أبرز مخرجات مؤتمر “تحالف ندى” العالمي: دعم مقاومة النساء الإيزيديات.. اعتماد وثيقة الثورة النسائية في “روجآفاى كردستان”

24

اختتمت فعاليات مؤتمر تحالف ندى ما بعد التأسيسي، يوم السبت الفائت، والذي استمر على مدار ثلاثة أيام في مدينة السليمانية، بمشاركة منظمات نسوية من عدة دول، من بينها ممثلات عن إقليم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وذلك تحت شعار: “نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية”.

وأصدر التحالف بيانه الختامي عقب انتهاء أعمال المؤتمر، وجاء فيه:

في خضم المستجدات الساخنة دولياً واقليمياً، التي حملت معها تغييرات كبيرة على كافة الأصعدة، وخاصة وضع النساء، من حيث الآثار الكارثية والسياسات والممارسات المجحفة، بالإضافة إلى الفرص الكبيرة التي تضاهي حجم التحديات. عقد تحالف ندى (التحالف النسائي الديمقراطي الاقليمي) مؤتمره ما بعد التأسيسي تحت شعار ”نحو مجتمع ديمقراطي قائم على الثورة النسائية” بتاريخ 15 الى 17 مايو 2025، في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، بمشاركة المئات من الناشطات والمنظمات والمؤسسات النسائية من مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مختلف الشعوب والمكونات الشرق أوسطية والشمال الأفريقي.

تمحورت جلسات المؤتمر على محاور نظرية أساسية تتعلق بالمرأة الشرق أوسطية وما تعيشه من تهميش وإجحاف على كافة الاصعدة بسبب الأوضاع المستجدة. فالحرب العالمية الثالثة التي تعيشها المنطقة تمثل إبادة غير معلنة ضد النساء، كما شاهدناه في شنكال (العراق) وفلسطين والسودان واليمن.  الحروب المهولة هي صنيعة الدول القومية التي تفتقر إلى الديمقراطية، وأيضاً متمخضة عن الحكم الديني السياسي الذي يخدم مصالح الرأسمالية العالمية وأزلامها في المنطقة. وها نحن نعيش نتائجها وإفرازاتها المسمومة التي تؤدي إلى تراجع وضع النساء في المنطقة، إثر القوانين والدساتير المنصوص عليها بالمفاهيم الذكورية الاستعلائية، إلى جانب التشرذم الاجتماعي بالقيم الرجعية البالية.

كما تطرق المؤتمر إلى إرث النضالات النسائية عبر عقود مضت، ونضال النساء الجبار في يومنا في خضم الفوضى والأزمات الخانقة، حفاظاً على إرثهن الثقافي والمجتمعي الذي ساهم في بناء أولى لبنات الحضارة الانسانية. لم تستكن النساء يوماً ولم تتراجع قيد أنملة عن نضالهن، بل ربطن بين الماضي العريق لثقافة المرأة والمجتمع الأمومي وبين أهدافهن في المرحلة الراهنة، وكلنا شاهدات على ثورات نسائية معاصرة كثورة النساء في روجافا والسودان واليمن، وتونس، ومثل ثورة ” JIN JIYAN AZADΔ  (المرأة ، الحياة ، الحرية ) في إيران وروجهلات كردستان. وأشرن الى أهمية بناء المجتمعات ارتكازاً على حرية المرأة وبناء الحياة التشاركية الندية بين الرجل والمرأة، بناءً عليه، توقفت المشاركات مطولاً على مستوى النضال النسائي، وحددن التحديات والعراقيل، بالإضافة الى تقييم الفرص المتاحة.

في عمق النقاشات والنتائج، ركزت المشاركات على ضرورة استغلال الإمكانيات المتاحة والفرص التاريخية، بتصعيد دور المنظمات والحركات النسائية في إرساء السلام وبناء المجتمع الديمقراطي القائم على الثورة النسائية، إضافة الى أهمية تعزيز التحالفات النسوية على المستوى الإقليمي في مواجهة النيوليبرالية والتحالفات الأبوية المهيمنة المعادية للنساء، وأهمية العمل النسائي المشترك من خلال بناء التحالفات بمنظور الكونفدرالية الديمقراطية النسائية. مع التأكيد على ضرورة امتلاك المرأة لآلية الحماية والدفاع عن ذاتها قانونياً ودستورياً وأمنياً (الحماية) في ظل النزاعات والحروب الطاحنة في البلاد.

