تعد الحساسية من الأعرض الشائعة، وهي عبارة عن مرض التهابي مزمن بالغشاء المخاطي وبالأنف والجيوب الأنفية، وأحياناً تتفاقم وتزداد في موسم الربيع، وقد يصل الشخص إلى درجة فقدانه حاسة الشم عندما تكون الأعراض حادة.
وأوضح الدكتور “حسين عثمان” اختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن الأعراض متعددة منها احتقان الأنف، ضيق التنفس مع سيلان الأنف وعطاس، وقد ترافقها حكة بالأنف والعين مع صداع نتيجة الضغط والثقل في منطقة الوجه العلوي، وأحياناً يشعر المريض بوجود شيء في الحلق ولا يستطيع إخراجه مثل البلغم، والسعال لفترات طويلة دون وجود مشكلة في الصدر.
وغالباً لا يكشف الشخص المرض إلا في الحالات الحادة، ويجب تشخيصه بشكل سليم ودقيق، لاحتمال إصابته بالزكام، أو التهاب الجيوب، أو مشاكل بالأنف غير الحساسية، مثل انحراف الوتيرة أو ضخامة القرينات أو وجود أورام وبوليبات، لذلك يجب الفحص عند طبيب مختص عبر مناظير الأنف والجيوب لمشاهدة لون المخاطية والمفرزات التي تخرج من الجيوب، والاعتماد على الصور الشعاعية.
وقال الدكتور “عثمان” إن التشخيص يكون عن طريق المناظير الصلبة أو المرنة، مضيفاً بأن المنظار الصلب لا يشخّص لجميع المرضى، لعدم تحملهم في بعض الأحيان للمنظار الصلب، وخاصة الأطفال، فيستخدم الطبيب المنظار المرن، ويكون العلاج سهلاً جداً عند اكتشافه في المراحل المبكرة، وفي حال المضاعفات والاختلاطات والإهمال، يصعب العلاج، فقد يأتي المريض بعد انثقاب غشاء الطبل أو تضخم القرينات أو الناميات أو وجود بوليبات مثل العناقيد، ويحتاج المريض في هذه الحالات إلى عملية قد تستغرق لـ 6 ساعات، وعند الإصابة بالتهاب الجيوب يحتاج المريض إلى العلاج لمدة 4 أشهر.
وأشار إلى أن العلاج يكون عن طريق مضادات الهيستامين للتخفيف من أعراض الحساسية، مثل الحكة والعطس، وأدوية خاصة للتحسس، وهي آمنة بالنسبة للمرحلة المبكرة من العلاج، أما إبر الكورتيزون فهي تعالج المريض لفترة قصيرة، ولكن تظهر بعدها مضاعفات الكورتيزون مثل هشاشة العظام والسكر وغيرها، إضافة إلى ظهور مضاعفات الحساسية.
ولفت الدكتور “عثمان” بأن أبرز العوامل المهيّجة للحساسية هي: فصل الربيع، الروائح، التلوث البيئي والدخان، بعض الأطعمة، العطور، الأزهار، والمنظفات مثل: الكلور، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص بنيتهم الجسمية مؤهلة للإصابة بالحساسية وأسبابها مجهولة، ويكون العلاج عن طريق حقن تحت الجلد ومضادات التهيّج.
وذكر الطبيب بأن تناول المميعات يسبب الحساسية كالأسبرين، وأن عمليات الجيوب بالطريقة التقليدية الجراحية سيئة، لكن بعد التطوّر الكبير في التقنيات والأجهزة الحديثة والتنظير أصبح إجراء العمليات سهلة، ونتائجها ممتازة، لافتاً إلى أنه بإمكان المرأة الحامل إجراء عمليات التنظير، مؤكداً بأن الحساسية مرض مزمن ولكن علاجها سهل ولا تستدعي الخوف.
وقدم الدكتور “حسين عثمان” اختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، في ختام حديثه عدة نصائح، أهمها: تجنب العطورات والدخان في البيت عند وجود حالات الحساسية لدى بعض الأفراد في العائلة وخاصة الأطفال، تجنب استخدام المنظفات: “فلاش، كلور” لأنها تفاقم الحساسية، عدم استخدام أدوية التحسس لفترات طويلة، لأنها تفاقم المضاعفات وبالتالي يصعب العلاج في هذه المرحلة، الابتعاد عن إبر الكورتيزون، لأنها تعالج الأعراض ولا تعالج المرض.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: