أجرى موقع المونيتور حواراً مفصلاً مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، تطرق من خلاله لعدة نقاط وملفات تخص المنطقة وأهمها التهديدات التركية ومحاربة تنظيم داعش والحوار مع حكومة دمشق.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
المونيتور: أردوغان يوجه مجدداً تهديدات ضد روج آفا، ترد أنباء كل يوم عن عزم القوات المسلحة التركية تنفيذ عملية جديدة ضد روج آفا، هل تعتقد بوجود مثل هذا الخطر حقاً؟
عبدي: سابقاً، كان أردوغان يسعى قبل كل هجوم للحصول على دعم دولي. وكان يقوم أيضاً بتوجيه التهديدات، ويقوم بذات الأمر الآن، هو يصر وسيواصل الإصرار على ذلك.
أعتقد أنه يرغب في تهيئة الأجواء لعملية (عسكرية) ما. ومع ذلك، فإن الوضع اليوم يختلف عما مضى. التوازنات مختلفة. في السابق لم تكن هناك اتفاقيات مع تركيا والقوى الدولية. لا أثناء احتلال سري كانيه (رأس العين) ولا أثناء احتلال عفرين. لكن الآن هناك صفقتان. اتفاقية سوتشي بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتفاقية أنقرة مع الولايات المتحدة ـ وقعها نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس. في رأيي، لن يخطو أردوغان مثل هذه الخطوة دون موافقة روسيا أو الولايات المتحدة. وبقدر ما أعرف، لا توجد موافقات من الجانبين.
المونيتور: هل أعطتكم الولايات المتحدة وروسيا أي ضمانات في هذا الصدد؟
عبدي: صحيح. أعطتنا الولايات المتحدة مثل هذا الضمان. قيل لنا رسمياً “نحن ضد أي هجوم من جانب تركيا ولن نقبل به”. ذكرنا المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثنا إليهم بالعقوبات التي فرضها الكونغرس على تركيا. في الاجتماع الأخير بين أردوغان وبايدن، تم إبلاغ الجانب التركي برفض أي عملية ضدنا.
كما أخبرنا الروس عن عدم وجود تفاهم مع تركيا في هذا الصدد. إلا أن مخاوفهم تجلت في إقدام تركيا بالهجوم علينا بشكل غير مباشر، وذلك عن طريق القوات المحلية التابعة لها، أي المجموعات المسلحة التي تعمل تحت مظلة ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، بدلاً من الجيش التركي. حتى أنهم حددوا موعد الهجوم بتاريخ (5 نوفمبر/ تشرين الثاني) من هذا الشهر، لكن مر ذلك اليوم دون وقوع حوادث.
المونيتور: ما هي الوجهات المحتملة للهجوم؟
عبدي: منطقة تل رفعت، سري كانيه (رأس العين) وكره سبي (تل أبيض). كما قلت، يبدو الهجوم التركي في ظل هذه الظروف مستبعداً. علاوة على ذلك، أخبرنا الروس أنهم أبلغوا تركيا بعدم قبولهم بأي هجوم ضدنا. ومع ذلك، لا يمكنهم التنبؤ بالضبط بما ستفعله القوات الموالية لتركيا، كما ذكروا أنهم لا يقبلون هجوم تلك القوات علينا أيضاً. لكن يبقى مدى إمكانية منعهم من الإقدام على تلك الخطوة موضع استفهام.
المونيتور: إذاً يبدو أن موقفهم يختلف عن الولايات المتحدة؟
عبدي: لا. هذه مسألة مهمة للغاية ويجب فهمها بشكل صحيح. قال الروس إنهم لن يسمحوا بالهجوم علينا، لكن مع ذلك، يمكن لهذه الجماعات أن تقدم على مهاجمتنا دون موافقة تركيا. بالنسبة لنا، نعتقد أنه إذا لم تشارك تركيا بشكل مباشر في الهجوم، فلن تتمكن القوات التابعة لها من تنفيذ مثل هذه العملية.
