الفنان لورنس عامودى: “هونركها ولات” أحدثت “نهضة فنية” في المنطقة.. حبذا لو يتم فصل السياسة عن الفن.. كما تم فصل الدين عن الدولة

من مواليد مدينة عامودا عام 1985، عشق الغناء والعزف منذ صغره، واستطاع أن يحفر اسمه في عالم الفن بإصداره عشرات الأغاني المنوعة، الفنان المحبوب “لورنس قافور” والمعروف في الوسط الفني بـ “لورنس عامودى”، ضيف حلقة جديدة من برنامج “#Hunervîn”، الذي يبث عبر راديو buyerFM مساء كل يوم أحد، تقديم الفنان: إيبو جان.

 

بدأ الفنان “لورنس عامودى” اللقاء بأغنية: (Kenê te)، من كلمات الشاعر: أحمد بافي آلان، وألحان الفنان: هوزان حسين، وتحدث عن بداية مشواره في عالم الفن قائلاً:

 

“منذ طفولتي كنت أهوى الفن وكثيراً ما كنت أعزف على صفيحة من (التنك) آنذاك متخذاً منها كآلة الجاز والدرامز”.

 

” لم استطع إكمال دراستي التي استمرت حتى الشهادة الإعدادية فقط، بسبب الظروف المادية الصعبة التي اضطررت بسببها السفر إلى العاصمة دمشق عام 1999 مع عائلتي والبحث عن عمل هناك، وأنا ما زلت في سن الثانية عشرة”.

 

 وتابع قائلاً: “في ذلك الوقت عملت في المطاعم بدمشق، وعملت أيضاً خياطاً ما بين أعوام 2000 – 2011، إضافة إلى تأسيس الفرق الموسيقية وإحياء حفلات عيد النوروز، وفي عام 2000 انضممت إلى شقيقي الفنان “روني عامودى” في فرقة أرخوان وبقيت فيها حتى عام 2002″ ثم غنى أغنية: ” Xatir nexwest û çû”  وهي من ألحان: هوزان حسين، وكلمات الشاعر ياسر عثمان .

 

يملك الفنان “لورنس عامودى 120 أغنية في رصيده، 40 منها أغانٍ خاصة به، والبقية لفنانين قام بتحديثهم وغنائهم بأسلوب جديد، وأولى أغانيه كانت بعنوان: “Şivan û Bêrîvan”.

 

وأضاف: “عام 2005 التقيتُ مع الفنان “معصوم شكاكي” في مدينة الحسكة وأبدى إعجابه بصوتي فقدم لي قرابة 150 أغنية اخترتُ منها حوالي 40 أغنية من كلمات مجموعة من الشعراء الكبار وهم: ( جكرخوين- فرهاد عجمو- -سيدايي كلش -غمكين رمو – ممو سيدا وآخرين )”، ثم غنى أغنية: (Miştaqê te me)  وهي من كلمات الشاعر الراحل: “سيدايي كلش” وألحان الفنان: “معصوم شكاكي”.

 

أصدر الفنان “لورنس” أول ألبوم له بعنوان: (Miştaqê te me) عام 2007 وتضمن 10 أغاني منوعة منها أغاني فلكلورية، ولكنها وبحسب تعبيره لم تأخذ صداها كما يجب، بسبب عدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي وعدم توافر الإمكانيات المادية آنذاك.

 

وفي العام نفسه، التحق “لورنس” بدورة تدريبية في قسم (الصولفيج الغنائي) تحت إشراف الأستاذة الأرمنية “أراكس كشجيان” بدمشق واستمر فيها لمدة سنة ونصف، ولم يستطع إكمالها لأسباب تتعلق بالسياسة.

 

وكالعديد من الفنانين الكرد الذين واجهوا خلال مشوارهم الفني الكثير من التحديات بسبب غنائهم وإصدارهم نتاجات قومية، تعرض الفنان “لورنس عامودى” للملاحقة من قبل الأمن السوري بعد غنائه أغنية “Zinara Erebî” خلال مشاركته في الاحتفال بعيد النوروز لعام 2009، فالتجأ بعدها إلى لبنان وانضم إلى فرقة خلات الكردية التي كانت تحوي أقسام كثيرة من الفنون مثل: “المسرح والغناء”.

