الأخصائية النفسية ميسم الحصرية: يجب إبعاد الأطفال عن مشاهدة صور و فيديوهات “الزلزال”

#خاص

أدى الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا و سوريا في السادس من شباط / فبراير الجاري، إلى حدوث صدمات نفسية عند الكثير من أهالي المنطقة، وعادة ما تلقي الكوارث الطبيعية والأخطار الكبيرة بظلالها على الصغار، وقد تسبّب لهم اضطرابات ما بعد الصدمة، ولهذا السبب حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن ملايين الأطفال بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.

هناك حالة تسمى اضطراب ما بعد الصدمة تحدث للأطفال الذين يتعرضون لزلزال، حيث يعاني الأطفال من خوف وقلق وأحياناً تبول لا إرادي في الطفولة المبكرة من 3 أشهر إلى 3 سنوات أو حبسة كلامية وبعض الآثار تكون مخفية يحتفظ بها الطفل لنفسه وقد تبقى هذه الحالة إلى الطفولة المتأخّرة من 3 سنوات حتى 9 سنوات وحتى إلى الشباب، وذلك حسب ما أكدته الاستشارية النفسية “ميسم الحصرية” لـ buyerFM ضمن برنامج “صحتك بالدنيا” الذي يُبث عبر أثير راديو buyerFM  مساء كل يوم اثنين.

وأضافت الاستشارية أن الفترة الأولى من الصدمة يعاني فيها الأطفال من حساسية شديدة وعلى الأهالي الاهتمام بمخاوفهم والاستماع إليهم جيدًا، والاستعانة بمعالجين متخصصين في حال لم يكن الطفل قادرًا على تقبل الوضع.

ويُدرج ضمن آثار صدمة الزلازل عند الأطفال خاصة الذين هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الاكتئاب ، الخوف الشديد وعدم القدرة على النوم، إلى جانب حركات غير معتادة ، وتكرار مقاطع صوتية غير مفهومة (شرذمات كلامية) بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، والتبول اللاإرادي.

لذلك ينبغي على الأهل أو مقدمي الرعاية الصحية محاولة احتواء الطفل، والتهدئة من روعه، ومنحه شعوراً بالأمان قدر المستطاع و إبعاده عن محاولة إعادة إحياء الحدث الصّادم، عن طريق تجنيبه رؤية أيّ صور أو فيديوهات تتعلق بالزلزال وآثاره في التلفاز، إضافة إلى الحوار معه ومنحه فرصة للتعبير عن مشاعره وما يجول بخاطره ورواية ما مر به وطمأنته قدر المستطاع، وقد لا تظهر العلامات إلا بعد فترة زمنية .

تضيف الاستشارية النفسية: “يجب مراجعة طبيب أو مستشار نفسي في حال ملاحظة هذه الأعراض على الطفل لأكثر من 15 يوماً، وخاصة إننا نعيش العديد من الكوارث والحالات النفسية كان آخرها كارثة الزلزال التي ضربت المنطقة والحرب الذي نشهدها منذ أكثر من 12 عاماً، وجائحة كورونا التي اجتاحت المنطقة في السنوات الأخيرة “.

أما بالنسبة للآباء والأمهات فيجب إقامة دورات توعية لهم ومعالجتهم بشكل مجاني في هذه الحالات الطارئة، ولا ننسى احتضان الأطفال كثيراً، ونقول إن الجنين أيضاً يتأثر بالحوادث وقد تنقص الأكسجة عند الجنين بعد الشهر الثالث من الحمل نتيجة الصدمات، لذلك يجب أن تتخلص الأم من حالة القلق والخوف ، كما يعتبر العناق بين الآباء والأطفال واللعب معهم ومحاورتهم ، عاملاً مهماً في التأثير على صحة الأطفال النفسية.

أطفالالطب النفسيزلزالصحة