يُعرف التصلب اللويحي باسم التصلب المتعدد، وهو مرض عصبي مزمن يُصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، ويسبب تلفًا في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية والذي يدعى (الميالين)؛ مما يؤدي إلى تصلب في الخلايا وبالتالي حدوث خلل في العديد من وظائف الجسم الأساسية مثل النظر، والتوازن، والتحكم بالعضلات، وغيرها.
وأوضح الدكتور “هاني موسى” اختصاصي بالأمراض العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن التصلب اللويحي يصيب الجهاز العصبي والذي يشمل الدماغ والنخاع الشوكي، كما أن الجهاز العصبي يتكون من خلايا عصبية و ينقسم إلى : (جسم الخلية والمحوار)، ويحيط بالمحوار غمد الميالين وهو عبارة عن (سائل أبيض) والمرض يُصيب غمد الميالين، ووظيفته تسرّع نقل السيالة العصبية من خلية لخلية، ويُعرف عن الجهاز المناعي بأن وظيفته الدفاع عن الجسم ضد الأجسام الغريبة، كالجراثيم والفيروسات والفطريات وغيرها، وعندما تدخل هذه الأجسام الغريبة إلى الجسم تهاجم الجهاز المناعي، ولسبب غير معروف ينشط الجهاز المناعي ويهاجم غمد الميالين، ويؤدي إلى ندبات والتهابات، وبالتالي يحدث خلل في غمد الميالين وبطء أو توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ وأعضاء الجسم.
وقال الدكتور إن التصلب اللويحي مرض مزمن، وتكون 70 – 80 % من أعراضه الشائعة عند المرضى على شكل هجمات ويستمر لساعات وأيام ، حيث نلاحظ عند المريض تدني في الرؤية، وتُعرف أحد معاييره التشخيصية بالتبعثر في الزمان والمكان، حيث يُصيب أي مكان في الجهاز العصبي المركزي، فإذا أصاب المخيخ يفقد المريض توازنه ويشعر بدوار وإقياء، وعند إصابة العصب البصري تتدنى الرؤية عند المريض، أما إذا أصيبت الخلايا الحركية فيحدث ضعف في حركة الأطراف، وفي حال أصاب النخاع الشوكي قد يؤدي إلى شلل في الحركة، أو تخدير في الأطراف، وصعوبة في البلع والكلام، وتتعدد الأعراض حسب مكان الإصابة.
مضيفاً بأن أغلب الإصابات عند المرضى هو التدني في الرؤية، ويشيع المرض بين فئة الشباب من عمر 20 – 45 ونادراً ما يُصاب الكبار في السن بالتصلب اللويحي.
كما لا يوجد سبب محدد للتصلّب اللويحي ولكن هناك عوامل خطورة وأشيعها نقص فيتامين D حيث تزداد نسبة الإصابة عند هؤلاء الأشخاص، إضافة إلى التدخين وداء السكري والبدانة.
ولا يعد مرض التصلب اللويحي من الأمراض المميتة، و 80% من المرضى يعيشون حياة طبيعية بدون إعاقات شديدة، حيث أن الهجمات تستمر لساعات وقد تطول لأشهر، وبعدها يعود المريض إلى وضعه الطبيعي مع بقاء بعض العراقيل كالتأخر في استعادة الرؤية، ونادراً ما يترك أثار سلبية عند المريض.
وأشار الدكتور إلى وجود معايير تشخيصية محددة، وتكون عن طريق القصة المرضية، والفحص السريري، والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والنخاع الشوكي إضافة إلى بعض التحاليل المخبرية.
ويكون العلاج أما دوائي أو عرضي، فعند وجود الهجمة يكون العلاج عن طريق “ستيروئيد” لقرابة خمسة أيام، وهناك علاجات معدلة للمرض وهي عبارة عن أدوية مثبطة للمناعة، وتكون أما إبر أو حبوب فموية، وحقن وريدية، وتوصف حسب حالة المريض، فإذا كانت أعراضها خفيفة وهجماتها قليلة، يكتفي بالأخف من حيث تأثيراتها، أما إذا كانت الهجمات قوية ومتقاربة فيكون الدواء أقوى من قبل، وهكذا بحسب الحالة وبحس كل مريض، وشدة الهجمة لديه.
وأهم مساوئ العلاج هي التأثيرات الجانبية للأدوية، باعتبارها أدوية مُثبطة للمناعة فيمكن أن تحدث تفاعلات مع مرض السل، أو فيروس الهربس ـ مرض جلدي ـ أو شخص قد يعاني من ضعف المناعة فتكون تأثيراتها الجانبية على المريض أقوى، ويؤثر على الكبد والبصر أيضاً، مشيراً إلى أن لكل دواء تأثيرات جانبية لكن فائدته تكون بنسبة 60 ـ 70%.
ولفت الدكتور إلى أنه لا يوجد شفاء تام من مرض التصلب اللويحي، لكن قد تتباعد فترات الهجمة إلى كل خمس سنوات، أو عشر سنوات حسب كل مريض وحالته، أما الأدوية فهي تعدل المرض وتساعد على تخفيفه.
وقال الدكتور “هاني موسى” اختصاصي بالأمراض العصبية، في ختام لقائه بأن ليس كل تخدير في الكتف هو تصلّب لويحي، ويجب عدم الخوف من المرض لأن أغلب المصابين يعيشون حياة طبيعية، وفي حال ظهور الأعراض يفضل مراجعة عيادة طبية بأقصى سرعة ممكنة حتى لا تسوء حالة المريض.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة:
التعليقات مغلقة.