وشدد المؤتمر على آفاق الحل في مواجهة سياسات الحرب العالمية الثالثة، بتطوير الانطلاقة النسائية السياسية برؤية موحدة، واستمرارية الإرث النسائي الأممي ببناء شبكات نسائية أممية.  وإيلاء الأهمية لدور تحالف ندى في تعزيز الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية، لاستمرار الثورة النسائية المتقدة بشعار “المرأة، الحياة، الحرية” رداً على القضايا المعاصرة وتقديم الحلول الجذرية لها، لتحمل المرأة راية القيادة وتتبوأ مكانتها في الريادة نحو مجتمع ديمقراطي يسوده السلام.

بناء على الدور الاستراتيجي لتحالف ندى، ركز المؤتمر في اليوم الثالث على نشاطات التحالف المنصرمة وتقييم أدائه، وتم الاتفاق على الأهداف الاستراتيجية، وتشكيل سبع لجان متخصصة لتنفيذ مشاريع التحالف. وأجمعت المشاركات على مايلي:

1- تعزيز تحالف ندى كتحالف جامع برؤية نسائية شاملة، أساسها المرجعية الكونية لحقوق الإنسان، وتبني اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية إسطنبول، وقرار مجلس الأمن 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام والبروتوكولات الإقليمية.

2- اعتماد وثيقة الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية، ووثيقة الثورة النسائية في روجآفا وشمال وشرق سوريا كمرجعية أساسية لتحالف ندى، لأجل تطوير الأممية بمنظور نسائي. وبناء التحالف النسائي الثوري.

3- تعزيز التنظيم النسائي ونضاله بهدف بناء مجتمع قائم على الحرية والحياة التشاركية الندية بين الرجل والمرأة، والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

4- النضال لأجل إحلال السلام وبناء مجتمع ديمقراطي قائم على الفرد الحر، بعيداً عن التطرف والعصبيات القومية أو الدينية أو المذهبية، والنزاعات التي تشرذم وحدة المجتمعات وتهدر حقوق النساء.

5- دعم مبادرة السلام والمجتمع الديمقراطي، التي طرحها السيد عبدالله أوجلان؛ باعتبارها مبادرة معنية بحرية النساء.

6- المطالبة بالإفراج عن الأسيرات والمعتقلات السياسيات في سجون الاحتلال والسلطات الاستبدادية.

7- التضامن مع قضية النساء الإيزيديات ودعم مقاومتهن.

8- تعزيز التضامن والتكاتف على المستوى الوطني والأممي، لدعم نضال المرأة وقضاياها أينما كانت، دون تهميش لأية قضية، من القتل في النزاعات والإبادات والحروب الاحتلالية، والنزاعات السلطوية، وسياسة التهجير والتغيير الديمغرافي في بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والعنف الجنسي (فلسطين، السودان، سوريا واليمن)، الى جانب القضايا الاجتماعية والاقتصادية والقانونية.

9- تعزيز التشبيك بين المنظمات النسائية وتبادل الفكر والرؤية والخبرات، وتمتين أواصر المناصرة، فالقضية النسائية قضية إنسانية عابرة للحدود.

10- تمكين النساء من أجل المشاركة الفاعلة وتبوء مكانتها في وضع السياسات ومراكز اتخاذ القرار، من خلال تطوير العمق الفكري والنظري والمجتمعي لديهن وبناء القدرات.

11- تعزيز عمل تحالف ندى في البلدان من قبل لجانه الوطنية المحلية، والرفع من سوية النشاطات والفعاليات المشتركة المحلية، إضافة إلى الفعاليات المشتركة إقليمياً عبر تفعيل لجانها السبع.

12- التصدي للقضايا النسائية من خلال إعلام نسوي حر مضاد للصورة النمطية للمرأة في الاعلام الذكوري المهيمن.

التعليقات مغلقة.