أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 22 نيسان (أبريل) عن “توقف” منح بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد) لمدة ستين يوما، في خطوة تثير جدلا وتهدف، على حد قوله، إلى حماية الوظائف في البلاد، وذلك في مواجهة ارتفاع معدلات البطالة الكبير في الولايات المتحدة،
وعرض ترامب التفاصيل الأولى لإعلانه مساء الإثنين عن هذه الإجراءات، لقاعدته المحافظة بينما تشهد البلاد انتشارا وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 43 ألف شخص.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض إن “وقف الهجرة مؤقتا سيضع الأميركيين العاطلين عن العمل في الخط الأمامي للوظائف” حين يعاد فتح الاقتصاد الأميركي، مضيفاً “علينا إيلاء الأولوية للعامل الأميركي”.
وأضاف أنّ “هذا التعليق سيسري لمدّة 60 يوماً” قابلة للتمديد أو للتغيير “بناء على الظروف الاقتصادية في حينه”.
وأكد الرئيس الأميركي أن هذا الإجراء “سيطبق فقط على الأفراد الذي يسعون للحصول على إقامة دائمة، بعبارة أخرى الذين يريدون تصاريح إقامة دائمة (غرين كارد)”. وأضاف أن “ذلك لا ينطبق على الذين يدخلون على أساس موقت”.
وشدد رجل الأعمال النيويوركي على أنه “سيكون من الظلم أن تحل محل الأميركيين يد عاملة قادمة من الخارج”. وذلك قبل ستة أشهر من إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويواجه أول اقتصاد في العالم أرقاما كان لا يمكن تصورها قبل اسابيع فقط. فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل فيها 22 مليون شخص.
وتفيد أرقام رسمية أن الحكومة الأميركية أصدرت 577 ألف بطاقة إقامة دائمة في السنة المالية 2019.
وبلغ عدد التأشيرات الموقتة 462 بطاقة، وهو تراجع كبير عن 617 ألفا منحت في 2016 خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
“تشتيت الانتباه”
للحد من الانتشار فيروس كورونا المستجد، فرض ترامب، في كانون الثاني/يناير، حظراً على السفر من الصين إلى الولايات المتّحدة، وفي منتصف آذار/مارس فرض قيوداً على السفر من غالبية الدول الأوروبية إلى الولايات المتّحدة.
وكان ترامب أعلن في تغريدة مساء الإثنين أنه “في ضوء هجوم العدو الخفيّ، وفي ظلّ الحاجة إلى حماية وظائف مواطنينا الأميركيين العظماء، سأوقّع على أمر تنفيذي لتعليق الهجرة مؤقتاً إلى الولايات المتحدة”.
واثارت التغريدة الرئاسية ردود فعل حادة من قبل خصوم ترامب الذين يتهمونه باتسخدام الوباء للترويج لخطه المتشدد حول الهجرة.
فقبيل تصريحات ترامب الثلاثاء، انتقد النائب عن ولاية تكساس يواكين كاسترو في تغريدة على تويتر ما اعتبره “محاولة لتشتيت الانتباه عن فشل ترامب في وقف انتشار فيروس كورونا المستجد التاجي وإنقاذ الأرواح”.
واتهم كاسترو ترامب بـالقيام “بخطوة أقرب إلى التسلط للاستفادة من الأزمة وتعزيز برنامجه المعادي للمهاجرين”.
وكانت المحكمة العليا حققت في الشهر الأخيرة لإدارة ترامب انتصارات في عدد من القضايا المتعلقة بالحد من الهجرة.
وكانت المحكمة العليا للحكومة الفيدرالية قامت قبل شهر بالإبقاء على سياسة لإعادة أكثر من ستين ألف طالب لجوء إلى المكسيك.
وما يدل على أن أغراض ترامب انتخابية، تأكيده في تغريدات عدة الثلاثاء على شعبيته وفوزه في 2016. فقد كتب “من غير المعقول أنني اصبحت رئيسا للولايات المتحدة مع وسائل إعلام فاسدة وغير نزيهة إلى هذا الحد تهاجمني ليلا نهارا”.
وأضاف “إما أنني رجل جيد جدا وبالتأكيد أفضل مما تريد الأخبار الكاذبة الاعتراف به أو أنها لا تملك السلطة التي كنا نعتقد” أنها تتمتع بها.
المصدر: فرانس برس