آلدار خليل: كلّنا أمل في تقرب الإخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بمنطق العقل وتغليب لغة الحوار فوق كل لغة

آلدار خليل

عقود من الزمن والشعب الكردي يناضل من أجل حقوقه المشروعة، النضال ترافق معه سياسات القوى والدول المحتلة لكردستان والمصرة على الدوام في الهجوم والإبادة وبكافة الأشكال والممارسات بما فيها تقسيم الصف الكردي واتباع سياسات التشتيت كما الحال في التقسيم الممارس على كردستان لتطال هذه السياسة الجغرافيا والمجتمع الكردي بكافة تنوعاته السياسية والمجتمعية والثقافية، حيث داخل كل جزء مقسم من كردستان كانت هناك ممارسات تقسيمية أخرى، هذه السياسة ليست بحديثة العهد كما أن نتائجها ليست نتاج سنوات قصيرة، بل تمتد لعقود وسنوات طويلة هدفها تمزيق الكرد في كل شيء حتى في شخصية الفرد الكردي، كانت سياسات التقسيم هذه سبباً في الخلاف الكردي على الدوام وعاملاً أساسياً في منع تحقيق الوحدة الوطنية الكردية.

الآن، وفي المرحلة الحالية وبسبب تطور القضية الكردية والمتغيرات في المنطقة وللضرورة الاستراتيجية هناك محاولات من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي في روجآفا، حيث سبقت هذه المرحلة جهود كردية بهدف عقد المؤتمر الوطني الكردستاني عام 2013 وكذلك مساعٍ جادة من أجل وحدة الصف الكردي في روجآفا في تلك الفترة، إضافة لذلك بقيت المحاولات من القوى الكردستانية قائمة لتحقيق هدف الوحدة بشكل عام، لكن رغم ذلك التاريخ الكردي لا يخلو من المحاولات المستمرة والمستميتة من القوى المقسمة والمجزئة للكرد في تطوير الخلافات؛ حيث التاريخ الكردي لا يزال يشهد على سعي القوى المحتلة لكردستان لتطوير هذه المحاولات بمجرد شعورها بالفشل حيث تعمد إلى تطوير الخلاف الكردي – الكردي لاستثماره والاستفادة منه لصالحها، وكل أجزاء كردستان ذاقت هذه السياسات دون تمييز.

ما يستحق التقدير في هذه المرحلة هو الأصوات المتعالية من أجل وحدة الكرد لأنها أقوى وأكثر من تلك التي تسعى لتأجيج الفتن والخلافات، وهذا التطور هو تطور تاريخي وإيجابي لكن مع الأسف وبالتزامن مع هذه المواقف نسمع اليوم أخباراً غير سارة خاصة من باشور كردستان حيث هناك بوادر صِدام كردي – كردي على وجه الخصوص بين الحركات المعروفة على المستوى الكردستاني، بالطبع هذه التطورات لا تريح أي طرف من الذين يناضلون ويجتهدون من أجل وحدة الكرد، هذه الأخبار تأتي في وقت حساس ومهم، حيث تطور القوى الكردية في روجآفا مشروع حوار كردي هدفه توحيد الموقف والرؤية الكردية في روجآفا، ودون شك لا تريد أي قوة كردستانية أن يحدث هكذا خلافات في الوقت ذاته الذي تسعى فيه لوحدة الصف وتؤمن به كحل لتقوية الصف الكردي.

ما حدث في زيني ورتي في نيسان من العام الجاري كان مقلقاً، بعدها تطورت مخاوف الحرب الداخلية بين القوى الكردستانية أيضاً مع الاتفاق التي تم بين بغداد وهولير حول شنكال، لاحقاً نجد تطورات في مناطق بهدينان وبشكل خاص في جبال كاري. نتابع ونسمع بأن هناك احتمالات لصدام مسلح وهذا ما يثير القلق في الوقت الذي تشن فيها الدولة التركية حملة ممنهجة وحرب قوية ضد قوات الكريلا – الثوار الكرد الذين يناضلون نضالاً تاريخياً ضد الدولة التركية التي تريد إبادة الشعب الكردي دون تمييز، وإبادة الكرد من أهم الأهداف التي تراود أردوغان إضافة لحملته المستهدفة للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي والساعية لإبادة كل الشعوب التي تناهض سياساته.

يجب أن يكون الكرد على اختلافاتهم موحدين وداعمين للمواقف التي تناضل اليوم ضد أردوغان وسياساته وعدم منحه أية فرصة يستغلها ويستفيد منها في تحقيق أهدافه ضد شعبنا وتطوير الخلافات بين الحركات الكردستانية وجرهم نحو الصدام المسلح، أي ضرر على الحركة الكردستانية هو ضرر لجميع الكرد، إن إلحاق الضرر بالحركة الكردستانية لن يكون باباً لأن يحصل البعض الآخر من خلاله على تقدير من عدو الكرد، إن كان هناك من يخطئ هذا التقدير الآن أو أنه خارج دائرة الاستهداف التركي فهو واهم؛ لأن الهدف التركي استخدامهم ضد الثوار والمناضلين الكرد ليس إلا.

وكلنا أمل في تقرب الإخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بمنطق العقل وتغليب لغة الحوار فوق كل لغة، وإلا سيصبح سبباً لأي اقتتال داخلي، إن حصل سيحدث جرحاً عميقاً لدى عموم الكرد، سيُضاف إلى كل الآلام التي حدثت في تاريخ شعبنا الكردستاني.

نقلا عن روناهي