ما قصة اختيار هذا اليوم للاحتفال باللغة الأم؟
قال الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا ذات مرة : ”لو تحدثت إلى شخص بلغة يفهمها، يدخل حديثك رأسه… ولو تكلمت إليه بلغته، يدخل حديثك قلبه“.
تلعب اللغة دوراً فعالاً في مجريات حياة الشعوب بمختلف أعراقهم وأصولهم في دول العالم، حيث تعد أداةً تساعدهم في التعبير عما يجول في أنفسهم من مشاعر، ورغبات، وتساؤلات.
يصادف اليوم الأربعاء، 21 فبراير (شباط) اليوم الدولي للغة الأم الذي اعتمدته منظمة اليونسكو عام 1999 ـ وبدأ الاحتفال به في العام التالي ـ تأكيداً منها على دعمها للتنوع اللغوي، وتشجيعاً منها لدول العالم للاحتفال بهذا اليوم.
ما قصة اختيار هذا اليوم للاحتفال باللغة الأم؟
يرمز اختيار تاريخ 21 فبراير/شباط للاحتفال باللغة الأم، إلى اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في “دكا” عاصمة بنغلاديش النار على تلاميذ خرجوا متظاهرين للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم -البنغالية- لغة رسمية في باكستان بشطريها الغربي والشرقي آنذاك.
وتعود تلك الأحداث إلى عام 1948، عندما قام مؤسس جمهورية باكستان “محمد علي جناح” بإعلان فرض “الأوردية “لغة وطنية وحيدة، يتم التداول بها على الأراضي الباكستانية باعتبارها اللغة الجامعة لأغلب العرقيات في باكستان.
ونتيجة لذلك قامت الطبقات الوسطى المناهضة في “باكستان الشرقية” -جمهورية بنغلاديش الحالية قبل انفصالها عن باكستان- بانتفاضة عرفت لاحقا بـ”الحركة اللغوية البنغالية”، حيث تظاهر الطلبة ضد القرار، ففتحت الشرطة الباكستانية النار عليهم مما أدى إلى مقتل خمسة من الطلبة البنغاليين بالقرب من كلية الطب في مدينة دكا يوم 21 فبراير/شباط 1952.
وبعد أن امتدت الاحتجاجات لتعم سائر الأقاليم البنغالية، اضطرت الحكومة المركزية فيما بعد للاعتراف باللغة البنغالية لغة متداولة على قدم المساواة مع اللغة الأوردية في باكستان.
وباقتراح من دولة بنغلاديش، وافقت اليونسكو على تخليد هذا اليوم تحت عنوان “اليوم العالمي للغة الأم” في مؤتمرها العام في نوفمبر/ تشرين الثاني 1999، بموافقة 28 دولة.
وفي 16 مايو/أيار2007، أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة -في قرار لها- بالدول الأعضاء “التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها”.
التعليقات مغلقة.