يمكن أن يبدأ البركانان القوقازيان “النائمان” إلبروس وكازبيك بالثوران في أي لحظة.
ولا يستبعد العلماء بدء ثورانهما بسبب النشاط الزلزالي في الجبال حيث يمكن للهزات الأرضية أن تأتي بالصهارة شديدة السخونة، والتي ستبدأ في إذابة الأنهار الجليدية.
وفي الوقت نفسه تتسبب في حدوث سيول طينية واسعة النطاق وفيضانات.
وقال البروفيسور، أليكسي ناستافكين، رئيس قسم الرواسب المعدنية في الجامعة الفدرالية الجنوبية أن جنوب روسيا مهدد بعواقب وخيمة. جاء ذلك على لسانه في حديث أدلى به لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا”.
ومضى قائلا:” كانت جبال القوقاز إلى حد الآن منطقة معتدلة من ناحية وقوع الزلازل، وهناك احتمال ضئيل لاستئناف النشاط البركاني. ولم تشهد المنطقة عمليا لغاية أواخر القرن الماضي أية زلازل بلغت قوتها أكثر من 7 درجات بمقياس ريختر. مع ذلك، فإن زلزال سبيتاك الذي حدث عام 1988 في أرمينيا، وأودى بحياة 25 ألف شخص وتسبب بخسائر مادية هائلة، وأعقبه زلزال راشنسكوي عام 1991 في جورجيا الذي أودى بحياة 270 شخصا. وتسمح الزلازل الكارثية التي ضربت القوقاز نهاية القرن الـ20 بالتنبؤ في بدء مرحلة جديدة للنشاط الزلزالي في المنطقة”.
وقال العالم الروسي إن استئناف النشاط الزلزالي في القوقاز قد يسفر عن استيقاظ البراكين القوقازية النائمة في الوقت الراهن، ما سيؤدي إلى التأثير الكارثي على النظم البيئية في أوراسيا بالدرجة الأولى في جنوب روسيا وسيشكل خطورة على إقليمي ستافروبول وكراسنودار، منطقة كاراشاي – شركيس، جمهوريات قباردينو البلقارية وجمهورية أوسيتيا الشمالية.
وحسب الأعضاء في أكاديمية العلوم الروسية، فإن جبل إلبروس لم يشهد ثورانا بركانيا قويا منذ القرنين الأول والثاني الميلاديين، كما لم يثر بركان كازبيك على مدى نحو 6000 عام.
وقال البروفيسور، أليكسي ناستافكين إنهما في حال استيقاظهما “سيبتلعان” مناطق شاسعة، لأن إلبروس، على سبيل المثال، هو أعلى قمة جبلية في أوروبا، ونظرا لموقعه الجغرافي، يبدو أنه يسيطر على المناطق المكتظة بالسكان في شمال القوقاز، والأراضي المجاورة لجنوب روسيا وشمال جورجيا.
وعلاوة على ذلك، فإنه يعد من أحد أكبر مراكز الجليد في القوقاز. وتبلغ مساحة الأنهار الجليدية التي تغطي إلبروس 139 كيلومترا مربعا. ويقدر الحجم الإجمالي للجليد بنحو 6 كيلومترات مكعبة.
سمح تحليل الظروف الجيولوجية والجليدية في الصرح البركاني للأكاديميين الروس بافتراض أن الخطر البركاني في حال ثوران البركانين المذكورين ستضاف إليه أخطار السيول الطينية والفيضانات واسعة النطاق، والتي يمكن أن تسبقها موجة يصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار.
و يمكن لموجة كبيرة تحدث بعد الثوران البركاني أن تجرف مدن كاراشيفسك، تشيركيسك، نيفينوميسك، أرمافير ، كروبوتكين، أوست لابينسك، كراسنودار، تمريوك، والتي تقع في وادي نهر كوبان، وكذلك مدن تيرنيوز، باكسان ، بروخلادني، التي تقع في وادي نهر باكسان وروافده. وستغطي مدن مزدوك وهودرمس وكيزلار وناورسكايا في وادي نهر تيريك.
أوضح البروفيسور أنه من المهم أن نأخذ في الاعتبار أن سدود البحيرات الاصطناعية في مدينة كراسنودار وغيرها من المدن يمكن أن تتحطم بتأثير أعمدة من المياه، ما ينذر بعواقب وخيمة على جنوب روسيا بأكمله.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا