مواجهات في كوباني… و «داعش» يعد عناصره بالنصر
استمرت المواجهات العنيفة بين عناصر «الدولة الاسلامية» (داعش) ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» في وسط (كوباني)، وسط ترويج التنظيم لعناصره انه على وشك السيطرة على المدينة ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وقرب حدود تركيا.
واعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات التحالف نفذت امس 22 غارة جوية ضد «داعش» في العراق، وأنها «دمرت أيضاً قطعة مدفعية تابعة للتنظيم قرب كوباني في سورية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «الاشتباكات استمرت امس بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» قرب سوق الهال ومبنى البلدية في مدينة كوباني بالتزامن مع تجدد القصف من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق في المدينة».
ونقل «المرصد» عن «مصادر متقاطعة»، أن «داعش يقوم بالترويج عبر قبضات أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي، بأنه سيسيطر اليوم (امس) على مدينة كوباني».
وقال نشطاء أكراد إن المعارك احتدمت في الأجزاء الشرقية والجنوبية في المدينة «من دون إحراز أي تقدم للطرفين وسط غياب طيران التحالف الدولي- العربي من أجواء المدينة» مساء أول من أمس، مشيرين الى «معارك عنيفة في محيط جامع حاج رشاد وسوق الهال والمسلخ والبلدية في الأجزاء الشرقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم، فضلاً عن مقتل وجرح بعض المقاتلين الأكراد، من دون أن يحرز الطرفان أي تقدم».
وزادوا: «في الأجزاء الجنوبية جرت في محيط المركز الثقافي الجديد والرحبة ومحطة المحروقات الجديدة على طريق حلب، اشتباكات متفرقة في الجبهة الغربية».
ونفّذت «وحدات حماية الشعب» صباح امس عملية عسكرية في محيط قرية كولمت وأيدقه جنوبي كوباني، ما أدى إلى تدمير سيارة عسكرية ومن كانوا بداخلها.
وقال النشطاء إن «داعش» استقدم قوات جديدة من تل أبيض ومنبج لتقوية جبهاته العسكرية داخل المدينة بعدما مني بخسائر كبيرة.
ولم تعرف نتيجة المفاوضات التي جرت لإرسال 1300 من مقاتلي «الجيش الحر» الى عين العرب وموعد وصول 150 من مقاتلي «البيشمركة» الأكراد لدعم صمود «وحدات حماية الشعب».
وكان رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، الكيان الرئيسي المدافع عن المدينة، نفى إبرام اتفاق أعلنه الرئيس التركي لإرسال 1300 عنصر من «الجيش السوري الحر» لمساعدتهم في الدفاع عن المدينة، وقال لقناة «سي أن أن – تورك» الناطقة بالتركية أمس: «لم نتوصل إلى اتفاق».
كما اعتبر أنه إذا فتح «الجيش السوري الحر» جبهة أخرى في سورية ضد التنظيم فسيكون ذلك أكثر فائدة «وسيخفف من الطوق المفروض على كوباني».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن «حزب الاتحاد الديموقراطي وافق على تعزيزات مؤلفة من 1300 رجل من الجيش السوري الحر».
كما أعلن القائد العسكري الميداني في المعارضة السورية المسلحة العقيد عبد الجبار العكيدي، أن قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة عين العرب، فور الحصول على موافقة المقاتلين الأكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة.
الى ذلك، قال «المرصد السوري» أن قوة مسلحة من «الحسبة» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقلت مواطنة من بلدة بقرص قرب مدينة الميادين في شمال شرقي البلاد، قبل نحو 10 أيام، دون توضيح التهمة التي وُجِّهت إليها، حيث قام ذووها بمراجعة مقر التنظيم في مدينة الميادين، فأبلغوهم أن أشخاصاً قدموا بلاغاً إلى محكمة «الدولة الإسلامية» مرفقاً بصور خلاعية وأشرطة مصورة تظهر ابنتهم وهي «تمارس الزنا»، وأن التحقيق جارٍ في التهم الموجهة إلى المواطنة.
وأبلغت مصادر «المرصد» أن التحقيق استمر لنحو 10 عشرة أيام، ليُفرَج عن المواطنة بعد ذلك، بعد أن «أثبتوا» أن الصور والأشرطة «مفبركة عبر برامج على الحواسيب»، ثم أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» براءتها من التهمة الموجهة إليها واعتقل أحد الأشخاص الذين قدموا الصورة والأشرطة المصورة إليهم، ومن المنتظر أن تتم محاكمته. وتابع أن «ذوي المواطنة أقاموا بعد براءة ابنتهم مأدبة كبيرة، ورفعوا الرايات البيضاء فوق منازلهم، وأطلقوا العيارات النارية في الهواء، فرحاً ببراءة ابنتهم، بعد أن سمح لهم التنظيم بإطلاق النار».
وفي دير الزور في شمال شرقي البلاد، قدم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى ذوي رجل من أبناء بلدة العشارة كان أعدمه منذ نحو شهرين بتهمة «السحر»، ورقة تثبت براءة ابنهم من التهمة المنسوبة إليه، ألا وهي «ممارسة السحر».
وقال «المرصد» إنه ثبت لدى التنظيم بعد التحقيق في الأمر أن ابنهم الذي تمَّ إعدامه في وقت سابق، كان «يقوم بخدمة المسلمين»، وأنه كان يستعمل «الرقية الشرعية»، ولم يكن يمارس «السحر»، وتوعد تنظيم «الدولة الإسلامية» بمحاسبة عناصره، الذين أعدموا هذا الرجل.
عن الحياة اللندنيَّة
التعليقات مغلقة.