“واقع الأورام والثلاسيميا في المنطقة” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع الدكتور “أمجد علي” اختصاصي بأمراض الدم
تتصدر منطقة الجزيرة المركز الأول على مستوى سوريا في عدد الإصابات بأمراض الدم والأورام، وذلك بحسب دراسات قديمة أُجريت ما بين عامي (2010 ـ 2012)، وبحسب المشافي التخصصية السابقة، وبعد 2012 لم تعد متوفرة مراكز الدراسات، إلا أن أعداد المرضى في تزايد مستمر.
وقال الدكتور “أمجد علي” اختصاصي بأمراض الدم خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بإن الإصابة بأمراض الدم والتلاسيميا متعددة، والأورام تتنوع بين إصابات في الثدي، والكولون، وأمراض الدم والرئة، وأسبابها كثيرة ومتنوعة منها جينية مثل سرطان الثدي والكولون، وأسباب تعود للأشعة والمعالجات الكيميائية (المسرطنة).
وأضاف بأن “التدخين” يعد أحد أسباب الإصابة بالأورام، كسرطان اللسان والفم وأشيعها سرطان الرئة، وأيضاً المشروبات الكحولية، والتي تؤذي الكبد بشكل مباشر وتؤدي إلى حدوث سرطان على مستوى الخلايا الكبدية، والإصابة بسرطانات الجلد والعظام بسبب التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، لذلك يجب حماية المناطق المعرضة للشمس مثل “الرأس”.
وتوجد أسباب أخرى مثل السمنة المفرطة عند كلا الجنسين حيث تؤدي إلى الإصابة بالسرطان لكن بآلية غير مباشرة، وآليتها هرمونية ومناعية وتؤثر فيهما وتؤدي إلى حدوث أورام، وتوجد أورام وراثية مثل سرطان الثدي وتنصح النساء ممن لديهن إصابات عند الأم أو الخالة، بإجراء فحوصات روتينية.
والتلاسيميا” أحد أمراض الدم الوراثية تنتقل بالجينات، وهناك أنواع عديدة للتلاسيميا وأشيعها في المنطقة هي “تلاسيميا إلفا، وتلاسيميا بيتا”، وتلاسيميا إلفا هي عبارة عن “حذفي” حيث يحدث حذف أو خلل في المورثات الصبغية، وتلاسيميا بيتا تكون الإصابة على مستوى البروتينات داخل الكريات الحمراء.
و لتلاسيميا بيتا شكلان، حصيات مرارية وفقر الدم، وأي فتاة معها تلاسيميا صغرى ومقبلة على الزواج، يجب على الطرف الآخر أيضاً أن يجري تحاليل، ولا يُنصح شخصين يحملان التلاسيميا الصغرى بالزواج، لأنهما يتيحان المجال لإنجاب أطفال مصابون بالتلاسيميا الكبرى.
والمقصود بالتلاسيميا الكبرى هو انحلال الدم بشكل شديد، ونتيجة الانحلال يتم انطلاق الحديد داخل الكرية الحمراء إلى الدم فيتم ترسيب هذا الحديد في الكبد والقلب ، فالمريض بعد سنوات قليلة جداً يصاب بقصور في القلب وفي الكبد، ويكون مؤهباً لحدوث وفاة، ومرضى التلاسيميا الكبرى يعانون من مشكلة نقل الدم المتكرر مما يؤدي إلى تراكم الحديد، فالتلاسيميا الكبرى آفة مزمنة لديها علاج واحد حقيقي وهو زرع نقي العظم، ومن اختلاطات التلاثيميا الكبرى حدوث ضخامة في الطحال، وقد يحتاج المريض إلى جراحة الطحال وإلى لقاحات وقائية سواء قبل الطحال، أو ما بعد استئصال الطحال.
وأشار الدكتور إلى أن الحراقات والاعتماد على الوسائل البدائية في استخراج مشتقات النفط، ودخان السيارات تؤدي إلى الإصابة بالأورام، لكن أهم الأسباب هو التدخين، وهذه الأسباب كلها تؤدي إلى حدوث الأورام، سواء بالغازات المنطلقة أو بالأغبرة أو بالدخان، مضيفاً بأن الأشخاص الذين يعملون في الحراقات أو محطات الوقود تكون الإصابة لديهم على مستويَين، مستوى تنفسي بسبب استنشاقه للغازات الصادرة عن هذه العمليات، بالإضافة إلى التّماس الجلدي.
وبالنسبة للجهاز التنفسي، فإن أكثر السرطانات التي تحدث هو سرطان الرئة، بينما على مستوى التّماس فأن الأشيع هو سرطان الدم “اللوكيميا والليمفوما”، لذلك يُنصح العاملين في هذا المجال بوضع الكمامات للوقاية من الاستنشاق، ولبس قفازات أثناء العمل، لتجنب الإصابة بسرطان الجلد.
ولدى مرضى التلاسيميا مشكلة في تلقي الدم وتأمين المتبرع وعملية فصل الدم ونقله، وعدم توفير المكان المناسب في المنطقة، ويقوم مشفى الهلال الأحمر الكردي في الوقت الحالي بتقديم خدمات عالية على المستوى الطبي، وتوجد غرفة لسحب الدم، مع وجود طبيب أخصائي، يشرف على عملية سحب الدم.
والمشكلة الأخرى التي كان يعاني منها مريض التلاسيميا هو موضوع تراكم الحديد، لأن الحديد هو المعدن الوحيد الذي لا يطرح من الجسم بشكل عفوي وإنما يحتاج إلى أدوية معينة، مثل “طارحات الحديد”، ومعظم العلاجات متوفرة في المنطقة سواء لمرضى التلاثيميا أو لمرضى الأورام، وتحت إشراف أخصائيين، إضافة إلى توفير داعمات أو رافعات الكريات البيضاء، ومستلزمات الجرعات الكيميائية.
وفي ختام لقائه، شدد الدكتور “أمجد علي” اختصاصي بأمراض الدم، على ضرورة إجراء تحاليل للتلاسيميا الصغرى ما قبل الزواج، وتحاليل “رحلان الخضاب”، وإذا كان أحد الطرفين حاملاً للتلاسيميا الصغرى والطرف الآخر سليم فلا مانع من الزواج، منوهاً بأن مشفى الهلال الأحمر الكردي تتوافر فيه خدمات مجانية إضافة إلى وجود كافة الأدوية المتعلقة بأمراض الدم والتلاسيميا والجرعات الكيميائية.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملاً:
التعليقات مغلقة.