 

وحول تأثره بالفنانين الكرد، أوضح “لورنس” بأنه استمع للعديد من الفنانين من كافة أجزاء كردستان، بما في ذلك الفنانين الكرد في (روسيا- أرمينيا- وجورجيا)، ومنهم: (محمد شيخو- سعيد يوسف ـ تحسين طه – محمد حسن زيرك ـ آياز يوسف)، مشبهاً نفسه بالنحلة المتذوقة من رحيق كل الزهور.

 

شغل الفلكلور جانباً مهماً من مسيرة “لورنس” الفنية، ولكنه لم يكتف فقط بالأغاني الفلكلورية بل أراد أن يكون له طابع خاص بفنه فأصدر أغانٍ منوعة. 

 

وعن تقييمه للأغنية الكردية في روجآفايى كردستان، يقول “لورنس”: “في السنوات الأخيرة سنحت العديد من الفرص تطوير الأغنية الكردية، مع وجود منصات التواصل الاجتماعي، فأصبح الفنان قادراً على إصدار 10 أغانٍ خلال اليوم الواحد، مقارنة بالسابق، فبالكاد كان يستطيع إصدار ألبوم واحد على مدار العام كاملاً”.

 

ومع وجود الزخم الهائل من الأغاني الحديثة، يرى الفنان لورنس عامودى أن جميعها أصبحت متشابهة، من حيث اللحن والكلمات فلا يوجد فيها أي اختلاف على حد تعبيره، مطالباً بتأسيس مؤسسة خاصة لمتابعة الواقع الفني في المنطقة.

 

وأشاد الفنان “لورنس عامودى” خلال حديثه بنتاجات “هونركها ولات” للإنتاج الموسيقي، التي اعتبر أنها أحدثت “عصر نهضة” فنية في المنطقة بعد خروجها عن قالب الأغنية المعتادة، وإيصال تاريخ الأغنية في روجآفا إلى الجمهور.

 

وأردف: “أتمنى لو كنت جزءاً من هذه المؤسسة، إلا أنه ورغم تواصلي معهم لإنتاج بعض الأغاني، لم يرغبوا بذلك، بسبب خصوصية عملهم وإنتاجهم للأغاني الخاصة والعائدة للمؤسسة فقط، ولربما أن التأثير السياسي لهذه المؤسسات يلعب دوراً في هذه الأمور، فحبّذا لو يتم فصل السياسة عن الفن كما تم فصل الدين عن الدولة”.

 

هاجر الفنان “لورنس عامودى” إلى أوروبا عام 2012 وبقي مستمراً في مشواره الفني سواءً بتقديم الأغاني الفردية أو مشاركاته بإحياء الحفلات والمناسبات القومية هناك، منوهاً بأن إقامة الحفلات مكلفة جداً بالنسبة للفنان، في ظل عدم وجود أية مؤسسات تتبنى الفنان لتقديم الإمكانيات المادية اللازمة لإحياء حفلاته.

 

” الفنان الذي يسعى للشهرة في المهجر يجب عليه إحياء الأعراس والحفلات، وهذا أمر غير مقبول، فالعمل الفني بحاجة إلى وجود خشبة لتقديم الأفضل”.

 

وحتى الآن.. لا يزال الفنان “لورنس عامودى” يكافح للاستمرار في مشواره الفني ورسم طريقه الخاص، فهو يعمل “سائقاً”، في ألمانيا ويصرف من عمله على إصدار أغانيه.

 

وقال: “لم أُعرف في الوسط الفني إلا بعد 20 عاماً من دخولي هذا العالم، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها التحيّز السياسي الذي تفرضه الأحزاب على الفنان”.

 

“ولستُ عضواً في أي نقابة فنية لا في المهجر ولا حتى في المنطقة، لأنني لا أريد التقيّد في فرقة أو مؤسسة بسبب الشروط التي يفرضونها على الفنان” ثم غنى أغنية (Min te dîtbû li nava bexça) بمشاركة الفنان: إيبو جان.

