رئيس اتحاد علماء المسلمين في كانتون الجزيرة: بخصوص الهجوم على اسم جامعة الإسلام الديمقراطي.. الأيام ستثبت ما سنقوم به من تصحيح مسار الخطاب الإسلامي وتعرية الخطاب المتشدد

 

“هي ليست جامعة بل أكاديمية تشبه الجامعات الموازية؛ لكن الدراسة فيها دون مقابل… تُدرَّس فيها العلوم الإسلامية والإنسانية من فلسفة وعلوم الاجتماع،  إضافةً الى الأدب الكُردي والعربي”

 رئيس اتحاد علماء المسلمين في كانتون الجزيرة محمد ملا رشيد غرزاني لــBuyer: بخصوص الهجوم على اسم جامعة الإسلام الديمقراطي … الأيام ستثبت ما سنقوم به من تصحيح مسار الخطاب الإسلامي وتعرية الخطاب المتشدد.. غايتنا هي رفع أخطار الإرهاب عن مجتمعنا

لا توجد رقابة على الخطباء في المساجد، ونحن ننبّه الخطيب في حال إنْ نشر خطاب الكراهية.

الزواج المدني لا يخالف الناحية الشرعية؛ فالناحية الشرعية للزواج تكون مكتملة الأركان.

تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية أمر مباح بشروط قاسية، وهو ليس واجبا. لكن السلطة منعت الأمر المباح للمصلحة.

نطالب ومن خلال منبركم، عدم معاقبة الزوج في زواجه بالزوجة الثانية في حالات خاصة؛ إحداهما إذا كانت الزوجة عقيمة.

 

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

– بدايةً، لو نتحدث عن  هيئة علماء المسلمين التي تأسست مع تأسيس الإدارة الذاتية في كانتون الجزيرة؟

تأسس “اتحاد علماء المسلمين” في الخامس من نيسان/ أبريل من عام 2014، وهو ليس هيئة وإنما مؤسسة. وهذه المؤسسة لم تأسس مع الادارة الذاتية؛ فنحن مؤسسة مدنيّة غير حكوميّة.

– ماهي هيكلية الاتحاد، وآلية عمله؟

يترأس الاتحاد مجلس الشورى الذي تشكل بقرار من المؤتمر. أعضاء المجلس هم رؤساء المجالس في مدن وبلدات مقاطعة الجزيرة، إضافة إلى أن هناك أربعة أعضاء من المجلس المركزي في قامشلو. ويوجد أربعة عشر مجلس إسلامي في كل منطقة من المقاطعة يتكون من /5/ أعضاء تقريبا.

 ونظام الإدارة في مجلس الشورى نظام الرئاسة المشتركة؛ رئيس مشترك لاتحاد علماء المسلمين ورئيسة مشتركة لمؤسسة المرأة المسلمة.

ويتفرع من مجلس الشورى ثلاث هيئات (هيئة الأوقاف، هيئة الافتاء وهيئة الوعظ والإرشاد).

 

هنا لابد أن أذكر الحقيقة؛ بالنسبة للمكون المسيحي قمنا بزيارات متعددة لمراجعه الدينية في قامشلو والحسكة وحضرنا الكثير من مناسباته، ولكنه لم يرد ولو بزيارة واحدة”.

 

– بالنسبة للأعضاء الذين يشرفون على أمور اتحاد علماء المسلمين، هل هم علماء في أمور الدين الإسلامي فعلا، ويستطيعون الافتاء بأمور كثيرة ومُعقّدة؟

نعم.. لكل منهم إطلاع جيد في العلوم الدينية، أما الأمور المعقدة فيتبنى الرأي فيها مجلس الشورى. 

–  هل هذا الاتحاد يرأس عموم الهيئات الدينية في كافة مناطق روجآفا أم هي فقط في كانتون الجزيرة؟

يشرف اتحاد علماء المسلمين على المناطق الأخرى حتى يتم تأسيس اتحادات مشابهة كما في إقليم الجزيرة.

وحينها سنعمل على تشكيل هيئة عليا تشرف وتنظم العمل بين المؤسسات الدينية في الشمال السوري، وتناقش المسائل ذات الصلة، حتى تخرج برؤية واحدة.

 نبذل كل جهد لتوحيد الرؤى والحلول؛ فأحيانا العادات والأعراف تختلف، لذا قد تُخرج برؤية بما يناسب كل منطقة.

– برأيك، لماذا لم تتأسس هيئة باسم(هيئة علماء الديانة المسيحية)؟

هذا السؤال توجهه الى المكون المسيحي ومؤسساتهم الدينية..

6- أيضاً هيئة باسم الديانة الايزيدية؟

الايزيديون، يمثلهم البيت الإيزيدي..

وأود الإشارة الى أن اتحاد علماء المسلمين بذل قصارى جهده لعقد مؤتمر ملتقى الأديان، وتأسيس مركز لملتقى الأديان الثلاثة المتواجدة في المنطقة (الاسلامي، المسيحي والإيزيدي).

 وأود القول بأن المركز مفتوح لمشاركة أديان أخرى فيما إنْ وجدت؛ لتبادل الآراء بكل ودٍّ واحترام.

–  كيف يتم التواصل بينكم في اتحاد علماء المسلمين وعلماء باقي الأديان في المنطقة؟

هنا لابد أن أذكر الحقيقة؛ بالنسبة للمكون المسيحي قمنا بزيارات متعددة لمراجعه الدينية في قامشلو والحسكة وحضرنا الكثير من مناسباته، ولكنه لم يرد ولو بزيارة واحدة.

رغم أننا طلبنا منه مرات عدة، أن يشاركنا في مؤسسة ملتقى الأديان برجل دين من الطبقات الدنيا ولكنه لم يفعل..

