رياض درار: لا حل للأزمة السورية عن طريق النظام أو المعارضة.. وعلى المجلس الوطني الكردي التفاهم مع أبناء جلدتهم

 

قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، إنهم دعوا المجلس الوطني الكردي إلى المشاركة في الانتخابات المحلية في شمال شرقي سوريا، التي يتحضر لها (مسد) مؤكدا بأن الطريق مازال مفتوح أمامه قبل بداية الانتخابات وعليه إلا يستمر في العرقلة والسماع إلى السياسات الأخرى التي هي سياسات مضادة لمشروع المنطقة والمشروع الكردي بشكل عام.

وأشار درار ردّاً على سؤال بشأن إلغاء كافة المكونات الأثنية والعرقية في سوريا في تعليق الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا،  أن الرئيس الأسد يستخدم السياسة عندما يريد أن يتحدث عن عروبة الدولة أو إسلامية المعتقد لأنه بهذا يرسم سياسة  قاتلة هي بالأساس كانت فاشلة في عهد والده، عندما أسس مدارس تحفيظ القرآن وجعل هؤلاء الحافظين نواة لـ داعش، رغم أنه كان يحاول أن يواجه بهم تنظيم الإخوان المسلمين.

وعن تعامل الرئيس الأمريكي الجديد مع ملف شمال وشرق سوريا، قال رياض درار، إن مناطق شمال وشرق سوريا مهمة للجانب الأمريكي، ومن هنا نعتقد أن استمرار العلاقة سيكون موجود بانتظار تحقيق إيجابيات على الأرض.

الحوار الكامل الذي أجراه موقع Buyer مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار.  

– لو نتحدث، بداية عن مخرجات المؤتمر الوطني الذي عقده مسد مؤخراً، أين وصلت لجنة متابعة بنود المخرجات، وكيف تابعت القوى السياسية المحلية والإقليمية لتلك المخرجات؟

اختتم مجلس سوريا الديمقراطية أعمال مؤتمره “المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات” الـ17 في مدينة الحسكة بـ تاريخ 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت, وأصدر جملة من القرارات والتوصيات بما يخص الحوار السوري ـ السوري، وسبل المشاركة في العملية السياسية، وعن مخرجات المؤتمر ونتائجه.

 ولاقت قبول من قبل الكثير من المراقبين والمتابعين والصحفيين، حتى من الدول التي لها حضور في المنطقة، كان هناك تفاؤل بما أنُجز وشعور بأن هذا الإنجاز يدل على ثقة بالنفس ثم التوجه نحو بناء حقيقي لمجتمع يستطيع مواجهة كل الصعوبات ويضع أساسات مهمة لسوريا المستقبل.

– هل وصل “مسد” لمرحلة قبوله في اجتماعات جنيف؟

جنيف تراجعت ومشروع أستانا وسوتشي هو الذي يفرض حضوره  من خلال التوافق الروسي التركي الإيراني، مع طيف المعارضة الموجود المتأثر بـ تركيا، وقوى المعارضة متنوعة وهي ليست مقتصرة على تمثيل الائتلاف، لأن الائتلاف نفسه تراجع ولم يعد له قيمة لدى الدول الداعمة، لذلك يمكن أن يكون هناك تجديد في صورة المعارضة  بحيث لا يمكن لها أن تتخلى عن دور مجلس سوريا الديمقراطية فيها، وأن تكون الأرض في شمال وشرق سوريا مستنداً لهذه المعارضة ومنطلقاً لها لتواجه الاستحقاقات اللاحقة.

– سيد درار، باعتبارك داعية إسلامي ومتنور وتعمل في السياسة، رأيك بتعليق الرئيس السوري مؤخراً وحديثه حول إلغاء كافة المكونات الأثنية والعرقية في سوريا، وانحصارها للشعب بالسوري بالأمة العربية والاسلامية؟

إن الدين الإسلامي خاصة من غير كل الأديان هو دين علماني و يؤمن بفصل الدين عن الدولة، والبنية الداخلية للمجتمع هي دائماً خليط متنوع وليس متجانس بالمعنى الذي يريده الأسد، هذا المجتمع المتجانس يعني التخلص من كل المخالفين كما يراه الأسد والمجموعة التي تحيط به حتى بما فيهم رجال الدين، أما المجتمع المدني الحديث الحقيقي فهو متنوع، أن هذا التنوع لا يعني ولا يقبل أن يكون الإسلام ديناً للدولة ولا أن تكون العروبة هي المجتمع الوحيد الذي يرسي مسارات المجتمع، والرئيس الأسد أيضاً يستخدم السياسة عندما يريد أن يتحدث عن عروبة الدولة أو إسلامية المعتقد لأنه بهذا يرسم سياسة  قاتلة هي بالأساس كانت فاشلة في عهد والده، عندما أسس مدارس تحفيظ القرآن وجعل هؤلاء الحافظين نواة لـ داعش، رغم أنه كان يحاول أن يواجه بهم تنظيم الإخوان المسلمين.

