خاص.. الكرد في “المهجر” والاحتفالات بعيد “نوروز”

– بسبب سوق العمل والمدارس، والالتزامات الكثيرة لا يستطيع الكثيرون المشاركة باحتفالات عيد نوروز في ألمانيا

– باستطاعة الكرد الذين يعيشون في ألمانيا أخذ إجازة قبل الاحتفال بالعيد فـ “المدراء” لا يمانعون!!

 

تقرير: كاوا عيسو/ألمانيا

يحتفل الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، وفي كل مكان بالعالم يتواجدون فيه بعيد النوروز، الذي يعتبر يوم رأس السنة الكردية الجديدة ويصادف الحادي والعشرين من مارس / آذار من كل عام.

ويُعتبر عيد النوروز عيداً قومياً لدى الشعب الكردي و شعوب وقوميات أخرى، ويعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد، تحديداً وبحسب الأسطورة، عندما قام “كاوا الحداد” بقتل الملك الظالم إزدهاك (الضحاك) في يوم 20 آذار، وفي 21 آذار خرج الناس إلى الطبيعة للاحتفال بخلاصهم من القتل الظلم.

في هذا العام كما في السنوات الماضية.. قُسِم الكرد في ألمانيا إلى قسمين، قسم منهم أيّد بأن يتم الاحتفال بالنوروز في شهر آذار ولكن في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع حتى لو لم يصادف 21 آذار (مارس)، مراعاةً لظروف الناس بسبب العمل والمدارس، بينما أصر القسم الآخر على تاريخ نوروز المقدس بالنسبة لهم، ويقولون: لا يجوز الاحتفال بعيد النوروز في أي تاريخ غير 21 آذار.. و أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #نوروز_يوم_21_آذار، ولاقى انتشاراً واسعاً.

وتعليقاً على هذا الموضوع.. تحدّث المهندس “عبد الباقي علي” أحد منظمي حفلة عيد النوروز في 10 آذار (مارس) لموقع” buyerpress.com” قائلاً: ” يحتفل الشعب الكردي برأس السنة الكردية المصادف 21 آذار (مارس) من كل عام ،وتعتبر هذه المناسبة مهمة وغالية لدى الشعب، ولن يبخل الكردي بالاحتفال بها وإن كانت هناك صعوبات جمة من الأنظمة الغاصبة لكردستان وشعبها.. والكرد حريصون على هذه المناسبة وتوقيتها المقدس والخروج إلى الطبيعة والاستمتاع بها وإحياء نوروزهم “.

وأكد “علي” بأن الكرد المقيمين في أوروبا وبالتحديد “ألمانيا” حريصون على حمل هذه الرسالة بإحياء هذه المناسبة الغالية كما وإن كنّا في الوطن.

وأضاف المهندس الكردي: ” نحن الجالية الكردية في ولاية ساكسونيا شرق ألمانيا وخاصة مدينة Chemnitz ، كنّا نقوم بإحياء عيد نوروز في 21 آذار (مارس) من كل عام ولعدة سنوات ، ولكن نتيجة الظروف الصعبة وخاصة في البلاد الأوروبية والارتباط بسوق العمل والمدارس والطلاب والتخطيط المسبق ـ وأحياناً يكون التخطيط قبل سنة تقريباً من المواعيد الرسمية أو حجز الصالات ـ جعلنا نضطر مثل الكثير ممن سبقونا في ذلك، إلى إحياء هذه المناسبة في العطلة الأسبوعية مراعاةً لظروف الناس بالعمل وارتباط الطلاب بالمدارس، كما أن الظروف الجوية الصعبة في فترة احتفالات النوروز تحول دون الخروج إلى أحضان الطبيعة، فنضطر إلى إحيائها بالصالات المغلقة”.

“ونحن اللجنة التحضيرية لإحياء نوروز في21 آذار من كل عام و منذ سنتين نحتفل بها في العطلة الأسبوعية التي تسبق تاريخ 21 آذار، وفي هذا العام وبسبب قدوم شهر رمضان، ارتأت اللجنة إلى إحياء نوروز في العاشر من آذار”.

كما تحدث “باران جومي” أحد منظمي حفلة نوروز في ألمانيا لموقع” buyerpress.com” قائلاً: “نحن اخترنا يوم 21 آذار ولن نختار غيره لأنه بالنسبة لنا هو يوم الحرية والاستقلال وفيه انتصر الخير على الشر، ولا يجب تغيير هذا التاريخ”.

وأضاف “جومي” أن نوروز يعني إشعالنا شعلة نوروز في العشرين من آذار وفي اليوم التالي نخرج لأحضان الطبيعة، مستذكراً ما تعرض له الكُرد من اضطهاد وقمع أثناء إحياء عيد النوروز.. حيث كانوا يُمنعون من الاحتفال بشتى الوسائل، حتى استشهاد الشاب “سليمان آدي” في دمشق برصاص قوات الحرس الجمهوري في 21 آذار عام 1986، وأصدر حافظ الأسد مرسوماً اعتبر بموجبه يوم 21 آذار عطلة رسمية في البلاد بحجة (عيد الأم) ومع ذلك كانت هنالك ضغوطات على المحتفلين.

كما بين “جومي” أنه باستطاعة الكرد الذين يعيشون في ألمانيا أخذ إجازة قبل الاحتفال بالعيد فـ “المدراء” لا يمانعون بحسب رأيه.

وأوضح “جومي” أن سبب الاحتفال في الصالات وعدم الخروج للطبيعة يعود إلى سوء الأحوال الجوية تحديداً في فصل الربيع يكون الجو ماطراً وبارداً جداً وأحياناً تتساقط الثلوج في الكثير من الأماكن، لذلك يتم الاحتفال في الصالات المغلقة في أغلب الأحيان.

والجدير بالذكر، أن عدد الكرد في ألمانيا يتراوح ما بين 650 ألفاً إلى 800 ألف نسمة وهذا ما يجعل الجالية الكردية في ألمانيا أكبر جالية في بلاد المهجر، وازداد عدد الكرد، تحديداً “كرد سوريا” في أوروبا، وخاصة (ألمانيا)، وذلك بعد الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من عقد.

ألمانياالكرد في المهجرنوروز