلك من الضرورة في مجال التأهيل وحتى اجتماعات الحزب, كونها مواضيع استراتيجيّة بالنسبة لنا, لأن (PYD) يستطيع أن يبني سياسته ونهجه بالاعتماد على أعضائه, في هذه الحالة حتى لو حصل تقصير إلا أن المقاييس واضحة, وإذا لم يكن العضو الحزبي بتلك المقايسس, يظهر ذلك جليّاً في شخصيته.
– لم لا تطلبون من رفاقكم في أوربا العودة إلى الوطن واستكمال النضال في روجآفا؟
أولا كحزب وسياسة من الناحية القومية لا نريد أن يهاجر أحد من روجآفا, ونحن ضدّ الهجرة بالإجمال, لأنها ليست الحل, لكنها تحصل, نحن كحزب نرى أنه من واجبنا متابعة العائلة في أوربا, لأن العائلة إذا لم تكن مرتبطة بثقافتها, لغتها, عاداتها, ولم نستطع حمايتها والحفاظ عليها في أوربا ستضيع, لا أجزم أن جميع المهاجرين هاجروا بسبب الأوضاع السيئة ومع ذلك نرى أنه لزام علينا أن نكون في موقع المسؤولية تجاههم, لأنهم سيعودون يوماً.
– الزيارة التاريخية لقصر الإليزيه, كيف بدأت, من كان عرّابها؟
ذلك اللقاء كان نتيجة مقاومة روجآفا, وخاصة انتصارات كوباني, وذلك اللقاء المهم كان بشكل رسمي على دعوة من رئيس الجمهورية واستقبلنا بشخصه, كانت هناك قبلها لقاءات وعلاقات ولكن ليست على المستوى الرفيع.
– ما سبب اختياركم للمقاتلة بالزيّ الرسميّ للـ (YPJ) لمرافقتكم إلى الأليزيه؟
تلك أيضاً كانت بناءً على دعوة رسمية منهم, الدعوة كانت باسم الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمقاتلة تلك, وأما الزيّ لأنه يعبّر عن هويتها, طبعاً هي ليست شقيقتي كما أشيع, لكنه تشابه في الكنى.
– لم اختارات آسيا عبدالله الزيّ الكرديّ الفلكلوريّ لدخول الإليزيه ولقاء الرئيس الفرنسي, هل دارت نقاشات بهذاالخصوص, وماهي الأمور التي ناقشتم فيها الرئيس الفرنسي؟
لم تدر نقاشات كثيرة, لكن رأينا أن أذهب بالزي الرسمي الكرديّ, كوني امرأة كرديّة من روجآفا. ودام اللقاء حوالي ساعة, بداية وبعد استقبالنا تحدث الرئيس, وأول جملة نطقها هي ” أبارك مقاومة كوباني”, وقال كانت هناك مساعدة في تحرير كوباني, إنما الأساس هو ما حصل على الأرض من قبل القوات الكردية, تحدث عن دعمهم, وعن نظام الكانتونات, كما تحدثت أنا أيضاً بشكل موسع, عن مقاومة كوباني, ونظام الكانتونات, والوضع الميداني العسكري والسياسي, ومشروعنا السياسي لسوريا المستقبل, ووضع المعارضة السورية.
– هل لاحظتم أن رئيس فرنسا مطلع على ما يجري في سوريا وروجآفا؟
كان يبدوأنه يتابع الوضع, لكنها المرة الأولى التي يحصل فيها لقاء مباشر, لذلك كانت هناك أمور ميدانية على أرض الواقع, وكان تقييمها مهمّاً, ناقشنا مقاومة المرأة (YPJ) بشكل عام كقوة تحمي كل مكونات روجآفا, وكقوة سورية, ونتائج هذا اللقاء نقيمها بالإيجاب, ثم استمرّت اللقاءات بعد ذلك في فرنسا, وما لفت الانتباه فيها؛ نتائج هذه المقاومة من الناحية المعنوية, التقينا مع الأحزاب السياسيّة, وكذلك كان هناك لقاءات مهمة مع وزارة الخارجية, والآن هناك مؤسسات فرنسية للإعمار, منها المؤسسة الفرنسية للإعمار وهي مهمة, شاركت في بناء العديد من الدول التي حصلت فيها الحروب, وقد قررت المشاركة في إعادة إعمار كوباني.
