اغتيال صحفي كل 4 أيام.. واليونسكو: الدول فشلت في حماية الصحفيين
تفيد بعض التقارير لمنظمات متخصصة في متابعة أحداث العنف التي يتعرّض لها الصحفيون حول العالم، مثل منظمة «المادة 19»، أن 147 صحافياً فقدوا حياتهم، نتيجة الاغتيالات في المكسيك وحدها ـ التي تصنف كأخطر مكان في العالم بالنسبة للعمل الصحفي ـ منذ بداية القرن الواحد والعشرين، أي ما يتجاوز عدد الذين قُتلوا في البلدان التي تشهد حروباً أو نزاعات مسلحة، بينما تحتل منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي المرتبة الأولى بين المناطق التي تشهد أعمال العنف ضد الصحافيين، حيث تشير التقارير إلى أن حالات العنف وحوادث الاغتيال التي يتعرّض لها الصحفيون في أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي، تزيد عن نصف الحالات العالمية، وأن معظمها يحصل بينما يكون الصحفيون خارج مقار عملهم، في بيوتهم أو في الأماكن العامة، وتكون الدوافع وراء هذه الأعمال التحقيقات حول الجريمة المنظمة وعلاقاتها بالسلطة السياسية.
ففي فجر الرابع والعشرين من شباط / فبراير الفائت، عثرت الشرطة المكسيكية على المصوّر الصحافي “خوسيه راميرو آراوخو أوشوا”، جثة هامدة أمام منزله في مدينة إنسينادا، من أعمال مقاطعة كاليفورنيا السفلى (المتاخمة لولاية كاليفورنيا الأميركية)، وبيّن الكشف الطبي أنه توفي جراء إصابته بعشرات الطعنات التي شوّهت وجهه وجسده.
ومن الحالات التي شغلت الرأي العام المكسيكي أخيراً، ما تعرّضت له الصحفية المعروفة “لورديس مالدونادو” التي كانت قد وصلت إلى منزلها بعدما شاركت في وقفة احتجاجية مع زملائها ضد اغتيال مارغاريتو مارتينيز في مدينة تيخوانا ، عندما سقطت برصاصة في رأسها داخل سيارتها، بعد انتهاء مناوبة الحراس المكلفين حمايتها والسهر على أمنها، وقد أثارت هذه الجريمة موجة من الاحتجاجات التي نظمها الصحافيون في جميع أنحاء المكسيك.
منظمة «المادة 19» ـ المعنية بحماية ودعم حرية التعبير ـ تفيد بأن 40 في المئة من الاغتيالات التي يقع الصحفيون ضحيتها، تقع مسؤوليتها على عاتق المسؤولين في الأجهزة الرسمية المحلية، أي من رؤساء البلديات إلى القيادات الأمنية والشرطة والقوات المسلحة، وكان هذا هو السبب الذي استحدثت لأجله في العام الماضي، هيئة فيدرالية يمكن التظلّم لديها، في حال تقاعست الأجهزة والسلطات المحلية عن القيام بواجبها لملاحقة مرتكبي أعمال العنف ضد الصحافيين ومحاسبتهم. ولكن، على الرغم من ذلك، تقول وسائل الإعلام المكسيكية إنها لا تتمتع بالحد الأدنى من الحماية اللازمة للصحفيين، كي يمارسوا مهامهم بعيداً عن الضغوط والتهديد.
و يقول خوان فازكيز، من منظمة «المادة 19»، إن المناخ السائد لا يساعد على حماية الصحفيين المستقلين الذين يعملون عادة في ظروف سيئة، وغالباً ما يضطرون إلى ممارسة نشاط آخر لتأمين الدخل الكافي.
ويضيف فازكيز: “الدولة تضع نفسها في موقع الضحية، بدل أن تكون في موقع المسؤول عن هذا العنف الذي يتنامى بشكل كبير”
“لا يمكن أن تبقى وسائل الإعلام مكتوفة الأيدي ومقيّدة الحرية أمام مشهد العنف الذي تعيشه البلاد؛ حيث تقتل 10 نساء كل يوم، ويسقط شرطي وعشرات الشبان برصاص المنظمات الإجرامية التي يعرف الجميع صلاتها بمراكز السلطة السياسية”.
وكانت المديرة العامة لليونسكو، “أودري أزولاي” قد قالت في بداية العام الجاري ، أن الأرقام التي تبين عدد الصحفيين الذين تعرضوا للاغتيال خلال عام 2022، تلفت النظر وتسلط الضوء على فشل الدول في الوفاء بالتزامها بحماية الصحفيين ومنع ارتكاب جرائم ضدهم ومحاكمة مرتكبيها ، حيث بلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال العام الماضي ، 68 صحفي/ة حول العالم ، أي بمعدل صحفي كل 4 أيام.
المصدر: الشرق الأوسط
التعليقات مغلقة.