المونيتور: قلتِ التوازنات مختلفة. تختلف الديناميكيات الداخلية في تركيا أيضاً، ويفقد أردوغان وحزب العدالة والتنمية شعبيتهم بشكل متسارع في تركيا. هل تعتقد أن أردوغان لا يستطيع الإقدام على عملية عسكرية بهدف تحويل الأنظار عن الظروف الاقتصادية المتأزمة أو تغيير الأجندة أو حتى لتأجيل الانتخابات؟
عبدي: أعتقد أن عليه عدم الأقدام على ذلك. لكننا هنا نواجه أردوغان، ما يعني أن هناك امكانية بأن يقوم بذلك. قد يقوم بعملية جديدة ضدنا لتقوية موقفه. لذلك، فإننا نأخذ تهديدات أردوغان على محمل الجد، ونقوم باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة. نتصرف كما لو كان هناك عملية وشيكة.
المونيتور: بالمناسبة، حدث شيء مثير للاهتمام في تركيا. دخل حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، في حوار مع الكرد، وحتى في تحالف ضمني، كما رأينا في الانتخابات المحلية لعام 2019. وقد أرسل وفداً رفيع المستوى إلى إقليم كردستان العراق للمرة الأولى مؤخراً. والأهم من ذلك أنه قال لأول مرة “لا” لمشروع القانون المقدم إلى البرلمان، والذي وافق على بقاء القوات المسلحة التركية لمدة عامين آخرين في سوريا والعراق.
عبدي: صحيح أنهم اعترضوا للمرة الأولى. تراجع الإجماع حول أردوغان. كما ضعف تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. يمكننا القول أيضاً إن معارضة القوات الدولية لمثل هذه العملية شجعت حزب الشعب الجمهوري. أعتقد أن حزب الشعب الجمهوري يستعد أيضاً للانتخابات المقبلة.
المونيتور: تقصد لكسب الكرد إلى جانبه؟
عبدي: هذا صحيح، لكنه بكل الأحوال إشارة جيدة وخطوة مهمة. وإقدام حزب الشعب الجمهوري على ذلك يشير إلى أن التوازنات داخل تركيا قد تغيرت. هذا أيضا يدعو للتفاؤل.
المونيتور: هل تود دعوة وفد من حزب الشعب الجمهوري إلى هنا؟
عبدي: لما لا. ستكون خطوة إيجابية.
المونيتور: الأوضاع الاقتصادية في روج آفا تزداد سوءاً. من ناحية، الحظر والعقوبات، ومن ناحية أخرى، وباء كورونا، وفوق ذلك الجفاف ونقص مياه الشرب الناجم عن تركيا، والتهديدات الطبيعية. في ظل هذه الظروف، هل يمكن لداعش أن يجد موطئ قدم له مرة أخرى؟
عبدي: داعش لا يزال نشطاً في جميع أنحاء سوريا. وتؤثر هذه الظروف الاقتصادية السلبية على قتالنا ضد داعش.
يرتبط عودة ظهور داعش بالاقتصاد بشكل كبير. هناك الكثير من العاطلين عن العمل. الفقر شائع جدا. كل هذه العوامل تضعف سلطة إدارتنا. داعش يستغل هذا. لذلك، فإن على قوات التحالف الدولي هنا وجميع القوى التي تكافح الإرهاب اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الاقتصادي. لقد أصبح إصلاح الاقتصاد أهم ركائز مكافحة الإرهاب. نحن، قوات سوريا الديمقراطية، نعبر عن ذلك صراحة. إذا كنا سنحارب داعش، يجب أن نعطي الأولوية للاقتصاد.
المونيتور: النفط مصدر مهم للدخل بالنسبة لهذه المنطقة، لكن إدارة بايدن لم تسمح لشركة دلتا كريسنت، التي لديكم صفقة معها لإنتاج وتسويق النفط، بمواصلة عملها.
عبدي: المسألة ليست النفط فقط. مطالبنا لا تقتصرعلى النفط. مطلبنا أن يعفي كل شمال وشرق سوريا من عقوبات قيصر. مطلوب قرار رسمي في هذا الشأن. أي شخص يريد المجيء إلى هنا والمساهمة في اقتصادنا يجب أن يكون قادراً على ذلك.
المونيتور: ماذا كان رد إدارة بايدن؟
عبدي: موقفهم لغاية الآن إيجابي.
