تزداد مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا يوما بعد آخر لاسيما وأن الشعور المناهض للمهاجرين في البلاد يقترب حاليا من نقطة الغليان، تؤججه المخاوف الاقتصادية.
فقد ارتفع معدل البطالة وتزايدت أسعار الأغذية والمساكن، فيما ألقى العديد من الأتراك تفاقم تلك المشكلات على اللاجئين.
وفي هذا السياق نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريرا مطولا تطرقت فيه إلى ملف اللاجئين السوريين في تركيا، حيث قالت إنهم يعيشون في خوف دائم مع تغير المشاعر تجاههم في تركيا.
ووصف سليم سازاك، الباحث الزائر المتخصص في الشؤون الأمنية الدولية بجامعة بيلكنت في أنقرة ومستشار المسؤولين من “حزب الخير” المعارض، وصول العديد من اللاجئين بأنه بمثابة استيعاب “دولة أجنبية تختلف عرقيا وثقافيا ولغويا”.
كما قال “اعتقد الجميع أن الأمر سيكون مؤقتا، لكن الشعب التركي أدلارك في الآونة الأخيرة أن هؤلاء الناس لن يعودوا. لقد فهم الأتراك مؤخرا فقط أنه يتعين عليهم أن يصبحوا جيرانا ومنافسين اقتصاديين وزملاء مع هذه المجموعة من السكان الأجانب”.
وكانت العاصمة التركية أنقرة قد شهدت في أغسطس الماضي تعرض عدة متاجر ومنازل تابعة للسوريين للتخريب والاعتداء إثر مقتل شاب تركي “على أيدي لاجئين”.
وفي أعقاب أعمال العنف المناهضة للاجئين السوريين في منطقة ألتنداغ في أنقرة الشهر الماضي، زار أوميت أوزداغ السياسي اليميني الذي شكل مؤخرا حزبا مناهضا للهجرة المنطقة، وهو يجر حقيبة فارغة قائلا “إن الوقت قد حان للاجئين ليحزموا أمتعتهم”.
وفي وقت سابق، أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المدافع عن سياسة “الأبواب المفتوحة” أمام اللاجئين، بحالة “عدم ارتياح” بين العامة وتعهد بعدم السماح للبلاد بأن تصبح “مستودعا” للاجئين.
جدير بالذكر أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويرى العديد من الخبراء أن هذا الأمر سيكون له ثمن.