أما المكون الإيزيدي فهو متجاوب في المشاركات والزيارات ويُشكر على ذلك.

– مناطق الإدارة الذاتية معروفة بوجود علماء ورجال دين كبار ومشهورين ولديهم طرق ومعاهد ومدارس لتدريس الدين الإسلامي، هل تابعتم الأمر مع القائمين عليها؟

نعم، هم غير متعاونين؛ أظن أن أحد الأسباب هو التخوف من النظام.  فرؤية المستقبل عندهم غير واضحة.

– كم عدد الخطباء والأئمة في كانتون الجزيرة ؟

يزيد على 500 مسجد وفي كل مسجد إمام، والإمام يقوم بدور الخطيب؛ إنْ كان ذلك المسجد تقام فيه الخطبة.

– أيضاً لو نتحدث عن خطبة يوم الجمعة، هل الخطباء يقومون بتحضير خطبهم أم هناك رقابة وضوابط من قبل هيئتكم ولو وجدت، ما هي تلك الضوابط؟

لا توجد رقابة على الخطباء، ونحن ننبّه الخطيب في حال نشر خطاب الكراهية.

– هل تتابعون ما يصدره المجلس التشريعي من قوانين، وأهمها ما يتعلق بالجانب المجتمعي الإسلامي في المنطقة؟

لا.. ليس لنا أعضاء في المجلس التشريعي.

– رأيكم بالنسبة لقانون الزواج المدني الذي أصدره المجلس التشريعي في كانتون الجزيرة؟

الزواج المدني لايخالف الناحية الشرعية؛ فالناحية الشرعية للزواج تكون مكتملة الأركان إذا كان الطرفين البالغين غير مكرهين يصرّح كل منهما بأنه يرضى بالطرف الآخر زوجا، مع وجود شاهدين، ومهر يتفقان عليه. أظن أن الزواج المدني لا يخالف هذا.

وتصنيف الأمر الى زواج مدني وشرعي، هو تصنيف عرفي أو اداري..

– أيضاً، لو نتحدث عن منع تعدد الزوجات من قبل قانون أصدره المجلس التشريعي، وبالنسبة لكم أن الدين الإسلامي حلل الزواج بأربعة نساء؟

تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية أمر مباح بشروط قاسية، وهو ليس واجبا. لكن السلطة منعت الأمر المباح للمصلحة.

والذي نطالب به ومن خلال منبركم أيضا، عدم معاقبة الزوج في زواجه بالزوجة الثانية في حالات خاصة؛ إحداهما إذا كانت الزوجة عقيمة.

ثانيهما: إذا كانت الزوجة مريضة مرض لا يتوقع لها الشفاء حسب أقوال الأطباء.

– مؤخراً.. أعلنتم عن جامعة الإسلام الديمقراطي، لو نتحدث عن أقسام الجامعة ومهامها؟

هي ليست جامعة بل أكاديمية تشبه الجامعات الموازية؛ لكن الدراسة فيها دون مقابل.

تُدرَّس فيها العلوم الإسلامية والإنسانية من فلسفة وعلوم الاجتماع،  إضافةً الى الأدب الكُردي والعربي.

 مدة الدراسة فيها أربع سنوات، وتوظيف المتخرج يكون إلزاميّا.

– حين الإعلان رسمياً عن اسم الجامعة، حدث هجوم كبير من على مواقع التواصل الاجتماعي على اسم الجامعة ولاحقة (الديمقراطي)، كيف تردون بشأن ذلك؟

معظم التعليقات على اسم الصرح العلمي الذي سوف نؤسسه في روجآفا، لم تكن من أناس مثقفين أو حياديين، بل كانت من أناس انتهزوا الفرصة لينالوا من الإدارة الذاتية الديمقراطية.

 والأيام ستثبت ماسنقوم به من تصحيح مسار الخطاب الإسلامي وتعرية الخطاب المتشدد. غايتنا هي رفع أخطار الإرهاب عن مجتمعنا.

– هل هناك إسلام ديمقراطي وإسلام غير ديمقراطي؟

في الآونة الأخيرة، تم تداول مصطلحات كثيرة ( كالإسلام الراديكالي والإسلام الصوفي والسلفي.. وغيرها).

ونحن أردنا التمييز عن الكل بأننا نقبل الكل وخطابنا سلمي لا نشوّق العنف إلى عقول أبناء المجتمع، نتبنى حسن العلاقة مع كل المخالفين؛ فالديمقراطية في اختيار أسلوبنا في المعاملات.

أما العقائد والعبادات فهي أمور توقيفية لا نعلل، ونرى الناس أحرارا فيما يعتقدون ويعبدون.

– ما هي المهام الموكلة لخريج جامعة الإسلام الديمقراطي؟

المتخرج سيلقي دروسا دينية في المسجد (إمام أو خطيب)، أو يكون مدرسا للتربية الإسلامية والأخلاقية في المدارس وقد يكون معيدا في الاكاديمية.

– كلمة أخيرة تريدون توجيهها عبر صحيفة Buyerpress الورقية.

أوجه النداء لكل المثقفين أن يتقاربوا ويتحاوروا، ويأخذوا مكانهم الصحيح لتوجيه المجتمع، وألّا  ينجروا بخطاباتهم الى سوق التصفيق، فيقودهم المصفقون، فنحن الآن أحوج ما نكون إلى خطاب متقارب، وأتمنى لإعلامكم النجاح.

فالإعلام لسان ضمير المجتمع، نتمنى أن يكون له لسان صدق وضمير متيقّظ، يروّج ما ينفع ، ويطمس ما يضرّ أولا ينفع.

نشر هذا الحوار في العدد /84/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/10/2018