المونيتور: ولماذا لا توجد إجراءات ملموسة إذا؟
عبدي: ننتظر منهم الوفاء بوعودهم …
المونيتور: إدارة بايدن تريدكم أن تتفاوضوا مع النظام عبر روسيا. هناك الكثير من الشائعات المرددة. على سبيل المثال، قيل إن آلدار خليل سافر إلى دمشق وزُعم أنه سلم رسائل معتدلة إلى النظام. ما الذي يحدث بالفعل؟
عبدي: حتى الآن لم يذهب أحد إلى دمشق لإجراء مفاوضات. في الواقع، لم تكن هناك مفاوضات جادة مع دمشق حتى الآن. كانت هناك بعض الاتصالات الشخصية فقط ولم تتحول هذه الاجتماعات إلى أية مفاوضات.
المونيتور: ما السبب الرئيسي في ذلك؟
عبدي: إدارة دمشق ليست مستعدة لذلك على الرغم من تصريحهم بأن الأمر لن يكون كما كان قبل عام 2011، إلا أنهم لا يزالون بنفس الذهنية يجب الضغط عليهم هناك مشكلة ثقة متبادلة، خاصة من جانب دمشق.
المونيتور: هل يشترطون “قطع العلاقات مع أمريكا أولاً”؟
عبدي: هذا ليس صحيحا تماماً أيضاً يقولون: لا نريد دولة داخل دولة لا نريد جيشا داخل جيش ليس لدينا مثل هذه المطالب مشروعنا إدارة ذاتية وهو مستمر حالياً يريدون تطمينات بشأن هذه القضايا لبدء التفاوض قطع العلاقات مع أمريكا ليس من أولوياتهم إنه ليس شرطاً مسبقاً شروطهم المسبقة هي وحدة سوريا غير القابلة للتجزئة، رفع العلم، والحدود، والرئيس، وسيادتهم، إنهم يريدون تأكيدات منا بشأن هذه الأمور نحن على استعداد لتقديم تأكيدات بشأن هذه القضايا لكن يجب عليهم أيضاً أن يكونوا مستعدين للتفاوض بشأن الإدارة الذاتية القائمة.
المونيتور: هل يشمل ذلك المناطق العربية؟
عبدي: هم أيضاً لديهم مطالب في النهاية هناك مشاكل خاصة لتلك المناطق أيضاً نحن لم نأخذ تلك المناطق من النظام، بل ثاروا على النظام، ثم جاءت القاعدة، ومن بعدها داعش ذهبنا وحررنا تلك المناطق من داعش على سوريا الدخول في مفاوضات مع تلك المناطق أيضاً.
المونيتور: هل روسيا صادقة في مساعي الوساطة؟ أم أنها تريد أن تستسلموا وبالتالي تحصل على نصيبها من النفط؟
عبدي: علاقاتنا جيدة مع روسيا، هناك اتفاق عملي بيننا في الميدان مستمر منذ عامين بدون روسيا لن ينجح هذا لروسيا نفوذ على نظام دمشق، وهذا مهم جداً أعتقد أن روسيا يمكن أن تعمل بفاعلية أكبر يمكن أن تمارس المزيد من الضغط على نظام دمشق.
المونيتور: لماذا لا تمارس إذاً؟
عبدي: نحن أيضاً نطرح عليهم نفس السؤال.
المونيتور: أين إيران من هذه التوازنات؟ في النهاية أصبحت إيران لاعباً مهماً في سوريا، ومثل تركيا، فإنها تعارض المكاسب السياسية للكرد هل يجب أن تكون جزءاً من الحل أيضاً؟
عبدي: حالياً روسيا هي المتواجدة هنا رسمياً بدعوة من حكومة دمشق أعتقد أن المحدد الرئيسي هو دور روسيا أعتقد أن روسيا ستصل أخيراً إلى المسار الذي نريده ليس لديها خيار آخر.
المونيتور: لكن لديها (روسيا) أيضاً علاقات مع تركيا يجب أن تحافظ أيضاً على التوازن مع تركيا، وخاصة بما يخص إدلب وكما تعلمون ووفقًا للسيناريو الذي يتم الحديث عنه باستمرار، فإن روسيا ستقدم تنازلات لتركيا بخصوصكم مقابل التنازلات التي ستقدمها تركيا في إدلب.
عبدي: لا أعتقد أن هذا ممكن بعد الآن ما هو الجديد اليوم، لا تريد روسيا أن تحتل تركيا مزيداً من أراضي سوريا، وهو ما يخبروننا به رسمياً، كما أكدوا لنا بأنهم أبلغوا تركيا بذلك أيضاً.
