اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، “ليندا توماس غرينفيلد”، أمس الجمعة، خلال زيارتها مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أن البيئة الحالية في سوريا “غير مواتية” لعودة اللاجئين.
وقالت “غرينفيلد” للصحفيين خلال جولة في المخيم (85 كلم شمال شرقي عمان)، والذي يأوي نحو 80 ألف لاجئ سوري إنه “لا جدال في أن البيئة الحالية (في سوريا) ليست مواتية للعودة”.
وأضافت أن “هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم، أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي. ما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة”.
وجالت “غرينفيلد” في المخيم حيث اطلعت على نشاطات مركز “تايغر” المجتمعي الذي ينظم دورات تدريبية في مجال اللغة الإنكليزية والعربية والحاسوب.
وشاهدت في المركز لوحات فنية رسمها لاجئون، ومشغولات يدوية، إضافة إلى مرسم صغير لتعليم الأطفال الرسم، وتحدثت إلى عدة فتيات حول التدريب الذي يتلقينه في المركز، قبل أن تتجول في السوق داخل المخيم وتتناول الفلافل.
وقالت إن “أهم ما استخلصته من هذه الزيارة هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظا في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته”.
وعبرت عن تقديرها لـ”كرم الأردن الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى لاجئين آخرين من صراعات أخرى في المنطقة”.
وأضافت “بعد 10 سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1,3 مليون.
وكانت عمان أعلنت الصيف الماضي أن عدد السوريين الذين غادروا الأردن عائدين الى بلدهم منذ عام 2018 لم يتجاوز 50 ألفا.
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في أكتوبر الماضي الجيش السوري ومسلحين تابعين له بارتكاب انتهاكات، بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب بحق لاجئين عادوا إلى بلادهم بعد معاناة في بلاد اللجوء التي فروا اليها هرباً من المعارك والقصف.
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6,6 ملايين لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة، لبنان والأردن وتركيا.
المصدر: الحرة