اليهود الكورد في إسرائيل وحنين الى كوردستان

 

 

 

 

 

 

تحدثت وسائل الإعلام العربية و العالمية خلال الفترة الماضية عن العلاقات بين كوردستان و إسرائيل، خصوصا بعد قيام الكورد بتصدير النفط من كوردستان إلى ميناء جيهان التركي، مطلقين إدعاءات و أحكام بعيدة عن الواقع ، دون مراعاة العلاقات التاريخية التي تجمع بين اليهود الكورد في إسرائيل و كوردستان.

و يعود اصل اليهود الكورد الى عهد الامبراطورية الاشورية التي دام حكمها ثلاثة قرون كاملة منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد وذلك في اعقاب عدة حملات قام بها الملك سرجون الاشوري على فلسطين ونقل معه من الاسرى اليهود ما قدر بحوالي عشرة الاف يهودي تم اسكانهم في المنطقة الكوردية بالشمال العراقي ذلك طبقا لسياسة الامبراطورية الاشورية في تشتيت الاسرى الواقعين تحت سيطرتها الى عدة مناطق نائية خوفا من امكانية عودتهم الى المناطق التي نزحوا منها.

وقد حافظ اليهود على وجودهم في المنطقة على مر العصور ولم يتعرضوا الى النفي او الاضطهاد او الهجرة ويمكن القول بأن المنطقة الكوردية كانت اول مستقر لليهود بالعراق، حيث قاموا في تلك الفترة ببناء قرى لهم في المناطق التي انتشروا فيها كـ(آميدي، آكري، دهوك، زيبار، و زاخو).

واستمر تواجد اليهود في كوردستان حتى عام 1950 عندما اصدرت الحكومة العراقية انذاك قرارها التعسفي باسقاط الجنسية العراقية عن جميع العراقيين اليهود ابان تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم يتبقى منهم الا عوائل قليلة جدا ابت ترك الجنائن التي كانت تعيش فيها في ربوع كوردستان.

و وصل عدد اليهود في العراق سنة 1947 إلى 22618 نسمة موزعين على الشكل التالي:

أربيل: 3109

كركوك: 4024

السليمانية: 2271

ديالى: 2851

الموصل: 10345

و بدأت الهجرة الفعلية لليهود الكورد من كوردستان إلى إسرائيل منذ 60 عاما، و كانت تلك الفترة كفيلة بأن ينسى معظم اليهود الكورد اللغة الكوردية، و أشار حاخام يهودي كوردي يدعى زكريا براشي بلغة كوردية مكسّرة خلال برنامج تلفزيوني بث على أحدى القنوات الكوردية، إلى أنه لم يتحدث باللغة الكوردية منذ 75 عاما، معبرا عن سعادته بالتحدث باللغة الكوردية.

الحاخام زكريا الذي ولد في آميدي سنة 1900 و هاجر إلى إسرائيل عام 1926، تحدث عن طبيعية الحياة الإجتماعية في آميدي و القرى التابعة لها، و عن التعايش السلمي بين المسلمين و اليهود الكورد في آميدي ، وقال : ’كان محمد آغا الآميدي يحترمنا و يوصي أهالي قرية (براشي) بحسن معاملة اليهود’، ناقلا على لسانه ، محمد آغا قوله: ’هؤلاء يهودنا’.

من الواضح أن عددا من اليهود الكورد يقومون بنشاطات تاريخية، فنية، و فلكلورية كوردية في مدن إسرائيل ، و منهم كاتب يعود أصله إلى زاخو كان يقوم بإعداد دراسات تاريخية عن الكورد، و يمتلك العديد من المعلومات التاريخية المهمة ، حيث قال: ’الكورد شعب يتحدث باللغة الكورمانجية ، التي تشمل عددا من اللهجات المحلية ’.

يوسف زاخويي الكوردي اليهودي و عمره 60 سنة، يقوم بتعليم الدبكات الشعبية الكوردية في إسرائيل، و قال بحماسة : ’ أقوم بجمع الشباب كل يوم ثلاثاء ، و أدربهم على الدبكات الشعبية الكوردية’.

شاب آخر من عشيرة هركي، افتتح متحفا للفلكلور الكوردي في إسرائيل، و طالب حكومة الإقليم بإرسال نماذج من الزي الفلكلوري الكوردي لمتحفه .

مطربة كوردية يهودية، أصرت على تعلم اللغة الكوردية عن طريق بعض الشباب الكورد، من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، و تدربت على أداء الأغاني الفلكلورية الكوردية.

عن باسنيوز