البشمركة تستعد للانضمام لمعركة الدفاع عن كوباني

134

11_02_06_36_تستعد قوات البشمركة السبت للانضمام لمعركة الدفاع عن كوباني الحدودية مع تركيا لمساعدة المقاتلين الاكراد على هزم تنظيم الدولة الاسلامية بعد دخولهم الى ثالث مدينة كردية في سوريا.
وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كوباني، تظاهر الاف الاكراد في تركيا تعبيرا عن تضامنهم مع المدينة التي باتت تمثل رمزا للصمود في وجه تنظيم الدولة الاسلامية. وفي هذه المناسبة تظاهر كذلك نحو 800 شخص في بروكسل، و500 في لندن نشروا في ساحة ترافلغار لافتات كتب عليها “تضامنا مع كوباني” او “ادعموا كوباني، ادعموا الديموقراطية”.
كما نظمت تظاهرات في ميونيخ وهامبورغ وباريس وليون.
وعبرت مساء الجمعة 20 الية تقل نحو 150 من المقاتلين الاكراد العراقيين الذي كان يهتف كثيرون منهم “كوباني” ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غرب كوباني للمشاركة في القتال ضد المسلحين الجهاديين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن  “تمكن المقاتلون الاكراد من صد هجوم جديد لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال كوباني التي شهدت مواجهات عنيفة مساء  (الجمعة) استمرت حتى الساعات الاولى من اليوم”.
واضاف “تسمع بين الحين والاخر اصوات تبادل لاطلاق النار في كوباني”  مشيرا الى ان مقاتلي البشمركة الاتين من اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، لم يشاركوا بعد في المعارك.
وقتل بحسب المرصد السوري الجمعة 11 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية في غارات التحالف الدولي التي شملت ايضا مناطق في محافظة الرقة، فيما قتل 15 من عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية في اشتباكات في كوباني ومحيطها.
والمعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف في كوباني الواقعة في محافظة حلب، اصبحت رمزا للمعركة الاشمل ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمسلحين المتطرفين.
وقتل منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 ايلول/سبتمبر، وفقا لارقام المرصد، 958 شخصا في الاشتباكات في كوباني وفي محيطها، هم 576 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية، و361 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” وبينهم مسلحون اخرون موالون لها، و21 مدنيا.
وذكر المرصد في الأمس انه تمكن من توثيق مقتل اكثر من 100 عنصر من تنظيم الدولة الاسلامية في اشتباكات في مدينة كوباني في محيطها خلال الايام الثلاثة الماضية، بعضهم اتوا من مناطق اخرى في حلب، ومن الرقة.
من جهته اعتبر مصطفى عبدي الناشط الكردي المتحدر من كوباني، من المنطقة الحدودية في تركيا انه من الضروري وصول “المزيد من التعزيزات والاسلحة” معبرا في الوقت نفسه عن “تفاؤل بعد وصول البشمركة”.
وقال “بعض الاكراد اتصلوا بي لكي يسألونني متى سنتمكن من العودة الى منازلنا (في كوباني). البعض يعتقدون ان المعركة ستنتهي قريبا لكنني اعتقد انها ستكون طويلة” مؤكدا ان تنظيم الدولة الاسلامية “يتلقى ايضا تعزيزات”.
وقال “نحن مرتاحون لوصول البشمركة العراقيين لكننا بحاجة للمزيد من المقاتلين والمزيد من الاسلحة كما ان الحدود (مع تركيا) يجب ان تكون مفتوحة بالكامل” لافساح المجال امام الاكراد الراغبين بالتوجه الى هناك للمساعدة في تحرير مدينتهم”. واضاف “انا شخصيا اريد التوجه الى كوباني لحمل السلاح وتحرير منزلي”.
وعبر بولات كان الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردي عن تفاؤل اكبر.
وقال “لم يتراجع تفاؤلنا ابدا حتى حين لم نكن نتلقى مساعدة التحالف او البشمركة. لم نكن لنصمد لمدة 46 يوما لو لم نكن واثقين بانتصارنا”.
واكد ان البشمركة لم يبدأوا بعد بالقتال “لكن هذا الامر لن يتاخر. في الوقت الراهن انهم ينشرون اسلحتهم ويعاينون الارض ويوزعون المهمات. ان المدفعية والاسلحة الثقيلة التي اتوا بها ستلعب دورا مهما”.
وقد سمحت تركيا بمرور قوات البشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر ايضا، عبر حدودها لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، ما اثار تنديدا من سوريا التي اعتبرت هذه الخطوة “انتهاكا سافرا” للسيادة السورية.
ومع دخول البشمركة الى كوباني، انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استراتيجية التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وتساءل في باريس حيث التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند “لماذا تقصف قوات التحالف مدينة كوباني باستمرار؟ لماذا لا تقصف مدنا اخرى، لماذا لا تقصف ادلب (شمال سوريا)؟”، مضيفا “لا نتحدث سوى عن كوباني الواقعة على الحدود التركية وحيث لم يعد هناك احد باستثناء الفي مقاتل”.
في هذا الوقت، سيطر تنظيم جبهة النصرة المتطرف على بلدة دير سنبل، معقل تنظيم جبهة ثوار سوريا الذي يعتبر احد اكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، والواقعة في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) وذلك بعد نحو اسبوع من اندلاع معارك بين الطرفين في هذه المنطقة.
ولم يعرف السبب الرئيس لهذه المواجهات التي بدات في 26 تشرين الاول/اكتوبر واستمرت يومين، قبل ان يتم التوصل ليل الخميس الجمعة الى اتفاق على نشر “قوة صلح” مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلا بينها فصائل اسلامية في جبل الزاوية. الا ان تجدد الاشتباكات سبق انتشار القوة.
ويعرف مقاتلو “جبهة ثوار سوريا” بتأييدهم لسوريا علمانية وديموقراطية وانتقادهم للكتائب الاسلامية.
وفي العراق المجاور، قتل 24 شخصا على الاقل السبت في تفجيرات في بغداد ومحيطها، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية، قبل ايام من احياء الشيعة في العراق لذكرى عاشوراء.
وقد اقتحمت القوات العراقية الجمعة بيجي في صلاح الدين التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، وتمكنت من استعادة حيين في جنوب هذه المدينة القريبة من اكبر مصافي النفط في البلاد، كما ذكرت مصادر عسكرية.
من جهة اخرى، قال خبراء ان ضربات التحالف الدولي شجعت توجه الجهاديين الاجانب الى سوريا والعراق بدلا من ان تكبحه، بينما تحدثت الامم المتحدة عن عدد “غير مسبوق” من هؤلاء توجهوا الى البلدين.

أ ف ب

التعليقات مغلقة.