المونيتور: بالمقابل هناك تطورات قد تؤثر على مصيركم بعض الدول العربية، وخاصة مصر والإمارات العربية المتحدة، تريد إضفاء الشرعية على نظام الأسد مجدداً إنها تضغط لضمان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية الأسد لن يرحل بعد الآن. هل توافق على هذا الرأي؟
عبدي: أوافقك الرأي.
المونيتور: ألستم قلقين من ذلك؟
عبدي: ليس من المهم بالنسبة لنا أن يبقى الأسد أو يرحل قد يكون ذلك مهماً بالنسبة للآخرين المهم بالنسبة لنا هو إيجاد حل لسوريا ككل ولمناطقنا إذا كان هذا الحل سيكون مع الأسد فليكن نحن لسنا ضده وقد كان هذا موقفنا طوال السنوات العشر الماضية.
نحن مستعدون للجلوس مع من يكون مستعدا للحل في هذا السياق، على أمريكا أن تحول العقوبات الحالية إلى أداة للحل في سوريا الكل يعرف أن الأسد لن يسقط يجب أن يكون الهدف الأساسي من هذه العقوبات هو تحقيق حل سياسي في سوريا.
المونيتور: هل تعتقدون أن لدى الولايات المتحدة استراتيجية لهذه المنطقة؟ نعلم أنه يجري العمل عليها حالياً، لكن لم تنشر أي وثائق أو خطط أو برامج حتى الآن.
عبدي: ليس لديها خطة كاملة على الأقل لم يخبرونا عن وجود ذلك لكن لديهم سياسات دورية: محاربة داعش، مطلبنا الأساسي هو استفادة من الوجود الأمريكي للوصول إلى حل في سوريا، وأن يبقوا هنا حتى يتم التوصل إلى حل سياسي.
وإذا لم تحل المشكلة في سوريا كلها، فلن تحل مشكلة هذه المنطقة أيضاً في النهاية هذه المنطقة جزء من سوريا لا يمكن ذلك بدون دمشق من الصعب أن تعيش هذه المنطقة بمفردها دون الوصول إلى حل في جميع أنحاء سوريا.
المونيتور: أين هو الحل؟ في جنيف أم أستانا؟
عبدي: هذه المنصات تفقد مصداقيتها تدريجياً لقد فقد الجميع الأمل في هذه العمليات كما أنني لا أعتقد أنه سيتم التوصل إلى نتيجة لكن إذا تمكنت أمريكا وروسيا وحتى الدول العربية من الانخراط بجدية في الوساطة بيننا وبين دمشق، وإذا تم التوصل إلى اتفاق بيننا وبين دمشق في إطار معين، فقد يمهد هذا الطريق لحل في سوريا بأكملها بما أنه لم يتم احراز تقدم على طريق الحل من خلال هذه المنصات الحالية خلال عشر سنوات، فإننا نقول لهم “لنجرب طريقة جديدة”.
المونيتور: أين تضع إدلب؟
عبدي: أعتقد أن قضية إدلب تحل بعد ذلك.
المونيتور: هل تنسحب تركيا من سوريا؟
عبدي: إذا توصل الشعب السوري وحكومته والقوى الدولية إلى اتفاق، فسيتعين على تركيا الانسحاب إذا تغيرت حكومة أردوغان في تركيا، فإن ذلك سيسهم في الانسحاب التركي بالتأكيد.
في الوقت الحالي، يجب على القوى الدولية والتحالف التفاعل مع الإدارة الذاتية القائمة هنا علاقاتنا الحالية هي علاقات عسكرية فقط إن العمل الذي تقوم به هذه الإدارة، مثل الإدارة الاجتماعية والاقتصادية وإدارة السجون كلها جزء مباشر من مكافحة الإرهاب.
بمعنى آخر، قوات سوريا الديمقراطية ليست مسؤولة لوحدها لمحاربة الإرهاب من الضروري المساهمة في تعزيز الإدارة الذاتية وتقوية الجناح السياسي وتقوية الاقتصاد يجب على المجتمع الدولي الآن تغيير سياسته في هذا الاتجاه في النهاية، ينظر الناس هنا إلى أداء هذه الإدارة، لا إلى أدائها العسكري فقط انتهت الحروب الكبرى مطلبنا الرئيسي هو أن تعترف هذه الدول بإدارتنا.