4- كيف تتحضرون في مجلس سوريا الديمقراطية مع وصول الرئيس جو بايدن لسدة الرئاسة الأمريكية؟

سنجد قرارات مؤسسية لا تعتمد على القرار الفردي كما كان يفعل ترامب بقرارات عبر توتير تغير المسارات في لحظة، ونأمل مع وجود الفريق الجديد أن نصل لتفاهمات حقيقة لإيجاد حل لسوريا والمشكلة القائمة فيها، وأيضاً نأمل أن تكون هناك رؤية إيجابية للإنجازات التي تحققت في ظل التعاون الأمريكي مع هذه المنطقة ضد داعش لتكون الأساس لبناء أو لاستمرار التحالف حتى يتحقق الحل السياسي في سوريا دون أن تكون هناك انقلابات تدخلنا في فوضى وصراع تدمر كل ما بنيناه.

5- هل هناك تواصل مع فريق بايدن المختص بالشأن السوري؟

لم يتشكل الفريق الجديد الذي يتابع المسألة السورية، لذلك نحن نتعامل مع الفريق القديم نفسه مع مساعدي المبعوث الأمريكي للملف السوري، جيمس جيفري بعد أن قدم استقالته، الذين ما زالوا يمثلون الدور الأمريكي في المنطقة ونلتقي فيهم ونتحدث معهم، و ليس هناك أي تواصل مع فريق بايدن لأننا ننتظر التمثيل الأمريكي من أجل سوريا.

– رأيكم، بتصريحات المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، السفير جيمس جيفري؟

الرئيس أوباما كان له خط في المنطقة أدى إلى استعصاء الأزمة في سوريا ونصائح السيد جيمس جيفري كانت أن لا تتكرر هذه الأخطاء وهي نصائح مهمة ومفيدة وبالتأكيد نعتقد أن السياسية الأمريكية ستكون مختلفة لأن بايدن ليس أوباما.

– برأيك، كيف سيعامل الرئيس الأمريكي الجديد مع الملف السوري عامة، وملف شمال وشرق سوريا خاصة؟

المهم بالنسبة لأمريكا من سوريا هو الدور الإيراني هذا يتقدم مع تقدم التفاهم أو الاختلاف مع السياسة الإيرانية، والقوات الأمريكية الموجودة في هذه المنطقة هي من أجل هذا النفوذ الإيراني ومن أجل مواجهته، ولذلك مناطق شمال وشرق سوريا مهمة للجانب الأمريكي في هذا الصدد ومن هنا نعتقد أن استمرار العلاقة سيكون موجود بانتظار تحقيق إيجابيات على الأرض وأن تكون منطلقاً من خلال البناء الذي تقوم به الإدارة في شمال وشرق سوريا للحل السوري والتفاهمات بين السوريين.

– برأيك، ألا تتناقض دعوة مجلس سوريا الديمقراطية للانتخابات المحلية في مناطق شمال وشرق سوريا، وهناك مباحثات كردية _ كردية، على الأرض؟

أولاً، في العام 2017 كانت هناك انتخابات على مستوى المنطقة توقفت بعد احتلال عفرين بالرغم من أنه شارك  فيها أكثر من “800” ألف مشارك، و إذا أراد المجلس الكردي أن يلتحق  فالطريق مازال مفتوح أمامه قبل بداية الانتخابات وعليه إلا يستمر في العرقلة والسماع إلى السياسات الأخرى التي هي سياسات مضادة لمشروع المنطقة والمشروع الكردي بشكل عام، ووجود المجلس الوطني الكردي في الائتلاف لا يحقق للأكراد شيئاً في سوريا وعليهم أن يتفهموا أنهم ورقة تُستخدم للضغط على القوات الموجودة في المنطقة التي فيها نصيب كبير من الحضور الكردي ونصيب كبير من التأسيس للمشروع من قبل الأخوة الكرد في المنطقة.

