ما نوع الجزيئات المنتشرة في المساحات الشاسعة بين النجوم، وهل يمكننا رؤية على بعد آلاف السنين الضوئية نفس الجزيئات المحيطة في الأرض؟
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الفضاء على عكس الاعتقاد السائد ليس فارغا. لأن الغبار الفضائي موجود بين النجوم والكواكب، وكذلك الذرات والجزيئات والرياح النجمية وحتى مركبات عضوية. بعضها تكون قبل ظهور الشمس بملايين السنين، ولازالت تحتفظ بسر نشوء الحياة على الأرض. والبعض الآخر يظهر بعد تفتت النجوم والكواكب، وتخضع لتحولات معقدة تحت تأثير إشعاع النجوم ودرجات الحرارة المنخفضة جدا وعمليات أخرى نجهلها. وينتج عن هذه العمليات مواد مشابهة للأحماض الأمينية ومركبات عضوية كالتي تنتشر على الأرض. جميع هذه المواد اكتشفها علماء الكيمياء الفلكية في النيازك والكواكب والسدم وحتى على أسطح النجوم.
ويمكن أن تكون كثافة الجزيئات في السدم والنجوم اعلى قد تصل إلى ملايين لكل سنتمتر مكعب. ومع ذلك فإن المسافة بين الذرات أو الجزيئات في السحب بين النجوم كبيرة. لذلك يمكن أن تمضي عدة أيام لحين اصطدامها ببعض. وبعد اصطدامها تتكون مركبات معقدة. وقبل فترة ليست بعيدة اكتشف العلماء في نيزك عثر عليه في المملكة المتحدة، أحماض أمينية أقدم بكثير من الأرض. والمركبات العضوية موجودة أيضا في الكويكبات.
ويقول دميتري فيبي، رئيس قسم الفيزياء وتطور النجوم في معهد علم الفلك التابع لأكاديمية العلوم الروسية، “أصغر جسيمات الغبار الكوني هي دورة كبيرة للمركبات العضوية في الكون، الذي نشكل نحن أحد عناصره. ونحن نتوقع أن تكشف دراسة الجسيمات العضوية وسلوكها وتفتتها وتحولها، بعض السر عن أصلنا”.
وتجدر الإشارة، إلى أن الحقائق تشير إلى أن الفضاء متنوع المواد، حيث يوجد أول أكسيد الكربون والأمونيا والميثان، عموما يبلغ عدد الجزيئات المعروفة حولي 150 جزيئا. كما عثر العلماء بمساعدة التحليل الطيفي وعلم الفلك الراديوي في ذيل مذنب لوفجوي على أحماض ومواد عطرية وبوليميرات وأحماض أمينية وحتى الكحول. وهذه المواد العضوية تتنقل بحرية في الفضاء من مجرة إلى أخرى مع الكويكبات والمذنبات. وربما بهذه الطريقة وصلت أبسط نماذج الكائنات الحية إلى الأرض.
المصدر: نوفوستي