اليوم الثالث من مهرجان القصّة الكرديّة.. قاصّون “مبدعون ” وجمهور غفير

استمرت فعاليات اليوم الثالث من مهرجان القصّة الكرديّة الذي دعا إليه اتحاد الكتاب الكرد – سوريا في وقت سابق اليوم وذلك في قاعة سوبارتو للتراث في قامشلي وبحضور لفيف كبير من الشعراء والمهتمين .
حيث افتتح مدير الأمسية الأستاذ صالح جانكو الأمسية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, وأوضح أنهم كاتحاد خصصوا يوماً للقصة الكرديّة بعدما لمسوا التراجع والتدهور الكبير للقصة الكرديّة, والقاص هو – بنظره- صياد يتابع حياة الشعب بقلمه لحظة بلحظة, لما للقصّة من أهمية كبيرة, فبفضلها عرّف الكثير من الكتـّاب العالم على قضيتهم وبلدهم كالكاتب رسول حمزاتوف ابن داغستان.
بداية قدّم الكاتب صالح جانكو تعريفاً بالكاتبين وتضمّن:
عبدالصمد داوود: مواليد 1948, مهندس زراعي, أحد مؤسسي مجلة “ستير” 83 – 94 وكذلك مجلة ” برس” 93 – 94 من مطبوعه: الحزام العربي 2003 – الانتفاضة الثانية 2007 – قصص بدايات النهاية 2009, يشغل حالياً منصب رئيس اتحاد الكتاب الكرد – قامشلو.
دلوفان جتو: هو عبدالرحمن جتو, 197 تل زيوان, خريج المعهد البيطري بدير الزور, مهتم بجمع الفلكلور من قصص وأمثال وحزازير وألعاب, بدأ بكتابة القصّة في العام 2004 نشر في المجلات والمواقع الالكترونية, مدرس للغة الكردية, مهتم بالمسرح, له مخطوط باسم (فواكه ليلي الشتاء) بالكرديّة.
قبل قراءة قصته, قال الكاتب عبدالصمد داوود : كل صخرة في كردستان إما أن تخبئ تحتها قصّة أو حدثا, وقصتي هذه واقعية ولا يزال البعض من أبطالها أحياء, كتبتها في العام 1983, ثم قرأ قصته بعنوان (كسرة خبز وعصا طويلة) تناول فيها الحالة المزرية للوضع الكردي, ومعاناة الكردي من كل النواحي حتى من أخيه الكردي. الأسلوب الشيّق في القراءة خلق جوا من الترابط والتفاعل بينه وبين الجمهور.
قصّة الكاتب دلوفان جتو كانت بعنوان (ماذا جرى) تناول فيها بعض الجوانب الانسانيّة على لسان شخصيات الغابة, وقد أخذ عليه البعض هذا الأسلوب, لأنه يرجع إلى ابن المقفع في قصة ” كليلة ودمنة”.
الناقد خالص مسوّر وفي معرض نقده للقصتين أشار إلى أنه هناك قاسم مشترك بين القصتين وهو خلوّهما من الشاعريّة التي تشد القارئ, بل كانت هناك مباشرة في الأحداث, وانتقد استعمال داوود لبعض الكلمات العربية في حين كان بمقدوره استعاضتها بمفردات كرديّة, بينما رأى أن جتو وقع في فخ التناقض في الأحداث في بعض المواطن في حين أنه وفّق في اختيار النهاية.
كما وشارك بعضهم الآخر في نقد القصتين, ولكن في النهاية كان كل الآراء مجتمعة على أن القصّة حالة إبداعيّة والإبداع لا يناقش.
وفي النهاية شكر مدير الأمسية القاصّيْن على ما أبدعاه والحضور على حسن الاستماع والتفاعل, ودعاهم لحضور اليوم الرابع من المهرجان للاستماع والاستمتاع بقصص جديدة.