آلدار خليل: أي ضرر بحركة الحرية هو ضرر بالقضية الكردستانية

آلدار خليل يعتبر اليوم الذي تأسس فيه البرلمان التركي في 23 نيسان 1923 اليوم الذي تم إقرار الإبادة ضد الكرد بشكل واضح وجلي حيث بالإضافة لما كان هنالك من ممارسات ضد الكرد والشعوب الأخرى من قبل العثمانية ولاحقاً تركيا لكن مع بدايات تأسيس الدولة التركية الحالية شرعن البرلمان المؤسس في التاريخ المذكور الإبادة ضد الكرد بوصفهم حسب الزعم الخطر على تركيا، في نفس التاريخ المذكور ولكن في العام الجاري 2021 كان هناك أول اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي بايدن والتركي أردوغان حيث ظهر بعدها هجوم كبير من قبل تركيا على حركة الحرية الكردستانية وتم التأكيد مرة أخرى على موضوع القادة الثلاث في حزب العمال الكردستاني وأنهم مطلوبين من قبل أمريكا وتركيا، إعادة إنتاج هذه السياسية لها مخاطر كبيرة متعلقة بموضوع حصار الإرادة الكردستانية وحركتها المناضلة من اجل إرادة وحرية الشعب الكردي.

حيث اليوم تريد تركيا وبكل السبل التي تمتلكها في منع أي تطور لأي إرادة كردية في المنطقة، لو تمعنا سنجد الأمر واضح في تاريخها القديم والحالي بشكل واضح، حيث مع تصاعد الأزمة في سوريا سارعت تركيا في زج نفسها في التفاصيل ووصلت إلى تشكيل أجسام شكلية جوفاء من السوريين يضمنون لها التحرك بارتياح في الواقع السوري وبث الفوضى لضمان مصالحها من جهة وبشكل أكبر لمنع تطور أي إرادة كردية في المنطقة من جهة أخرى، خاصة مع ظهور الكرد بوصفهم يقودون مشروع تحول نوعي في المنطقة تساهم فيه كل المكونات، حيث مع فشل المعارضة التي تم التعويل التركي عليها في منع الكرد من التقدم وإنهاء داعش على يد الكرد وحلفاؤهم المهمين من المكونات الأصيلة في المنطقة؛ توجهت تركيا ومن معها من الحلفاء أمريكا والناتو ومن الذين يطبلون لتركيا بوصفها سبيل النجاة للشعوب وللإسلام نحو تركيز الهجمات على مصادر قوة وعزيمة هذا الشعب الكردي وبعد التمحيص والتدقيق وجدوا بأن استهداف حركة الحرية بوصفها تمثل النهج الذي لم ينجر لأي مراهنات ولا تأثيرات أي طرف من الأطراف الدولية ولم تدخل في حساباتهم وكذلك لازمت خط القائد أوجلان في بناء إرادة ديمقراطية حقيقية وتبنت فلسفة الدفاع المشروع والدفاع الذاتي هو الشكل الصحيح لإبادة الكرد حسب فهمهم؛ أضافة لذلك التف الشعب حول هذه الحركة وبات مصدر قوة متبادلة بين الإثنين.

حيث القضاء عليها يكون عبر مشروع ومخطط من خلاله يتم إضعاف ووهن القرار الكردي والإرادة الكردية لذا وجدنا معاً كيف صّعدت تركيا هجماتها ضد الحركة وضد قواتها ما يمكننا التأكيد بأن تركيا وحينما تستهدف أي طرف كردي وتصعد الهجوم عليه فأن ذلك يؤكد صوابية ذلك الطرف وحقيقة نضاله من اجل الحرية والديمقراطية والوقوف ضد مشاريع الإبادة التركية بمختلف مسمياتها وتصنيفاتها.

الواقع الحقيقي الذي لابد للجميع أن يعرفه بإن أي ضرر بحركة الحرية هو ضرر بالقضية الكردستانية وبموضوع حرية الكرد وإرادتهم، حيث انعكاسات هذا الضرر سيكون سلبي على كافة المناح الكردستانية بحكم أن الطرف الذي حتى الآن يمسك بموقفه الثابت والمبدئي ويناضل بشكل ثوري هي حركة الحرية ما يتطلب وجود مواقف فعالة وحقيقية من الجميع حسب هذه الحقائق التي وحينما يجهلها البعض فأنه يحكم على نفسه بالعيش خارج الواقع الكردستاني، حيث يحاول البعض التبرؤ من هذه الحركة ليس من باب الانتماء وإنما من باب كونها طرف كردي يعادي توجهات تركيا وسياساتها ما يمكن وصف ذلك بالخطأ وبالتوجه الغير وجداني، هذا التهرب والتبرؤ لو يقابله دعم لنضال هذه الحركة فأن الدعم ليس بحزبي على الإطلاق وإنما دعم لقضية كردستانية ودعم للإرادة الكردية، الخلط هنا لابد من ألا يكون ولابد من الأطراف التي تحرص على النظر للتهديدات والمخاطر من وجهة نظر تركيا أن تكون جدية ووجدانية في مواقفها الكردية على الأقل وتصحح رؤيتها.

لذا وجدانياً واخلاقياً على الجميع الوقوف ضد سياسات تركيا التي تقترفها بحق أي طرف كردي على الأقل، هذا الوقوف يمكن من خلال رفض وشجب هذه السياسات وما تفعله تركيا ضد الكريلا بالدرجة الأولى والمشاركة في المظاهرات المنددة والاعتصامات التي تفضح تركيا وسياساتها لأنها بالنهاية تعتدي على طرف كردي وهذا الطرف حريص على حماية القرار والهوية الكردستانية ولا يدخل بسجالات وتفاهمات على حساب الشعب الكردي حسب كل المغريات التركية، حيث حجم الهجوم التركي كفيل لأن يدرك كل كردي بصوابية مواقف ومبادئ هذه الحركة، التنديد بهجمات تركيا هنا واجب وطني وأخلاقي ووجداني وليس بتوجه حزبي على الإطلاق لأنه وبدون هذه الحركة وانتصارها ستفقد باكور كردستان قوتها وباشور في خطر الاحتلال والتهديد أكثر فأكثر وروج آفا في خطر الإبادة وروجهلات لن تستطيع الصمود، الوقوف مع هذه الحركة أو على الأقل ضد سياسات تركيا هو خدمة للحقيقة والإنسانية قبل أي شيء ومصلحة الجميع تقتضي في أن تكون حركة الحرية والكريلا منتصرون دوماً وإلا مخاطر الإبادة تلاحق الكرد في كل مكان.

آلدار خليلالكرد