أشهر وأقدم معمل جليد في مدينة قامشلو (Aşê Bûzê) لن يعمل ثانية..

219

المعمل الشهير في مدينة قامشلو (Aşê Bûzê) لن يعمل ثانية..

يُعتبر معمل النجمة للجليد (Aşê Bûzê) أقدم معمل للجليد (بوز) في مدينة قامشلو. يرجع تاريخ بناءه إلى العام 1953، بدايةً كان يعمل في صنع الجليد وطحن الحبوب، بعدها تحول المعمل إلى صنع الجليد فقط بسبب كثرة الطلب على الجليد في فصل الصيف. وأيضاً يُعتبر من أشهر وأقدم المعامل في مدينة قامشلو كونه يقع على طريق عامودا وبسبب قدمِه سُمّي الشارع آنذاك باسم شارع (Aşê Bûzê) وحتى الآن لازال الكثيرون يسمّون الشارع باسم المعمل.

وكانت عائلة (لولي) المسيحية قد بنت هذا المعمل في المدينة وأشرفت عليه حتى مطلع الثمانينات وبسبب هجرة عائلة (لولي) تم بيع المعمل إلى عائلة إدلبية كان أبنائها يعملون في المعمل وتدعى عائلة ( خميس). وعملت تلك العائلة في المعمل حتى العام 1998 حيث باعت عائلة خميس نصف المعمل للسيد عصمت أصلان. وكان هذا المعمل، يعمل بفصل الصيف بدون توقف في تلك الأعوام، بسبب عدم امتلاك أغلبية أهالي المدينة للثلاجات المجمدة، وأيضاً كثرة الطلب على الجليد من قبل (مطاعم، محلات البوظة، صالات الأفراح، خيم العزاء) لذلك كان الشريان الوحيد لأهالي قامشلو والكثير من القرى التابعة للمدينة حيث كانت تأتي ناقلات الركاب من تلك القرى إلى المعمل وتأخذ الكثير من قوالب البوز إلى تلك القرى القريبة من المدينة.

توقف المعمل عن صنع الجليد الآن, والسبب يقيناً هي الظروف التي تمر بها سوريا والأوضاع الصعبة رغم احتياج أهالي مدينة قامشلو إلى الجليد في فصل الصيف. توسع المدينة ونزوح الآلاف من الداخل السوري يحتاج إلى أكثر من معمل للجليد في المدينة رغم وجود معمل للجليد في منطقة الصناعة . لماذا توقف المعمل عن العمل ،وما أسباب ذلك؟

موقع صحيفة “Bûyerpress“ التقت مع السيد عصمت أصلان أحد شركاء المعمل وتحدث عن أسباب التوقف وقال: ” كان المعمل قديماً يمتلك مئة قالب لصنع الجليد ( البوز) وبسبب التزايد على الجليد ارتفع خط الانتاج وبات المعمل يعمل ب 800 قالب، ولاحقاً أصبح خط الانتاج أقوى وبـ 1400 قالب وكما ذكرتُ لكم كان المعمل الوحيد في المنطقة واستطعنا تلبية طلبات البلدات الأخرى مثل (ديريك، عامودا، دربيسي، سري كانييه، تل كوجر) وبقي المعمل على هذا الانتاج الضخم حتى نهاية التسعينيات، وبسبب إنشاء المعامل في الكثير من البلدات وامتلاك أغلبية أهالي المدينة وأصحاب المطاعم ومحلات البوظة للثلاجات المجمدة تراجع مستوى الانتاج قليلاً”!!.

وعن السبب الرئيسي لتوقف المعمل عن العمل كلياُ قال:” الآن توقف المعمل كلياُ ومثلما رأيتم الأبواب موصدة وبات المعمل مهجوراً منذ بداية الأزمة في سوريا، والسبب الرئيسي هو انقطاع الكهرباء يوميا ولساعات طويلة، ولم نتمكن من جلب مولدة في البداية للمعمل بسبب غلاء المولدات وبسبب الصرف الهائل للمازوت التي تصرفها تلك المولدات. ولأن المعمل كان يصرف الكهرباء ما يكفي لحي كامل.”

وأما عن نيتهم بتشغيل المعمل هذا العام قال لنا: ” كنّا نرغب أنا وشريكي أن نقوم بفتح المعمل وتشغيله، لكننا فوجئنا بمصاعب أخرى واجهتنا ، مثلاً القوالب التي كانت توضع فيها المياه تصدأت بسبب التملح الذي كان يستخدم لصنع الجليد، ونحتاج إلى أكثر من 8 مليون ل.س لإعادة تشغيل المعمل، وفيما يخص سؤالك عن البدء بتشغيل نصف المعمل أقول لك بأننا لا نستطيع بسبب ارتباط كافة الاجهزة مع بعضها البعض.

وتحدث السيد أصلان عن المشكلة الأهم والتي واجهتم أثناء العمل حيث قال: ” مشكلة تأمين الغاز لتشغيل المبرد في المعمل كانت صعبة للغاية، كنا قديماً نتزود بكميات كبيرة من الغاز والتي كانت تجلب لنا من مصفاة بانياس، المصفاة الوحيدة في سوريا والتي كانت تنتجع تلك النوعية من الغاز، حتى في بداية الأزمة كنا نذهب لجلب الغاز من حمص مع مرافقة أمنية خشية وقوع الغاز في أيادي المعارضين للنظام لأن تلك النوعية من الغاز كانت تستعمل لصنع متفجرات قوية، حتى عندما كنا نقوم باستبدال قنينة الغاز للمعمل كنا نأخذ موافقة أمنية من الجهات المختصة، للأسف هذا هو حال معمل النجمة أو كما نسميه نحن أهالي مدينة قامشلو بـ(Aşê Bûzê)

اذاَ بات هذا المعمل متوقفاً عن العمل منذ أربع سنوات، المعمل الشهير في مدينة قامشلو(Aşê Bûzê) لن يعمل ثانية..

تقرير: خليل موسى

بارزة DSC06872 DSC06870 DSC06869 DSC06868 DSC06865

التعليقات مغلقة.