– المجلس الوطني الكردي في سوريا وبحسب متابعين لسير تلك المفاوضات يرفض الموافقة أو الدخول في إجراء انتخابات، تعليقكم بشأن ذلك؟

أن هذا الرفض هو نتيجة تأثره في السياسات التي ربما ترغبه في مشاريع مستقبلية لكني أؤكد أن الائتلاف يعمل على ابتزاز المجلس الكردي وإيهامه بأنه سيقف معه في أي خطوة قادمة، والائتلاف وأعضائه مرهونين بالسياسة التركية التي ترفض أي إدارة كردية موجودة في المنطقة، من هنا فأنه لا مصلحة للمجلس الكردي إلا التفاهم مع أبناء جلدتهم ومع أبناء شعبهم السوري عندها سيجدون الحلفاء الحقيقين لهم والداعمين لهم في التواجد.

– السيناريوهات المحتملة، في سوريا عامة وفي مناطق شمال وشرق سوريا خاصة: أمريكياً؟ روسياً؟ النظام؟ تركياً؟

الموقف الأمريكي لا زال غير واضح، وأمريكا تدير أزمة ولا تضع حلول سياسية، ومرحلة الرئيس بايدن هي مرحلة إعادة التوازن لهذه السياسات وعندما تصل إلى مرحلة الإنجاز أعتقد سيكون هناك تدخل حقيقي وفاعل، وهذا يتطلب تحقيق بعض المسائل خارج الحدود السورية أولها الموقف من إيران.

بالنسبة لـ روسيا: ” تريد أن تسيطر على سوريا وأن تجعل منها منطلق لتدخلها من جديد في حوض البحر المتوسط وهذا ما فعلته في لبيبا وتفعله بالتفاهمات مع تركيا، وبالتالي سيكون ذلك دائماً بسبب التنافس الروسي-الأمريكي على حساب الأرض السورية، وتريد أن تفرض النظام السوري وأن تعيد إنتاجه”.

بالنسبة لـ تركيا: ” تركيا ليست لها مصلحة في الحل السوري، إلا إذا كانت تحقق لها بعض المكاسب في الإدارة وأول مكاسبها الآن تأثيرها في مناطق شمال سوريا أصبح كبيراً، وتابعية تنظيم الإخوان المسلمين والقوة المتأسلمة لها، أصبح يرسم توجهاً انفصالياً لأن هناك من ينادي بـ إلحاق إدلب بتركيا”.

وبالنسبة لموقف النظام السوري، أن هذا النظام منهار جداً لا يستطيع إلا أن يتابع قوة القهر والقمع في المناطق التي يتحكم بها، لأنه فقد قدراته الاقتصادية التي يمكن أن يكسب من خلالها عقول وقلوب الناس، والدولة السورية بسبب هذا النظام أصبحت دولة فاشلة لا معنى لأي دور لها لذلك هي تتبع سياسات الدول المتحكمة في قرارات هذا النظام روسيا وإيران خاصة.

ـ هنا أود أن أسأل هل مازال الغرب وأوروبا يعولون على الائتلاف السوري، كقوة سياسية لإدارة سوريا في المستقبل؟

بالنسبة للموقف الأوروبي، كان متأثراً في ظل سياسات ترامب لأنه كان هناك صراعاً حول الكثير من المصالح الاقتصادية بين أوروبا وأمريكا، وننتظر منهم إذا تغيرت السياسات في أمريكا وأصبح هناك تفاهمات جديدة أن نرى حضوراً أوروبياً في المنطقة يمكن أن يساعد في السياسات ويمكن أن يحرك المياه الراكدة.

وبالنسبة لدور الغرب خاصة في التعويل على دور للائتلاف في سوريا المستقبل: ” الائتلاف الآن هو مجرد ورقة تُستخدم في إدارة السياسات وليس ورقة يُعتمد عليها في بناء سوريا في المستقبل، السوريون سينتجون قيادتهم وإدارتهم وشكل دولتهم في لحظة لاحقة لأن الفشل الذي يرسم حركية النظام والمعارضة بآنٍ، هي سبب عدم التوصل إلى حل، و أي حل يأتي عبر النظام والائتلاف هو حلٌّ ضعيف”.