شفيع سعدون
لازلت أتذكّر جيدًا رحلتنا إلى تل برهم برفقة طائر الهدهد، والذي كان يسبقنا إلى البيادر.
ظلّ يراقبنا من بعيد، وهو يتراقص مع السّنابل الحبْلى بحبّات القمح التي لم تعد تحتمل البقاء صامدة أمام الرياح.
نزعت صديقتي غطاء رأسها وأوصتني قبل الدخول إلى القرية أن أذكّرها به ، فهناك الكثير من السّادة المتدينين، وربّما يكون الهدهد رقيباَ علينا.
كانت الريح تعبق برائحة الحنّاء والسّنابل الصفراء، عندما كانت غدائرها تتطاير وتتمايل مع ألحان البيادر.
وبلحظة وصولنا – القرية – اختفى الهدهد، أنا لم أذكرها بغطاء رأسها ابداً…