بشرى سارة.. تحديد سبب جديد للربو قد يفتح باباً للعلاج

 

على الرغم من شيوع مرض الربو، فإن كيفية الإصابة به لا تزال غامضة، وأخيرا، نجح فريق من العلماء في تحديد سبب جذري جديد، مما يبشر بتوفير زاوية جديدة لعلاج المرض يمكن أن تمنع الأعراض الرئيسية، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Science.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر الربو على حوالي 262 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويتم عادة علاجه على أنه مرض التهابي، حيث تظهر الإصابة بعد التعرض لمسببات مثل حبوب اللقاح أو الغبار، مما يحدث التهابًا يؤدي إلى تضييق المسالك الهوائية ويجعل التنفس صعبًا. يمكن لأدوية الاستنشاق تخفيف ذلك عن طريق إرخاء المسالك الهوائية وتهدئة الالتهاب.

 

سبب جذري مختلف

لكن الدراسة الجديدة تشير إلى سبب جذري مختلف، حيث يعد الالتهاب في حد ذاته أحد أعراضه. عندما تنقبض عضلات مجرى الهواء، يتم “ضغط” الخلايا الظهارية التي تبطن المسالك الهوائية وتموت لاحقًا. ومع وجود عدد أقل من هذه الخلايا التي تعمل كحاجز، تزداد فرص الإصابة بنوبات الربو في مراحل لاحقة.

حاجز مجرى الهواء

وقال البروفيسور جودي روزنبلات، الباحث الرئيسي في الدراسة: “باعتبارنا علماء بيولوجيا الخلية الذين يراقبون العمليات، يمكننا أن نرى أن الانقباض الجسدي لنوبة الربو يسبب تدميرًا واسع النطاق لحاجز مجرى الهواء”، مشيرًا إلى أنه “بدون هذا الحاجز، يكون مرضى الربو أكثر عرضة للإصابة بالتهاب طويل الأمد وشفاء الجروح والالتهابات، التي تسبب المزيد من النوبات. ومن خلال فهم هذه الآلية الأساسية، أصبح هناك تصور أفضل لمنع كل هذه التداعيات”.

 

مركب كيميائي

توصل فريق الباحثين في جامعة كينغز كوليدج لندن إلى هذا الاكتشاف في نماذج الفئران، والأهم من ذلك أنه وجد أيضًا طريقة محتملة لمنع دمار الكثير من الخلايا. وسبق أن تم اكتشاف أن المركب الكيميائي الغادولينيوم يمنع هذه العملية، فيما أظهر الباحثون، في الدراسة الجديدة، أن الغادولينيوم ساعد على منع تلف الخلايا والالتهابات المرتبطة بنوبات الربو في فئران المختبر.

 

قصور العلاجات الحالية

وقال روزنبلات: “إن العلاجات الحالية لا تمنع هذا الدمار، فجهاز الاستنشاق مثل ألبوتيرول يفتح المسالك الهوائية، وهو أمر بالغ الأهمية للتنفس، ولكنه لا يمنع الضرر والأعراض التي تعقب أزمة الربو”، مؤكدًا أنه “لحسن الحظ، تم اكتشاف أنه يمكن استخدام مركب الغادولينيوم، الذي يستخدم بشكل متكرر في التصوير بالرنين المغناطيسي، لوقف تلف مجرى الهواء في نماذج فئران المختبر وكذلك الالتهاب الناتج وإفراز المخاط. إن منع هذا الضرر يمكن أن يمنع تراكم العضلات التي تسبب هجمات مستقبلية”.

 

تجارب سريرية

وبطبيعة الحال، سيبقى إجراء تجارب سريرية على البشر لضمان تحقيق نتائج مماثلة، وبالتالي سيمكن أن تساعد النتائج في التوصل إلى أنواع جديدة من علاجات الربو التي لا تقتصر على مجرد علاج الأعراض.

الربوالصحة