صدر عن دار نون للنشر – الإمارات، رواية خوف بلا أسنان لـلروائي الكردي حليم يوسف
ترجمها عن الكردية: فواز عبدي
كلمة الغلاف
«إذا صادف أحدُكم الخوفَ يوماً، فليسأله عن مسقط رأسه، أين وُلِد؟
سيجيبكم أنه ولد في المربع الذي يوصل بين سوريا، تركيا، إيران، والعراق.
فليذهب الباحث الذي يرغب في أن يعرف الخوف ويتعرف إليه عن قرب إلى تلك الحدود، حيث ولد الخوف، كبر وشاخَ. لقد ولدتُ في بلاد تشرق الشمس فيها بخوف، كما أنها تنسحب مذعورة باتجاه الغروب. بخوف يتناول الناس فطورهم صباحاً، ليبدؤوا حياتهم اليومية. يخافون من كل شيء ويتعبون. يرتدون ملابسهم بخوف، وفي الليل يسيطر الخوف على أحلامهم فيجفلون مبتعدين عن فراشهم، يشربون بعض الماء، يذكرون الله ويحمدونه على أنّ ما رأوه مجرد أحلام، وينامون بخوف. وحين يستيقظون في اليوم التالي يكون الخوف بانتظارهم.»
إن هذه الرواية لا تتحدث عن بلاد يتحكم الخوف بمفاصل الحياة فيها فحسب، بل عن انهيار هذا الخوف أيضاً، في يوم مسروق من تاريخ أصم، هو الثاني عشر من آذار ألفين وأربعة. ومن خلال تداخل مصائر شخوص يتشابهون في ملامحهم المألوفة ويختلفون في مصائرهم الغريبة.
إنها رواية تتحدث عن بقعة منسية من عالم أعمى، وعن بدء التشقق في جدار الخوف الذي يلف هذا العالم، المطل على تواريخ نجهلها وعلى خرائط جديدة تطل برأسها من بين الألغام. كل ذلك من خلال خيوط تتشابك في نسيج روائي محكم البناء.
من الرواية
كان يرغب في أن يشعر أن هذا البلد بلده، في أن يشعر بالألم والأسى كغيره من الذين يهاجرون أوطانهم، لكنه لم يستطع. لم يشعر بأنه وطنه وأنه سيتركه، بل يشعر به قطعة حديد مربعة الشكل تضيق حلقتها على عنقه، وأن هذا اليوم هو يوم الخلاص، يوم الحرية، إضافة إلى ذلك فقد كان الأسى يلوك صدره. انتابه مزيج من مشاعر مختلفة. ضغط عليه البول، إنه يريد أن يدير ظهره لهذا البلد الغريب، وألاّ يعود إليه إلى أبد الآبدين، لكنه قبل هذه الرحلة التي لا عودة بعدها، يريد أن يبول على هذه الأرض مقابل تمثال الرئيس الخالد. لكنه يعود ويناجي نفسه: لكن، ما ذنب هذه الأرض، وما ذنب هذا البلد المسكين أصب عليهما اللعنات؟!
المؤلف حليم يوسف:
كاتب سوري من مواليد عاموده، يكتب باللغتين العربية والكردية، درس الحقوق في جامعة حلب، ويعيش منذ العام 2000 في ألمانيا. صدر له حتى الآن الكتب التالية: الرجل الحامل (قصص(1991 – نساء الطوابق العليا قصص1995 – موتى لا ينامون قصص 1996، سوبارتو رواية 1999، مم بلا زين قصص 2003 خوف بلا أسنان (بالكردية) رواية (2006) – عندما تعطش الأسماك رواية 2008 – آوسلاندر بيك قصص (2011).
المترجم فواز عبدي:
كاتب ومترجم كردي من مدينة القامشلي- سوريا، تخرج من قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، عام 1990، عمل مدرساً ومعلماً في مدارس محافظة الحسكة. صدرت له مجموعة قصصية بالكردية بعنوان (النؤوم) عام 1992. ترجم عدداً من الأعمال الأدبية الكردية إلى العربية. عمل في فرقة خلات الكردية ممثلاً ومعداً ومترجماً للنصوص المسرحية. يدير حالياً فرع القامشلي لاتحاد الكتاب الكرد في سوريا.