– خرجتم بعد تحرير كوباني إلى أوربا للعمل على ملف الإعمار, كيف بدأتم العمل على هذا المشروع, من ساندكم, لو تحدثينا عن نتائج مؤتمر آمد لإعادة إعمار كوباني؟
العمل الذي تم في كوباني مهمّ جداً, وخاصة هيئة الإعمار الخاصّة بكوباني, اللجان التي دخلت من شمال كردستان هي لجان تخصصية من المهندسين ومهمة, من الضروري جداً أن يقال ما جرى نتيجة القتال في كوباني في تقرير يتضمن حجم الدمار الذي حصل, وعلى هذا الأساس عقد مؤتمر آمد للإعمار, وكان مؤتمرا قوميا لإعادة الإعمار ومناقشته, شارك فيه مندوبون من أجزاء كردستان الأربعة, ومن الخارج أيضاً, التقارير المعدة قدّمت, ومن القرارات المشتركة المتّخذة التي قدّمت ونوقشت أن تتشكّل لجنة من خمسة عشر شخصاً لإعمار كوباني, وكذلك تأسست شركة وطنية لإعادة الإعمار, وقسم من المدينة سيصبح على شكل متحف, نستطيع القول أن هذا المؤتمر كان في مستوى عال من النجاح, ولإتمام ومتابعة الموضوع هناك لجان تحضيرية وحتى في أوربا أيضاً العمل جار على ذلك وسيعقد في نهاية الشهر السادس مؤتمر قومي لإعادة إعمار كوباني في أوربا. هناك مقترحات كثيرة في أوربا منها أن تكون المدينة الجديدة مجهّزة بمشاف ومدارس ومؤسسات اجتماعية وثقافية وكل ما يخدم المدينة.
– في النتيجة ماذا يلزم كوباني من المال والوقت للبناء؟
لا نستطيع تحديد المبلغ, ولكن تقرير البناء موسّع بالتفاصيل, حدد فيها جميع الأماكن التي تعرضت للتدمير. ولأجل الإعمار هناك مشاريع صغيرة أيضاً على خريطة المدينة, سيكون بناءه كمدينة حضارية في كافة المجالات.
المدينة الجديدة ستهتم بناحية البيئة قبل كل شيء وستكون في المقدمة, كل شيء يجب أن يحسب له حساب, بالمحصلة ستكون المدينة بيئية سليمة من كل النواحي.
– بيانات كثيرة تخرج على الإعلام ترفض فكرة بناء متحف في كوباني؟
نوقش الأمر في المؤتمر وتمّ الاتفاق على ذلك, كان هناك وفد من مدينة حلبجة أيضاً, وقال وفدهم أن خذوا بعض التجربة من حلبجة, يجب أن يكون قسم من كوباني متحفاً, وهذا أمر ضروريّ, والكثير أبدوا آرائهم بهذا الموقف, الانتقادات الموجهة بهذا الخصوص تقول أن المساحة المخصّصة للمتحف كبيرة, وهذا رأي, وإدارة كانتون كوباني تستقبل آراء الشعب, ومن المحتمل أن تكون المساحة صغيرة, ومن الطبيعي أن يقدم أهل كوباني آرائهم.
– كيف هي فكرة المتحف, هل ستبنون شيئاً في المكان, أم ستتركون ما جرى على حاله؟
هناك نظام عالمي للمتاحف, والأساس أن يقوم به مختصون بهذا المجال. لكن برأينا أن تبقى آثار ذلك الدمار, وستتخذ التدابير عن طريق مختصّين, كفتح الطرق بين الخراب, وإمكانية التجوّل بينها, وما إلى ذلك.
