إلهام أحمد أمام الكونغرس الامريكي: تركيا تحاربنا بأسلحة أمريكية.. (النص الكامل)

259

الترجمة عن الكردية: Buyer

قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد أمام أعضاء الكونغرس الامريكي نحن القوة التي حاربت مع أمريكا تنظيم داعش، والآن تركيا تحاربنا بأسلحة أمريكية..! وتسائلت: بأي قانون دولي تعبر تركيا حدود الدول، وتشنّ حروبها هناك..؟

وفيما يلي الكلمة التي ألقتها أحمد أمام أعضاء الكونغرس الامريكي وأجوبتها على بعض الأسئلة الموجهة إليها بخصوص الهجوم التركي:

أنا قادمة من سوريا , من داخل حرب كبيرة تشهدها سوريا منذ سنوات، عشناها لحظة بلحظة, وناضلنا فيها للعيش بحرية. فبعد تحرير 30% من التراب  السوري من يد تنظيم “داعش” عشنا جميع المكونات من ترك وعرب وسريان وأرمن وشركس سوية حياة مشتركة, ومارس الايزيديين والسريان والمسيحية والمسلمين أديانهم ومعتقداتهم بحرية في ظل الادارة الذاتية الديمقراطية.

كنا نأمل أن نعيش حياة مشتركة حرة وكريمة بعد القضاء على تنظيم “داعش”,  وقد قدمنا في حربنا مع داعش 11 ألف شهيد و25 ألف جريح ممن ضحوا بقطعة من جسدهم في هذه الحرب.

القوات الامريكية هي موضع تقدير واحترام لأننا حاربنا سوية وحققنا انتصارات كثيرة. لكن للأسف بعد أن حررنا المنطقة لم تفسح لنا الدولة التركية المجال لبناء تلك الحياة الحرة التي كنا نتمناها، ولم تتوانى عن تهديدنا في كل لحظة.

كانت علاقاتنا مع الحكومة الأمريكية والجيش الأمريكي قوية في الحرب ضد “داعش” ولبناء هذه الحياة الحرة الكريمة مستقبلا في المنطقة، وكان المسؤولين الامريكيين قد قطعوا لنا وعودا حول ذلك، وعدونا أن يقاتلوا معنا حتى القضاء على “داعش” وإحلال السلام وحتى تنفيذ التسويات السياسية في سوريا.. هذا ما وُعدنا به .

حينما حاربنا في عفرين، طلبنا من الجيش الأمريكي الوقوف معنا في حربنا مع الدولة التركية, فقالوا أنه ليس لنا جنود في تلك المنطقة، ولذا لا نستطيع المساعدة. لكنهم صرّحوا أيضاً أنهم لن يدعونا لوحدنا ضد أي هجوم في المناطق التي تتواجد فيها قواتهم. لذا كان أملنا وثقتنا بأمريكا وجيشها كبيراً. وكنا نعلم أنه لو حصل هجوم في تلك المناطق فأنها وإن لم تدخل الحرب معنا، فأنها سوف لن تسمح بحصول الهجوم على أقل تقدير. وهكذا عقدنا آمالنا على استمرار الحياة بهذه الآلية في المنطقة, وحتى قبل الهجوم بيوم واحد كنا متأكدين أن المجال الجوي سيكون مغلقاً في حال حصول أي هجوم. وقبلنا بالمنطقة الآمنة حتى لا يحدث أي هجوم تركي، لذا انسحبت قواتنا, ودمّرنا خنادقنا على الحدود, وسحبنا الاسلحة الثقيلة، وبدأت الدوريات الامريكية التركية المشتركة على الحدود.

 لكن في اليوم المقرّر للهجوم، وبعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس ترامب وأردوغان، أُخْبِرنا أن المجال الجويّ السوريّ سيكون مفتوحا أمام الطيران التركي، وقامت أمريكا بسحب قواتها وبدأ الهجوم. أصبنا بالذهول لأننا لم نكن نتوقع ذلك, وكانت النتيجة دخولنا في حرب مع الجيش التركي. هاجَمَنا الجيش التركي في عقر دارنا ودون أي مبرر، ونحن دافعنا عن أنفسنا في وقت كانت قواتنا لا تزال تحارب تنظيم داعش وخلاياها النائمة، ولم نكن نشكّل أي تهديد على الدولة التركية. لقد نتج عن هذا الهجوم نزوح حوالي 300 ألف مواطن واستشهاد 250 شخص معظمهم من الاطفال، وكذلك خلّفت هذه الحرب حوالي 300 مفقود. ونتج عن قصف الطائرات والمدافع التركية تدمير أجزاء كبيرة من مدينة رأس العين. وقُتلت شخصيات سياسيّة مثل السياسيّة هفرين خلف، كما حصلت مجازر وإعدامات ميدانية, وممارسات ضد الانسانية كاستخدام الكيماوي الذي لم نستطيع حتى الآن تحديد نوعه وتحليله بسبب ضعف امكاناتنا. كنا نتمنى جداً أن تتوقف هذه الحرب في بدايتها، لكن قيل لنا دوماً أننا لا نستطيع إيقافها، حتى احتلت تركيا أخيرا مساحة 120 كم طولاً وبعمق 32 كم من أرضنا.

