حدد الباحثون التغيرات في مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة لدى المصابين بمتلازمة تاكوتسوبو، التي تُعرف أحيانا باسم متلازمة القلب المنكسر، وفقا لدراسة أجرتها جامعة أبردين.
واكتشفت الدراسة، التي قدمت في المؤتمر المئوي لجمعية القلب والأوعية الدموية البريطانية في مانشستر، تغيرات في مستوى نشاط الدماغ في المناطق المعروفة بأنها تتحكم في ضربات القلب.
وتُعرف متلازمة تاكوتسوبو بأنها شكل مفاجئ من قصور القلب الحاد، ويمكن أن تسبب أعراضا مشابهة للنوبة القلبية. وعلى الرغم من عدم انسداد الشرايين المؤدية إلى القلب، فإن مخاطر حدوث مضاعفات مماثلة لتلك الخاصة بنوبة قلبية فعلية.
ولم يتم فهم أسباب متلازمة تاكوتسوبو بشكل كامل حتى الآن، ولكن عادة ما تحدث بسبب الإجهاد العاطفي أو الجسدي مثل فقدان أحد الأحباء، ما جعلها تعرف بشكل باسم متلازمة القلب المنكسر.
وقال الدكتور هلال خان، زميل الأبحاث السريرية في جامعة أبردين: “منذ سنوات، عرفنا أن هناك صلة بين الدماغ والقلب، لكن الدور الذي يلعبه هذا في اعتلال تاكوتسوبو القلبي كان لغزا.
ولأول مرة كشفنا عن تغييرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في القلب والعواطف. وستكون هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد ما إذا كانت هذه التغييرات تسبب متلازمة تاكوتسوبو”.
وتابع: “نأمل أن نتمكن من خلال المزيد من البحث من تحديد العلاجات الأكثر فعالية. ونأمل بالفعل في استكشاف تأثير إعادة تأهيل القلب والعلاج النفسي على بنية ووظيفة الدماغ بعد تاكوتسوبو لتحسين رعاية هؤلاء المرضى في نهاية المطاف”.
وفي الدراسة الأكثر تفصيلا من نوعها، نظر العلماء إلى أدمغة 25 مريضا عانوا من نوبة تاكوتسوبو في الأيام الخمسة السابقة لبدء الدراسة. واستخدموا فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لقياس حجم الدماغ ومساحة السطح وإشارات الاتصال بين مناطق مختلفة من الدماغ. ثم قارنوا هذه النتائج مع مشاركين آخرين يتطابقون معهم من حيث العمر والجنس وحالات طبية أخرى.
ووجدوا أن هناك انخفاضا في الاتصالات في المهاد واللوزة والجزرة والعقد القاعدية لمرضى تاكوتسوبو مقارنة بالمشاركين الخالين من المتلازمة. وهذه المناطق من الدماغ تشارك في تنظيم الوظائف عالية المستوى مثل العواطف والتفكير واللغة واستجابات التوتر والتحكم في القلب.
ووجد الباحثون أيضا أن مناطق المهاد والجزرة في الدماغ كانت متضخمة، في حين أن الحجم الكلي للدماغ بما في ذلك اللوزة وجذع الدماغ كان أصغر بالنظر إلى مجموعة المقارنة.
ويخطط الفريق الآن لإجراء فحوصات متابعة بالرنين المغناطيسي على نفس المرضى لتتبع المسار الطبيعي لمتلازمة القلب المنكسر في الدماغ. كما أنهم بصدد فحص أدمغة مرضى النوبات القلبية على أمل تحديد ما إذا كانت متلازمة تاكوتسوبو تسبب تغيرات في الدماغ أو ما إذا كانت التغييرات تسبب متلازمة تاكوتسوبو.
وأوضح البروفيسور جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: “متلازمة تاكتسوبو هي حالة قلبية مفاجئة وربما كارثية لم يتم التعرف عليها إلا في السنوات الأخيرة. وما يزال فهمنا للحالة في مراحله الأولى، ولذا فمن الضروري أن نتعلم المزيد عن هذا المجال المهمل من أمراض القلب. وهذه الدراسة هي خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا لكيفية ارتباط الدماغ والقلب بشكل معقد في هذه الحالة الغامضة، وكيف يمكن أن يؤدي حدث عاطفي إلى قصور القلب”.