الأكاديمي فريد سعدون ومحاضرة في “الأنساق المضمرة في الثقافة الكردية”

233

قامشلو خاص(Bûyerpress)

 

استمرار فعاليات الملتقى الثقافي الأول برعاية مكتب الثقافة والإعلام

 

ألقى  الدكتور فريد سعدون أستاذ النقد العربي  “كلية الآداب جامعة الفرات”  يوم أمس في مقر المكتب الغربي التّابع للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا،  محاضرةً  تحت عنوان (الأنساق المضمرة في الثقافة الكردية) وذلك ضمن فعاليّات الملتقى الثقافيّ الذي يقدمه مكتب الثقافة والإعلام التابع للحزب.

بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ليرحب بعد ذلك الشاعر جوان نبي بالحضور الذي اقتصر على لفيف من الكتّاب والشّعراء الكرد وبعض الشخصيّات السياسية وممثلي فعاليّات المجتمع المدني وقام بتقديم المحاضر والتعريف بموضوع المحاضرة.

تطّرق في بداية محاضرته إلى أنّ الكرد لم يقربوا موضوع الأنساق المضمرة ولم يعدّوا لها أيّة دراسة أو بحث منوهاً أيضاً  إلى أن العرب أيضاً لم يضعوا أيّة نظريات نقدية معظمها أُخذت من الخارج وجهودهم اقتصرت على الآراء.

كما تناول الكذب في اللّغة الشّعرية مستشهداً بأقاويل الشاعر أحمد بن خليل الفراهيدي” الشعراء أمراء الكلام يصرفونه أنى شاءوا ويجوز لهم مالا يجوز لغيرهم ” ليتطرق إلى تلك الأنساق المضمرة المخفية في لغة الشاعر.

كما نوِّه إلى عدم وجود ناقد كردي الأمر الذي يعتبره مشكلة كبيرة على حد قوله, ليوضح بعد ذلك بأن

النسق لا يتحدث عبر وجوده فقط لأنه موجود ويمكن لمسه ولكن يجب البحث عن وظيفته التي تكمن فيها المشكلة الكبرى, فالنقد الثقافي يسعى إلى كشف حيل الثقافة في تمرير أنساقها تحت أقنعة ووسائل خاصة تتذكر بأمور شكلانيّة وأدبيّة.

وأكد الدكتور سعدون خلال قراءته النقدية لموضوع المحاضرة بأنّ الثقافة؛ نصُّ ضخم متنوع التكوينات والوجوه. والسؤال الذي ينبغي طرحه من قِبل المثقف أو الناقد أو المتلقي الإجابة عنه كيف يمكننا قراءة بعض الأنساق التي تشكلت عبر القرون في نص ثقافي وتكوين السمات المميزة لهذه الثقافة بمفهوم بسيط ليس في منحى واحد فقط، بل في كافة مناح الحياة؛  الفلكلور والعادات والتقاليد والدراسات والأبحاث والوجود الاجتماعي والسياسي؟! الثقافة كل هذا حيث يوجد داخل هذه الثقافة أمور بنيت وترسخت وشكلت أعمدة لا يمكن اقتلاعها على سبيل الذكر “عبادة الفرد للطاغية”.

كما أشار إلى أن توسيع دائرة النقد لتشمل كل ما هو ثقافي وروحي وحياتي أنه لابد منه وذلك يعود إلى جملة من الانكسارات الذاتية ترسبت في ذواتنا وواقعنا وصار لابد من محوها عبر قناة النقد الثقافي الذي يشمل وجوهاً عديدة من الحياة وليس الأدب فقط، أنه لا يستثني  شيء من الوقوع تحت دائرة النقد ولا يقف عند وجود ثوابت شرعية مقدسة فوق دائرة النقد وهو بذلك يلغي القدسية عن كل شيء.

مؤكداً في نهاية محاضرته أنّ الأنساق التي تم ذكرها وطرحها خلال المحاضرة هي أنساق مضمرة وأولية لا يمكن إلغاءها أو إزالتها ولكن تكمن التعامل معها بما يتوافق مع ما هو موجود اليوم, فيما ختمت المحاضرة بعد ذلك بمداخلات كثيرة وقيمة من قبل الحضور والتي أغنت الموضوع المطروح .

 

تقرير: فنصة تـمو

 

DSC06879 DSC06880 DSC06890 DSC06897 DSC06935 بارزة

DSC06928

التعليقات مغلقة.