 

ولهذه الأغنية قصة طويلة مع الفنان لورنس والتي بلغت نسبة مشاهداتها على قناة الفنان لورنس بأكثر من عشرين مليون مشاهدة، وبعد نجاح الأغنية طالبت شركات موسيقية تركية موقع اليوتيوب بوقف قناة الفنان” لورنس” باعتبار أن الأغنية تعود ملكيتها للأتراك، ويتحدث لورنس عامودى عن التفاصيل ويقول: ” لن أذكر بعض الأسماء من الذين ساعدوني كي لا يتضرروا. عندما أردت إجراء بحث عن تاريخ هذه الأغنية، لمن تعود؟ ومن أين أتت؟، غنيت جزءاً منها فلم يتعرّف عليها أحد وكان لديّ فيديو قصير عن صاحبها وكان للمغني الصغير “رستم إيسكو”، من كرد جورجيا، بينما تقول المؤسسات الموسيقية التركية بأن الأغنية تعود للفنان التركي “نشأت آرتاش” (Gunil dax)، حينها حصلت بمساعدة بعض الأصدقاء على نسخة من صحيفة حرييت التركية لعام 1972 والتي كتبت عن وجود قضية خلافية حول الأغنية، والتي أدعى فيها “آرتاش” بأنه حصل على الأغنية على شكل أسطوانة ولم يكن عليها أي أسماء للملحن أو المغني! وفي لقاء آخر عام 1968 عندما سافر “جيم قرة جه”، إلى الاتحاد السوفياتي للمشاركة في مهرجان الأغنية.. قال بأن طفل عمره 12 سنة غنّى أغنية “Min te dîtbû”، وأهداني الطفل تلك الأغنية وأنا بدوري أهديتها إلى “نشأت آرتاش”. كل هذا ليقولوا للعالم بأنه لا توجد (ثقافة وموسيقى وغناء) لدى الشعب الكردي.. لكنني لم أستسلم، وتابعت قضيتي واتصلت بمؤسسة الثقافة والفن الكردي في ألمانيا، وناقشت معهم الأمر، ودرست مدة ثلاثة أشهر عن حقوق حماية الفنان من خلال شركة: (Gêma)، حينها تواصلت مع مكتب محاماة للعمل على التواصل مع شخص من فريق تسجيل الأغنية لتوثيق القضية من خلال اسطوانة ممهورة من المصدر الأساسي، أي من التلفزيون الجورجي. لكنه كان متوفياً. فتواصلنا مع مقدمة ذلك البرنامج كانت في بلجيكا واسمها: “ليلى جلدركوش” وقالت لنا ليلى: ” نعم الأغنية هي لـ”رستمي إيسكو”، لكنه الآن كبير في السن، ترك الفن والغناء، وأصبح شيخ دين للديانة الإيزيدية”.. فشرحنا لها قضيتنا مع الأغنية، وساعدتنا في الوصول إلى “رستمي إيسكو” “شيخنا الجليل” هي والصديق كاوا، وتفهم الشيخ “رستم” الأمر وكتب لي تنازل عن الأغنية، وعمل فريق مكتب المحاماة الخاص بي بتثبيت الأغنية بإسمي في ألمانيا بوثائق رسمية وترجمة محلفة وربحت قضيتي.. وعادت الأغنية ولحنها إلى أصحابها الأصليين”.

 

أصدر لورنس أغنية: (Kenê te) المؤلفة من 4 مقامات موسيقية ـ ومدتها 8 دقائق وهي من كلمات الشاعر أحمد بافى آلان وألحان الفنان هوزان حسين وله تجارب عديدة في مجال الأغنية الطويلة.

 

وعند سؤاله عن سبب غنائه لأكثر من مقام في الأغنية الواحدة والتي غالباً ما تتطلب زيادة مدة الأغنية، أوضح بأنه يهدف لإصدار نتاج ذو قيمة فنية فضلاً عن بعض الفنانين الذين يهدفون لتحقيق الـ “تريند” في إنتاج أغنية قصيرة لا تتجاوز مدتها دقيقتين.

 

وبالحديث عن مشاريعه القادمة.. يتحضر الفنان “لورنس” لإصدار ألبومٍ غنائي جديد يحوي 8 أغاني ـ يصورها بمدينة قامشلو خلال زيارته الحالية ـ ومنها أغنية: (Ciwaniyê) من كلمات الشاعر: “خالد بافي آلاف” وألحان “بلند عامودى”، وتبلغ مدتها 8 دقائق، واستخدم فيها 26 آلة موسيقية.

 

وفي نهاية اللقاء، أشار الفنان “لورنس عامودى” إلى أنه لم يتم تكريمه من قبل أي جهة، منتقداً الجهات والمؤسسات الفنية التي غالباً ما تكرّم الفنانين بعد رحيلهم، قائلاً: “ربما سيتم تكريمي بعد وفاتي”، واختتم اللقاء بباقة من الأغاني المنوعة.

 

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

 

 

إعداد: أحمد بافى آلان

فنلورنس عامودىمشتاقي ته مههونركها ولات