– هل باتت أمريكا تتعامل مع الـ (PYD) كحزب كرديّ سوريّ, ليس رديفاً للـ (PKK) كما تصرّحون؟
صحيح, لأننا حزب روجآفاييّ, سوريّ, منذ الثورة وحتى الآن كان لعملنا ونضالنا تأثيره الواضح, وصرحت وزارة الخارجية الأمريكية بهذا قبل ذلك, والـ (PKK) حركة كرستانية وطنية, لنا معها علاقات كغيرها من الأحزاب الكردستانيّة, ولكن الـ (PYD) حزب كرديّ سوري استراتيجيتنا هي من أجل روجآفا كردستان وسوريا, قراراتنا وآلية التنظيم هي خاصة بحزب الاتحاد الديمقراطي.
– هل هناك تواصل رسمي مع أمريكا؟
نعم هناك علاقات, وبقيت السيّدة سينم محمد هناك فترة طويلة وأجرت اتصالات وعلاقات, وستستمر في الأيام القادمة, ليست لدينا مشاكل مع أحد, ومستعدون للتواصل مع الكل لحل الأزمة السوريّة.
– هل سنرى آسيا عبدالله مستقبلاً في البيت الأبيض؟
نحن حزب نتابع نضالنا ومستعدون للحوار مع كل الأطراف.
– هرمية العمل الحزبي في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؟
تشكيلاتنا التنظيمية كالبارتي تعتمد على اللجان الحزبية, وحسب النظام الداخلي هناك شروط العضوية في البارتي, حين يقدم العضو طلب الانتساب هناك شروط, الهيئات التنظيميّة الحزبيّة تدرس الطلب, وتعطي القرار بعد ثلاثة أشهر بالسلب أو الإيجاب, وعند مغادرة الحزب أيضاً يجب أن تكون طريقة الاستقالة بشكل رسمي وبالطريقة نفسها, وهذه اللجان الحزبية لها هيكلية تنظيمية ودورات تأهيل, ومن حق أي عضو حسب النظام الداخلي أن يمارس العمل الحزبي.
عدّة خلايا تشكل لجنة, عدة لجان تشكّل إدارة المنطقة, عدة مناطق تشكّل إدارة المدينة, عدّة مدن تشكّل إدارة الإيّالة, مثلا مدينة رميلان, كركي لكي, جل آغا, مع قراها تشكل إدارة تلك المنطقة, وكذلك ديرك , كركي لكي,رميلان, تربه سبيه, قامشلو, عامودا, درباسية, تل تمر, رأس العين, حسكة, مجتمعة تصبح كانتوناً.
– الـ (PYD)، هو القائد أم حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-D)؟
معظم القرارات ضمن إطارالحزب يتخذه الحزب, ولكننا كحزب ضمن حركة المجتمع الديمقراطي(Tev – Dem) وبعض الأحزاب الاخرى أيضاً, وهي آلية العمل مثل اللجنة السياسية في الأحزاب, تجتمع أحزاب (Tev – Dem) تناقش الأمور المشتركة والسياسيّة, وكل ماهو مرتبط (Tev – Dem) من عمل وبرامج, وكل هذا ضمن آلية تنظيمية, لنا آليتين, أولها آلية الحزب, وثم آلية الأحزاب ضمن (Tev – Dem).
– في حل سقوط النظام, وحصول تقارب بينكم وبين المعارضة, هل سترشح آسيا عبدالله نفسها لرئاسة الجمهوريّة؟
كلا , لن أترشح لرئاسة سوريا, نحن لا ننظر إلى الأمر بذلك المنطق, لدينا نظام, وهو أن نكون في القيادات العليا, ونظامنا الحزبي أيضاً كذلك, وآلية الانتخابات في نظام الحزب هي لدورتين فقط, وهذا نظام ديمقراطي.
نٌشر هذا الحوار في العدد (19) 2015/5/15 صحيفة”Buyerpress”
التعليقات مغلقة.