تُعرف الإسقاطات العفوية، بأنها تحدث دون تداخل أو تحريض خارجي وقبل أن يصبح الجنين قادراً على الحياة أي قبل الأسبوع 24من الحمل، وهناك نوعان للإسقاط، “إسقاط عفوي باكر” قبل بلوغه الأسبوع 12، و (إسقاط عفوي متأخر) عند بلوغه الأسبوع 12 – 24 للحمل، ووفق الإحصائيات فإن نسبة 57 % من الإسقاطات لاتصل لأسبوعها 24، وتكون 75 % منها إسقاطات باكرة، و25 % إسقاطات متأخرة، وإجمالاً 37 % من الحمول تفقد قبل التشخيص.
وقال الدكتور “منال محمد” اختصاصي بأمراض النساء وجراحتها خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” إن الإسقاطات الباكرة تنقسم أيضاً إلى قسمين، قسم لا يُسمع فيه نبض الجنين وهي مرحلة قبل تكوين الجنين، وأسبابها تكون تشوّهات خُلقية ووجود صبغيات عند المريضة.
وتقل نسبة الإسقاطات عند المرأة الحامل بعد نبضان القلب عند الجنين إلى 5 %، لذلك 50 % من الإسقاطات هي نتيجة تشوهات خلقية وصبغية فالرحم يطرد الجنين غير الطبيعي بطريقة طبيعية، وقليل من الأجنّة المشوّهة تكمل حتى مرحلة الولادة، وهناك أسباب مناعية، هرمونية، إنتانية، وهنالك أسباب موجودة في الرحم نفسه، نتيجة خضوعها لعملية جراحية سابقة، أو أمراض في الرحم نفسه، وهناك أسباب مناعية، وقد يجتمع أكثر من سبب في وقت واحد ويؤدي إلى فقدان المرأة لحملها وإسقاط الجنين.
واحتمال أن يتكرر الفقدان مرة أخرى، بمجرد أن تفقد المرأة حملها لمرة واحدة، وتزداد نسبة الإسقاط عند المرأة التي لم تحمل من قبل إلى 13 %، وتزداد نسبة الإسقاط للمرة الثانية إلى 19 % ونسبة الإسقاط للمرة الثالثة تصل إلى 35 % والإسقاط الرابع 47 % وفي حال وجود طفل عند المرأة تكون نسبة الإسقاط من 12 – 34 %، لذلك الإسقاطات المتكررة بحاجة إلى بحث واستقصاء الأسباب والتاريخ المرضي عند المرأة.
وأشار الدكتور إلى أن هناك أسباب هرمونية للإسقاطات، فعند وجود قصور في الجسم الأصفر ـ وهو بنية وتركيبة الغدد الصماء المؤقتة في المبيض الأنثوي والذي يكون قد قام بإطلاق البويضة الناضجة خلال عملية إباضة سابقة، ويكون ملون نتيجة لتركيز الكاروتينيد ـ أو الغدة الدرقية قد يؤدي إلى الإسقاط، وكذلك المرأة التي تعاني من عدم انضباط السكر في الدم، سوء التغذية، ارتفاع التوتر الشرياني، التدخين، بالإضافة لوجود الإنتانات والأسباب المناعية، كلها تؤدي إلى الإسقاط وقد تجتمع عدة أسباب معاً وتؤدي إلى الإسقاط عند المرأة الحامل.
وأوضح الدكتور بأن العمر المثالي للحمل يكون ما بين 18 ـ 25 عاماً، أما بعد عمر الـ 30 ـ 35 تزيد نسبة التشوهات الخلقية عند المرأة، كما تزيد نسبة الإسقاطات عند السيدات اللواتي تزوجن في مرحلة مبكرة بسبب عدم اكتمال الأعضاء التناسلية وعدم قدرة الرحم على استقبال الجنين فيؤدي إلى إسقاطه.
وأهم الأعراض التي تعاني منها المرأة عند حدوث الإسقاط، وجود ألم في البطن، مغص ونزيف، ألم أسفل الظهر وقد يكون الألم شديداً فيؤدي إلى إقياء وغثيان، ويتم تشخيص الحمل بالإيكو، أو معاينة هرمونية، لكن عند سقوط عدة أحمال لا تشخص المرأة بالإيكو، ويتم عن طريق المعاينة الهرمونية، والتي تؤدي إلى تشخيص الحمل الباكر والوقاية.
وعند التشخيص يتم معرفة مراحل الحمل، ويكون أما إسقاط في طور الحصول، أو تهديد بالإسقاط ولكنه لم يسقط، أو إسقاط منسي (إجهاض منسي)، وعند وجود حمل مهدد بالإسقاط ينصح المرأة بالراحة وهو أهم علاج، إضافة للمسكنات ودعمها هرمونياً للمحافظة على الجنين.
وأكد الدكتور بأن العلاج يكون حسب الأسباب التي تهدد الحمل عند المريضة، ولكل مشكلة علاج خاص بها، فإذا كانت المرأة تعاني من الانتانات يتم معالجتها على أساسه، وإذا كانت هناك أسباب مناعية تعالج المرأة عن طريق دعم الرحم بالأسبرين، ومضاد التهابات، بالإضافة إلى فيتامين B12 للوقاية من التشوهات العصبية، وبشكل عام العلاج يكون حسب السبب، ومعرفته عن طريق التشخيص اللازم.
وقدم الدكتور “منال محمد” اختصاصي بأمراض النساء وجراحتها، في ختام لقائه عدة نصائح، أهمها: أي امرأة مقبلة على الزواج يجب أن تراجع الطبيب، وتجري التشخيص اللازم لمعرفة المشاكل وعلاجها، ومعرفة زمرة الدم، وعلاج فقر الدم إن وجد، استقصاء حالة الإباضة والرحم، إجراء اختبار لسكر الدم، تشخيص قصور الغدة الدرقية ومعالجتها تفادياً للإسقاطات.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة:
التعليقات مغلقة.