المونيتور: ألن يقوض ذلك علاقاتكم مع النظام أكثر؟
عبدي: بكل الأحوال النظام لا يقبل أي من مطالبنا كما أنه لا يقبل بوجود قوات التحالف هنا لذا فهي ليست مشكلة بالنسبة لنا كلما زادت قوتنا السياسية والعسكرية، زادت قدرتنا عند التفاوض مع النظام نحن نركز على الحلول لذلك لا نرى تناقضاً بين مطلبنا في الاعتراف الدولي ورغبتنا في التفاهم مع النظام.
المونيتور: في الحقيقة دخلت الولايات المتحدة الساحة السياسية لقد رعت المفاوضات بينكم وبين المجلس الوطني الكردي، لكن المحادثات توقفت لماذا ؟
عبدي: لنعتبرها فترة استراحة ننتظر نائب الممثل الأمريكي الخاص لسوريا ديفيد براونشتاين مع مجيء ممثل أمريكا، سنواصل (المحادثات) من جديد.
كانت هناك بعض المشاكل الفنية بسبب كورونا، تراجعت اللقاءات ثم اندلعت مشاكل وصراعات على مستوى جنوب كردستان هذا أثّر أيضا على الوضع كان هناك توتر بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني. أثر هذا على روج آفا أعتقد أن تركيا لا تريد نجاح هذه المحادثات هي تعارض وتعلن ذلك بوضوح في الواقع، تريد بعض القوى الأخرى ربط مفاوضاتنا مع المجلس الوطني الكردي بشروط معينة.
المونيتور: هل تقصد الحزب الديمقراطي الكردستاني؟
عبدي: نعم ، الحزب الديمقراطي الكردستاني.
المونيتور: ما هو شرط الحزب الديمقراطي الكردستاني؟
عبدي: أنا أيضًا لا أفهم ذلك تماماً بالنسبة لنا، الوحدة الوطنية على مستوى كردستان قضية استراتيجية وسنبذل قصارى جهدنا من أجل ذلك وسنصر، رغم كل العراقيل، ورغم معارضة تركيا، على فعل ذلك.
المونيتور: هل يمكن اجراء انتخابات هنا دون الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي؟ لأننا نعلم أنكم تريدون إجراء انتخابات بلدية على المستوى المحلي.
عبدي: سندعو المجلس الوطني الكردي لعقد اتفاق في حال تم هذا الاتفاق فإن ذلك سيكون جيداً بالطبع لكن في النهاية، لا يمكننا أن ننتظر إلى ما لا نهاية في هذه المنطقة بما في ذلك المناطق العربية من الضروري اجراء الانتخابات هدفنا هو القيام بذلك في الربع الأول من عام 2022 لا يمكننا التأخر أكثر من ذلك حررنا هذه المناطق من قبضة داعش كانت هناك مشاكل أمنية لفترة طويلة خاصة في دير الزور لم يكن هناك أرضية لإجراء الانتخابات لكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل يتعين على السكان المحليين انتخاب ممثليهم وإدارتهم الخاصة هذا مهم للغاية بالنسبة لنا عندما حررنا هذه المناطق وعدنا باسم قوات سوريا الديمقراطية قلنا، “سنترك الإدارة لكم” هذه هي أفضل طريقة للانتخابات يوجد إداريون هناك الآن، لكنهم لم يأتوا من خلال الانتخابات ومن المهم اختيار هذه الإدارة بشكل شرعي.
المونيتور: ظهرت أيضًا مشكلة فساد في روج آفا مؤخراً نحن نعلم أن لديكم حساسية خاصة اتجاه هذا الأمر.
عبدي: صحيح أن الفساد أصبح مشكلة وصحيح أيضاً أن الناس غير مرتاحين لذلك تحقيقاتنا في هذا الشأن مستمرة أعددنا التقارير بالاشتراك مع قواتنا العسكرية بدأنا بمحاربة الفساد وقطعنا شوطاً.
المونيتور: هل تم اعتقال أحد؟
عبدي: هناك العشرات من أولئك الذين يسرقون الممتلكات العامة، بما في ذلك أولئك الموجودون في الإدارة.
