ميركل تتعرض لانتقادات بسبب استمرار قيود كورونا

 

تواجه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انتقادات كبيرة حتى من داخل حزبها، بسبب استمرار إجراءات احتواء جائحة كورونا، إذ تتعالى الدعوات إلى رفع ألمانيا للقيود وعودة الحياة لطبيعتها.

رغم الإشادة الكبيرة بالسياسة الألمانية في معالجة أزمة فيروس كورونا المستجد، وتسجيل البلاد لأدنى نسبة وفيات من مجموع الإصابات قياساً لعدد من جيرانها، إلّا أن بعض الاعتراضات على سياسة المستشارة أنغيلا ميركل المتعلّقة بالوباء بدأت تظهر، حتى داخل صفوف حزبها، بسبب استمرار فرض العديد من القيود على الحياة العامة.

وحذر فولفغانغ شويبله رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ)، وهو شخصية سياسية معروفة من حزب ميركل، من تمديد القيود على الحقوق الأساسية للمواطنين، إذ قال لصحيفة “تاغس شبيغل” البرلينية: “عندما أسمع بأن حماية الأرواح أولوية فوق أي اعتبار آخر أرى أن هذا الموقف المطلق غير مبرر”.

كما يعارض أرمين لاشيت المرشح لخلافة ميركل ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، بشدة نهج المستشارة منذ أيام، إذ طالب أكثر من مرة بالتسريع في رفع العزل. وصرح لاشيت لقناة “ARD”: “بالطبع نتحدث هنا عن حياة أو موت لكن علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار أضرار العزل على الأولاد الذين يلازمون منازلهم منذ ستة أسابيع”، منتقداً كذلك التوقعات الشديدة التشاؤم لعلماء الأوبئة التي تصغي ميركل لتوصياتهم.

ودخلت بعض أحزاب المعارضة على الخط، إذ صرّح سيباستيان منزنماير، المسؤول في حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وهو حزب يميني شعبوي: “كان من الممكن تفادي العزل المعمم والآن نجهل كيفية الخروج منه”، مضيفاً: “يجب إعادة فتح كافة المتاجر لا بد من استعادة السكان حريتهم!”.

وأعلن زعيم الحزب الديموقراطي الحر (الليبرالي)، كريستيان ليندنر عن “نهاية الوحدة الوطنية الكبرى” حول فيروس كورونا. كما انتقد حزبه القيود التي تفرضها السلطات على حرية الأفراد، معرباً عن قلقه للآثار الاقتصادية على الشركات المتوسطة والصغيرة.

وكان عدد من الأشخاص قد تجمعوا يوم السبت الماضي في برلين، بدعوة من أحزاب يسارية ويمينية متشددة، للدعوة إلى “المقاومة الديموقراطية” لدولة “متسلطة بذريعة العزل”، حسب توصيفاتهم. وقد اعتقلت الشرطة حوالى مئة شخص لكن يُتوقع تنظيم تظاهرة جديدة في الأول من أيار/مايو.

ويصل عدد الإصابات الإجمالي بكورونا في ألمانيا إلى حوالي 156 ألفاً، و5750 حالة وفاة، حسب آخر الأرقام التي قدمها معهد روبرت كوخ، التابع لوزارة الصحة الفيدرالية.

وكانت ألمانيا قد شرعت منذ 20 أبريل/نيسان في تخفيف القيود على الحياة العامة وسمحت باستئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية. وشهدت شعبية ميركل ارتفاعاً ملحوظاً في الأسابيع الماضيةبعد نجاح البلاد في السيطرة على تفشي الفيروس.

 

المصدر: DW

 

ألمانياأنغيلا ميركلكورونا