مصوّر يقف في وجه نهب موارد الأرض

21

جال المDOUNIAMAG-HONG KONG-BRAZIL-PHOTOGRAPHY-CONSERVATION-NATURE-SALGAصور البرازيلي سيبستيان سالغادو في أرجاء العالم لالتقاط صور حول عيوب العولمة وحركات الهجرة والأراضي البدائية. لكن أكثر ما يؤثر فيه هو النهب الأعمى لموارد الأرض من جانب البشرية التي لا ترى انها بذلك تساهم في نهايتها.
وخلال زيارة هونغ كونغ بغية الترويج لمشروع «جينيسيس» الضخم الذي أتى نتيجة ثماني سنوات من استشكاف العالم، أعرب المصور البالغ 70 سنة عن اقتناعه بأن تعطش الإنسان الى السيطرة على الطبيعة سيقوده الى الهلاك.
وقال: «إذا لم نعد إلى أرض الواقع لن نستمر فترة طويلة على الأرض. لم نعد جزءاً من كوكبنا بل أصبحنا مخلوقات من كوكب آخر».
وزار المصور أكثر من مئة بلد من رواندا إلى غواتيمــالا مروراً ببنغلادش، وشهد افظع الفظـــائع من مجاعة وحروب وفقــر. وأثرت صوره الرائعة لمناطق منكوبة وجـــماعات ضعيفة تقع ضحية الاستغلال مثـــل المنقبين عن الذهب في البرازيل او العــمال المكلفين هدم سفن في بنغلادش، في أجيال من المصورين. وما يزيد من وقع هذه الصور أنها ملتقطة بالأبيض والأسود.
ويتحدر المصور من منطقة ريفية في وسط البرازيل وقد تابع دروساً في الاقتصاد قبل أن يتّجه الى التصوير. وكان في الخامسة والعشرين عندما استخدم آلة تصوير أعارته اياها زوجته. يقول: «تغيرت حياتي في المرة الأولى التي نظرت فيها عبر عدسة كاميرا».
وأصبح مصوراً محترفاً مطلع السبعينات وحصد مجموعة كبيرة من الجوائز، فعرضت صوره في قاعة باربيكان في لندن وفي المركز الوطني للتصوير في نيويورك. لكن في نهاية التسعينات، اضطر للتوقف موقتاً عن العمل بعدما غطى مجازر الإبادة في رواندا. فقد أثّر الموت في معنوياته. وما زال المصور يذكر رائحة تحلل الجثث في حين كانت الجرافات ترمي أكواماً منها على الأرض. وأضاف: «بدأت أموت وراح جسمي يمرض». ولكي يتجاوز هذه المحنة، أمضى وقتاً في دياره في البرازيل الا انه صعق برؤية بحيرات طفولته وقد جفت، فيما اختفى جزء من الغابات المطيرة.
وقرّر مع زوجته ليلى القيام بعملية إعادة تشجير، وأوضح في هذا الخصوص: «زرعنا أكثر من 2.5 مليون شجرة واستعادت الغابة المطيرة بعضاً من عافيتها. لقد انقذنا النمور الأميركية وأكثر من 170 نوعاً مختلفاً من الطيور». وأضاف: «بدأنا تدمير كل شيء وقد دجنا المواشي واحتجزناها في اقفاص وبتنا نجعلها تتكاثر بعشرات الملايين لكي نتمكن من اكلها».
وأسّس سالغادو مع زوجته وكالة «أمازوناس إيميدجز» التي تنتج صوره وتسوّقها في أنحاء العالم.

التعليقات مغلقة.