المونيتور: هذه الإدارة تستلهم فكر عبد الله أوجلان ، أليس كذلك؟
عبدي: نعم. هذا هو الوضع العام.
المونيتور: الحفاظ على البيئة هو أحد الركائز المهمة لفكر أوجلان ومع ذلك، يوجد الكثير من القمامة والنفايات هنا لو رأى أوجلان ذلك لكان قد غضب بشدة دون شك لماذا لا تحاولون حل هذه المشكلة؟
عبدي: هذا تقصير خطير، هذا صحيح لهذا السبب خصصنا ميزانية للبلديات في ميزانية 2022 الجديدة لحل مشكلة القمامة والنفايات في النهاية، يتطلب الأمر أيضاً ممارسة عملية في الماضي، كان كل فرد في هذه المنطقة ينظف واجهة منزله ويجمع نفاياته كانت هذه الثقافة دارجة الحرب افقدتنا الكثير ركز الجميع على الحرب، وتراجع الحفاظ على البيئة إلى مراتب ثانوية لدينا المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني سوف يساعدون البلديات من أجل حل هذه المشكلة.
المونيتور: بالإضافة إلى الحرب، هناك جائحة كورونا أيضاً يشتكي مسؤولو الصحة هنا من أن الأمم المتحدة مقصرة وغير معنية لتقديم الدعم في هذه المنطقة.
عبدي: هناك ظلم كانت هناك حصة محجوزة من اللقاح لصالح هذه المنطقة لكن اللقاحات ستأتي إما عبر دمشق أو من خلال العراق معبر تل كوجر( بوابة ربيعة) التي اتفقت عليها الأمم المتحدة مع الأطراف في هذا الشأن لكن دمشق لم ترسل سوى القليل جداً من اللقاحات كما أن حكومة دمشق لم توافق على وصولها عبر العراق والمجتمع الدولي لم يمارس ضغوطا كافية على دمشق نعلم أن الولايات المتحدة تسعى، لكن عدا قناة دمشق، فإن المساعدات تأتي فقط عبر قناة تركيا ومن بوابة باب الهوى.
المونيتور: هل أصبت بكوفيد؟
عبدي: لا.
المونيتور: التقيت بـ “مير” الإيزيديين في أربيل قال لي: “إذا رأيت الجنرال مظلوم، من فضلك قولي له أن ينقذ بناتنا في مخيم الهول”.
عبدي: لقد بذلنا قصارى جهدنا حتى الآن، وسنفعل ذلك في المستقبل لقد كنا حساسين للغاية تجاه الإيزيديين منذ البداية الأهم من ذلك كله، أننا أنقذنا هذه العائلات والأطفال والفتيات والنساء لكن داعش ما زال يخيفهم ويبث الرعب في قلوبهم وهذا يمنعهم من الظهور والكشف عن أنفسهم في المخيمات. كما أن البعض منهم لديهم أطفالاً من داعش ولا يريدون ترك أطفالهم فالمجتمع الإيزيدي لا يقبل بهؤلاء الأطفال إنها مشكلة اجتماعية ودينية.
ومع ذلك، في رأيي، لم يتبق هنا الكثير من الإيزيديين كما يُعتقد تواصل قواتنا الأمنية النسائية التحقيق في هذا الأمر داخل المخيمات يوجد هنا أيضاً ” البيت الايزيدي” يتعامل مع هذه المسألة أدعو “مير” إلى زيارتنا، من خلالكم إذا جاء إلى المخيم، فسيكون لذلك تأثيراً.
المونيتور: هناك مزاعم مستمرة حول منصبك مؤخراً في بعض وسائل الإعلام تفيد بأنه تم إقصاؤك مع من أتحدث الآن؟ هل أتحدث مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية؟
عبدي: هل لديك شكوكا حول ذلك؟ نحن لا نبالي بهذه الأخبار التخمينية ولا نولي أهمية لها ولا نرد عليها منذ البداية لن نرد على هذه الأخبار الآن بعد أيام قليلة، سينعقد المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية ستصل الرسالة المطلوبة بعد ذلك.
المونيتور: إذاً ما زلت القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، أليس كذلك؟
عبدي: نعم.
المصدر: المونيتور
ترجمة: المركز الكردي للدراسات