جميع من أدخلتهم الدولة التركية لأراضينا كانوا من أمراء داعش سابقا، والآن يسمونهم بالجيش السوري الديمقراطي أو الجيش الحر ويقاتلوننا بهم. وهؤلاء يقسمون في شعاراتهم بجزّ أعناقنا، ويرددون الشعارات الداعشية نفسها, هؤلاء هم من تسميهم الدولة التركية بالمعارضة, ولكنهم في حقيقة الأمر دواعش دخلوا المنطقة بشكل جديد.

حصل هجوم على المخيمات وفرّ الكثير من عوائل الدواعش، حوالي 600 شخص, وكذلك فرّت ست نساء فرنسيات وامرأتان بلجيكيتان وعشرة نسوة لا نعرف هوياتهم بعد. هناك وضع خطير الآن ويهدّد الأمن العالمي والامريكي. الإرهابي الذي خطط لتفجير نيويورك في عهدتنا الآن، وهذا وضع خطر ويؤمل من تركيا البقاء هناك وحماية هؤلاء المرتزقة.

الحقيقة أراضينا مقسمة الآن, والمجموعات المرتزقة المرتبطة بتركيا مستمرة في هجومها، وأمس مثّلوا في جثمان مقاتلة من مقاتلاتنا اللواتي حاربن داعش، وكانوا يدوسون على جسدها. وهذه بعض الصور من الانتهاكات التركية، طفلٌ محترق نتيجة استخدام الفوسفور، وهؤلاء مجموعة من الاطفال الذين تم استهدافهم, وكذلك هذا شخص من المكون المسيحي أيضاً تم استهدافه، وهذه بعض صور النزوح, وأطفال بترت أرجلهم.. الدولة التركية ترتكب مجازر جماعية.

 

كانت لدينا برامج تهيئة وتدريب للمجتمع وبرامج لإعادة تأهيل عوائل داعش، ولكن بسبب هذا الهجوم التركي اختلطت الأمور وظهر داعش مجددا، وفقدت المنطقة أمنها، وحصلت إبادات في المنطقة التي يسمونها بـ” الآمنة ” ولا تزال التهديدات التركية مستمرة بالإبادة.  حسب القوانين الدولية، بأي حق  تحاربنا تركيا بطائرات إف 16؟

نحن القوة التي حاربت مع أمريكا تنظيم داعش، والآن تركيا تحاربنا بأسلحة أمريكية..! بأي قانون دولي تعبر تركيا حدود الدول، وتشنّ حروبها هناك..؟

يجب أن يتم قبول هذه الإدارة الذاتية رسمياً لأنها مشكّلة من قبل جميع مكونات المنطقة وهي إدارة ديمقراطية تحافظ على وحدة الأراضي السورية.

نحن نطالب بنظام لا مركزي ضمن سوريا موحّدة، لكل منطقة إدارة ضمن إدارة عامة، كمنطقة الجزيرة والحسكة وحلب واللاذقية, وهذه الإدارات تكون ضمن نظام لا مركزي.

كان يعيش في مدينتي عفرين حوالي ثمانمائة ألف نسمة, وكانت قد أصبحت ملجأ للنازحين من مناطق النظام، حيث بلغ عدد النازحين فيها حوالي المائة ألف, ولكن بالهجوم التركي على المدينة أصبح جميع هؤلاء نازحين مرة أخرى. بعضهم يعيش قريبا من منزله مسافة عشرة كيلومترات لكن الدولة التركية لا تسمح لهم بالعودة والعيش في قراهم. لقد استوطنت الدولة التركية المكون التركماني في تلك المناطق وكذلك عوائل المرتزقة الاسلاميين, الذين لا يتوانون عن إبادة الكرد وقتلهم وخطفهم كل يوم. نهبوا بيوتهم, أحرقوا أشجارهم, وسرقوا معظم آثارها واتبعوا سياسة الأرض المحروقة في مدينتي عفرين. والآن هناك ثمانمائة ألف نازح من عفرين. يعيش الآن نازحون من رأس العين والدرباسية وكوباني وعدد من أهالي تل أبيض بمكونها العربي في الجزيرة.. إنها سياسة الإبادة.

هناك ثمانين ألف انسان لا مأوى لهم الآن, وهذا يجلب معه وضعا انسانيا مأساويا, يجب أن يتم التحقيق فيه موسعا, وحتى لو أرادوا العودة لبيوتهم – إن لم تكن مهدمة –  فلن يستطيعوا بسبب المجموعات المرتزقة..

التعليقات مغلقة.