“الغدة الدرقية” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “جير عبد العزيز” اختصاصي بالجراحة العامة والتنظيرية

43

 

تعد الغدة الدرقية جزءاً من جهاز الغدد الصماء في الجسم، وهو عضو يقوم بإطلاق مواد داخلية الإفراز مثل “الهرمونات” إلى الدم مباشرة، وتقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق فوق عظم القص وأمام الحنجرة والرغامى، ويحيط بها أعضاء مهمة مثل الحبال الصوتية والشرايين الرئيسية التي تقوم بإيصال الدم إلى المخ، والمري وغدد جارات الدرق المسؤولة عن تنظيم الكلس، ووظيفتها إنتاج الطاقة في الجسم ويبدأ عمل الغدة الدرقية منذ الحياة الجنينية بإنتاج الطاقة عنده، ويؤثر على نمو العظام وعلى مختلف أجهزة الجسم.

وقال الدكتور “جير عبد العزيز” اختصاصي بالجراحة العامة والتنظيرية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، إن الآفات التي تصيب الغدة الدرقية قد تكون على حساب وظيفة الغدة الدرقية مثل “فرط النشاط”، أي زيادة العمل وزيادة إنتاج الهرمونات، و “قصور الدرق” أي نقص هرمونات الدرق، وهذه الاضطرابات تحدث على حساب الوظيفة.

 وأضاف أن هناك اضطرابات تحدث على حساب الشكل، مثل الضخامة في مقدمة العنق، والضغط على الأعضاء المجاورة مثل الأنبوب المسؤول عن التنفس مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، أو قريبة على المري مما ينتج عنه صعوبة في البلع، أو التأثير على الحبال الصوتية.

وأوضح الدكتور أن أعراض فرط النشاط تحدث عندما يكون مستوى الهرمونات عالٍ، مما يؤدي إلى “النمو المبكر عند الأطفال أو قصر القامة، تسريع حركات الأمعاء والذي يؤدي إلى الإسهال، نرفزة عصبية، انقطاع الطمث عند الإناث، تعرق الجلد، عدم تحمل الحرارة، نقص الوزن مع شهية طبيعية.

أما أعراض قصور الغدة الدرقية، فتكون في زيادة الوزن، الكسل أو نقص إنتاج الطاقة، اضطرابات على حساب الحالة العقلية، تباعد فترات الطمث عند السيدات، جفاف الجلد، عدم تحمل البرودة، وإمساك.

  وبيّن الدكتور أن معظم المشاكل التي تصيب الغدة الدرقية هي آفات مجهولة المصدر، ولكن لتجنب الإصابة بالمرض يجب الاعتماد على غذاء غني باليود، لأنه يلعب دورا في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وهي موجودة في المأكولات البحرية، والنباتية مثل الملفوف، والسبانخ، وملح الطعام الغني باليود، مشيراً إلى أن المرض يشيع عند النساء بعشرة أضعاف مما عند الرجال.

 إلا أن عوامل الخطورة تكمن عند الأطفال وكبار السن وخاصة الذكور، والتي قد تكون على شكل أورام خبيثة، ولذلك يجب استقصاء وظيفة الغدة الدرقية ومراجعة الطبيب، خاصة في حال ملاحظة أعراض كوجود الشهية رغم فقدان الوزن، أو خفقان العضلة القلبية، وتساقط الشعر، أو غيرها من الأعراض.

ويتم تشخيص المرض عبر الفحص السريري، وفحص العنق لمعرفة حجم الغدة، ملمس سطح الغدة، أو إذا كانت غائرة، وعلاقتها بالأعضاء المجاورة، إضافة إلى وجود استقصاءات أخرى للكشف عن وظيفتها وهي تحاليل الدم، واستقصاءات شعاعية لمعرفة شكل الغدة ومدى تأثيرها على الأعضاء المجاورة، مثل الإيكو الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي، إضافة إلى الخزعة بالإبرة الدقيقة.

ويكون العلاج أما دوائي، أو جراحي، أو باليود المشع، فالعلاج الدوائي يكون عن طريق مجموعة من الأدوية بحسب نشاط الغدة الدرقية أو قصورها وما يناسبها ويناسب المريض وعمره، أما العلاج بالجراحة، فيكون باستئصال جزئي أو كلي للغدة بحسب الحالة والحجم، ونسبة الشفاء عالية قد تصل لـ 98% بعد التشخيص، وأخيراً اليود المشع، ويتم إعطاء العلاج باليود المشع بعد الجراحة، وذلك عبر حقن المادة المشعة في الدم حيث تقوم الغدة الدرقية بامتصاصها، وإزالة أي أنسجة وخلايا سرطانية متبقية في العقد الليمفاوية.

ولفت الدكتور إلى أن الغدة الدرقية قد تؤثر على الصحة الإنجابية لدى النساء، إذا كانت الآفة على حساب الوظيفة، حيث قد يؤدي إلى إسقاطات واضطرابات في الطمث، كما يؤثر على الوظيفة الحيوية للجنين، لذلك يجب على السيدة التخطيط قبل الحمل والخضوع للعلاج في حال كانت مصابة بالمرض.

وقال الدكتور إن الغدة الدرقية لها قرابة 8 أشكال سرطانية، وتلعب الوراثة دوراً في الإصابة بالمرض، فمثلاً “السرطان اللبي” وهو أحد الأشكال يصيب بنسبة 25% ويعود معظم أسبابه إلى العامل الوراثي.

ونوه بأنه في حال استئصال تام للغدة الدرقية فإنها تؤدي إلى فقدانها لوظيفتها، أو قد تؤدي إلى قصور في الغدة، ويكون العلاج بإعطاء هرمون الغدة الدرقية، بنسب تتوازن مع وزن المريض، ولمدى الحياة.

وقدم الدكتور “جير عبد العزيز” اختصاصي بالجراحة العامة والتنظيرية، في ختام لقائه عدة نصائح، منها: تناول الأغذية التي تحتوي على اليود، عدم إهمال أي عرض يدل على وجود الغدة، وعلى الرجال عدم إهمال إي أعراض أو آفة تظهر بمقدمة العنق، ويجب مراجعة الطبيب في حال ظهوره عند الأطفال وكبار السن.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

التعليقات مغلقة.