هيومن رايتس ووتش: عشرات الآلاف من النازحين في مناطق “شمال وشرق سوريا” لا يتلقون مساعدات مستمرة
قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم الثلاثاء، إن عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات شمال وشرق سوريا، لا يتلقون مساعدات مستمرة أو كافية، مما يؤثر سلباً على حقوقهم الأساسية، حيث يفتقدون إلى مأوى مناسب في ظل حرارة الصيف الحارقة، وصرف صحي كافٍ، ومواد غذائية ومياه شرب نظيفة، إضافة إلى الرعاية الصحية والتعليم.
وأضافت بأن المساعدات التي تقدمها وكالات “الأمم المتحدة” للمخيمات متفاوتة، خاصة “غير الرسمية” منها، ما أدى لحدوث عدة فجوات متعددة وانهيار خدمات الصحة والنظافة ونقص في المواد الأساسية خلال الفترات شديدة الحرارة والبرودة، مما يثير مخاوف بشأن ما إذا كان المستوى الحالي للمساعدة يضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنازحين ويفي بمعايير الدنيا العالمية للمساعدات الإنسانية.
وقال “آدم كوغل”، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “مرت أربع سنوات تقريباً منذ نزوح مئات الآلاف إلى شمال وشرق سوريا بحثاً عن المأوى والدعم بعد الاحتلال التركي لبلداتهم، لكن تسبب نقص المساعدات في وضع حرج”.
وأضافت “هيومن رايتس ووتش” إن على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى والإدارة الذاتية إيلاء الاهتمام الفوري إلى الوضع الإنساني الحرج الذي يتكشف في المخيمات (غير الرسمية) والملاجئ الجماعية عبر إعطاء الأولوية لنهج قائم على الحقوق.
حيث استخدمت الحكومة السورية لسنوات المساعدات الإنسانية كسلاح، وحيّدت ومنعت مرورها من الأجزاء التي تسيطر عليها إلى الخطوط الأمامية، كما أجبرت روسيا في يناير/كانون الثاني 2020 “مجلس الأمن” على إغلاق ثلاثة معابر حدودية من أصل أربعة مصرح بها سابقاً، مما تسبب في قطع المساعدات العابرة للحدود بإشراف الأمم المتحدة بالكامل عن شمال شرق البلاد، وترك الوكالات الأممية تحت رحمة الشروط التعسفية وغير المبررة في غالب الأحيان التي تفرضها الحكومة.
وبحسب مسؤولين محليين، “زاد عدد سكان محافظة الحسكة من أقل من نصف مليون إلى مليونين بعد الاحتلال التركي لشمال شرق سوريا عام 2019، وما تلاه من نزوح جماعي من المناطق التي تحتلها تركيا الآن، وهذا يزيد من الضغوطات على السلطات المحلية، خصوصاً أن مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها تعاني من أزمة مياه حادة”.
وقال عاملون في المجال الإنساني إنه بحلول يناير/كانون الثاني، لم تعد الأمم المتحدة تصنّف المخيمات في شمال وشرق سوريا على أنها رسمية وغير رسمية، لكن من غير الواضح كيف انعكس ذلك ميدانياً على اعتبار أن المخيمات “غير الرسمية” كانت لا تزال بدون مساعدة مستمرة من الأمم المتحدة.
التعليقات مغلقة.