“عرق النسا” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “وسيم عثمان” اختصاصي بالأمراض العصبية

89

 

يُعرف “عرق النسا” بأنه ألم يمتد من أسفل الظهر إلى أسفل الساق، وقد يمتد هذا الألم على طول الظهر أو الجزء الخارجي أو الأمامي من الساق، وغالبًا ما يبدأ الألم فجأة بعد القيام بأنشطة مثل رفع الأثقال، على الرغم من أنه قد يبدأ تدريجياً أيضاً.

وأوضح الدكتور “وسيم عثمان” اختصاصي بالأمراض العصبية خلال لقائه في برنامج صحتك بالدنيا، أن ألم أسفل الظهر عبارة عن انزعاج شديد أو خفيف في المنطقة القطنية، وهي حالة شائعة جداً وتسبب أحياناً العجز وتختلف طرق العلاج، لأن آلام أسفل الظهر هي آلام غير نوعية.

وتضم منطقة أسفل الظهر فقرات قطنية وبين الفقرات يوجد قرص يسمى “الديسك” وحوله توجد أربطة ومفاصل تربط عظم الفقرات ببعضها وتوجد أيضاً عضلات ترتكز على هذه العظام، لذلك أي مرض يصيب أي من هذه البنى سوف ينتج عنه ألم أسفل الظهر.

وقال الدكتور إن 90% من آلام أسفل الظهر هي آلام غير نوعية حتى لو كان هناك ديسك، فمثلا عند دخول الديسك للقناة ربما يشعر المريض بزوال الألم، أو عند التحرك والمشي قد يؤدي إلى الضغط على الجذر فيشعر المريض بالألم وهذا يوجهنا للديسك.

أما إذا كان هناك مناقير وحدثَ احتكاكٌ في المفصل وأدى إلى اقتراب الفقرات من بعضها فهنا يحدث ألم مختلط للمريض كأن يشعر بالألم عند الاستيقاظ من النوم أو عند الحركة الزائدة، عدا عن الاجهادات العضلية التي تحدث نتيجة النوم على الأسطح غير المناسبة أو التعرض للبرد أو الحركات الالتوائية المفاجأة، إضافة إلى الأربطة المرتبطة بالعضلات التي قد تؤدي إلى تمزقها نتيجة رياضات معينة.

لذلك تغيّر رؤية الطب لآلام أسفل الظهر مقارنة بالسابق، باعتباره ألم نوعي فعلاجه يختلف، أما الآلام النوعية مثل كسر بالفقرة أو بعض الأمراض التي تُصيب العمود الفقري مثل التهاب الفقار اللاصق أو الحمى المالطية أو التهاب جرثومي في الديسك، فهذه الأمراض تشكل نسبة 10% من أمراض أسفل الظهر النوعية، بينما نشاهد 90% من الحالات التي هي ألم غير نوعي، وإذا لم يعالج هذا الألم بشكل دقيق سوف يؤثر على المريض مهنياً واجتماعياً ويدخل بنوع من حالة العجز.

وأشار الدكتور إلى أن عامل الوراثة له دور لحدوث بعض الآلام المزمنة، والأشخاص الذين يمارسون الأعمال المُجهدة معرضون للإصابة، ويوجد عامل آخر هو الرضوض المتكررة التي تصيب الرياضيين في رفع الأثقال، وهناك عوامل خطورة غير مفهومة مثل التدخين، إضافة إلى الطبيعة المهنية والشخصية مثل الجلوس لساعات طويلة.

وأشار الدكتور إلى أهم الإجراءات المتّبعة للتشخيص، وهي معرفة طبيعة الألم، فإذا كان المريض عمره فوق الـ 60 عاماً ولديه ألم حارق فيتم البحث عن سبب نوعي للمرض، بعكس المريض الشاب الذي يتم البحث عن ألم غير نوعي كتعرضه للبرد أو حركة خاطئة، لذلك العمر مهم لأن الأمراض الشديدة تحدث للأعمار الكبيرة، وأيضاً القصة المرضية للألم تكمن فيما إذا كان ألماً حاداً أو تحت حاد أو مزمن، والألم الحاد يمتد لأسبوع، والألم الذي يمتد من أسبوع إلى ستة أسابيع هذا يسمى تحت حاد، والألم الذي يستمر أكثر من شهرين هو ألم مزمن.

والألم الحاد غالباً يكون شفاؤه تلقائياً، وإذا كان الألم تحت الحاد فيتم البحث عن السبب، أو إذا كان مزمناً يتم أيضاً البحث عن المشكلة، وأيضاً توقيت الألم من العناصر الهامة، وهناك مرافقات الألم كارتفاع الحرارة أو تعرق ليلي وهذا يوجهنا إلى الحمى المالطية، وإذا كان الألم ينزل إلى قدم معينة فهذا قد يدل على الإصابة بديسك قطني أو التهاب عصب وركي.

والاستقصاءات تكون حسب الحالة وتتراوح من صورة بسيطة للعمود القطني، والطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي والذي يكون أدق للكشف عن القناة الشوكية مثلاً إذا كانت ضيقة أو واسعة.

وأكد الدكتور أن التدخل الجراحي بالنسبة لآلام أسفل الظهر يُعتبر مؤذياً للمريض، وأُثبت ذلك عالمياً، فالعلاج يختلف تماماً حتى لو كان هناك ديسك، ولا يتم إلا بشروط معينة، لذلك العلاج يرتكز على ثلاثة محاور والمحور الأول هو العلاج الدوائي مثل المسكنات ولمدة قصيرة، والثاني هو إعادة تأهيل المريض وعلاجه فيزيائياً مع العلاج الدوائي، أما المحور الثالث فيكمن في الرعاية الشخصية وتشمل تجنب البقاء في المنزل لفترات طويلة، وملازمة النشاط الحركي الكثير، تخفيف الوزن، إيقاف التدخين، تغيير الوضعية للأشخاص الذين يضطرون للجلوس لفترات طويلة، وهذه الإجراءات أُثبِت نجاحها عالمياً في علاج آلام أسف الظهر، ويُبعد المريض عن العجز، منوهاً أن العمل الجراحي يؤدي إلى تدهور حالة المريض.

ويضطر نسبة 10% فقط للعمل الجراحي وهم المصابون بالديسك المرافق لألم مُعند جداً لمدة تزيد عن شهرين، ولا يستجيب للعلاج الدوائي والفيزيائي والمسكنات.

وقدم الدكتور “وسيم عثمان” اختصاصي بالأمراض العصبية في ختام لقائه عدة توصيات، أهمها: يجب على المريض اتباع المعالجة الدوائية والمسكنات، والمعالجة الفيزيائية والرعاية الشخصية، وهذه الخطوات الثلاثة هي العلاج الناجح لآلام أسفل الظهر.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة كاملاً:

التعليقات مغلقة.