بدأت دول أوروبية تدريجيا بإجراءات تخفيف الحجر الصحي التي فرضتها لاحتواء انتشار وباء كورونا بعد أن سجلت تراجعا على مستوى المصابين بالفيروس الذين أدخلوا غرف العناية المركزة. وتستعد ألمانيا لفتح محلاتها التجارية قريبا، وعاد نصف التلاميذ إلى المدارس في الدنمارك، وفتحت بعض المحلات الإيطالية في حين بدأت إسبانيا تستعد لرفع تدريجي للحجر، وهو ما تعتزم القيام به فرنسا انطلاقا من 11 مايو/أيار القادم.
بعد تسجيل تراجع ملحوظ في الخطوط البيانية لتطور الإصابات والوفيات بسبب “كوفيد-19″، تخفف أوروبا تدريجيا القيود التي تفرضها في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد الذي لا يزال يحصد أرواحا في جميع أنحاء العالم.
وتفيد آخر حصيلة أن الوباء أسفر عن وفاة أكثر من 131 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
تباطؤ في أعداد المصابين في العناية المركزة
وبدأت دول عدة لاحظت تراجعا في خطوطها البيانية مثل تباطؤ عدد الذين أدخلوا إلى العناية المركزة والمستشفيات، وضع خططها لإنهاء إجراءات العزل وحتى قام بعضها بتخفيف عدد من هذه التدابير.
وستكشف سويسرا خطتها الخميس، اليوم الذي تفرض فيه بولندا وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة وتعيد بعض المحلات التجارية فتح أبوابها في ليتوانيا.
وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محلاتها التجارية قريبا، واعتبارا من الرابع من أيار/مايو، سيأتي دور المدارس.
أول انخفاض
عاد حوالى نصف التلاميذ في الدانمارك إلى مدارسهم الأربعاء بعد إغلاق استمر شهرا. كما أعادت النمسا فتح محلاتها التجارية الصغيرة غير الأساسية الثلاثاء.
إيطاليا وإسبانيا
وأعادت إيطاليا، الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم والتي بلغ عدد الوفيات فيها 21 ألفا و645، فتح بعض هذه المحلات.
وبدأت الحكومة الإسبانية الحديث فقط عن رفع تدريجي لإجراءات عزل تعد من الأكثر صرامة في أوروبا، وسيتم تمديدها حتى الخامس والعشرين من نيسان/أبريل مع إمكانية تخفيفها. وفي إسبانيا حيث بلغ عدد الوفيات 18 ألفا و579، وحدهم البالغون يمكنهم الخروج للتوجه إلى السوبرماركت أو الصيدليات أو لنزهة الكلب.
بريطانيا
وستعلن بريطانيا (12 ألفا و868 وفاة) الخميس تمديد إجراءات الحجر على الأرجح. وتحت صدمة أعداد الوفيات اليومية الكبيرة، يتمسك سكان هذا البلد بأي خبر سار مثل شفاء جدة تبلغ من العمر 106 أعوام أو مبادرة محارب سابق.
فقد تمكن توم مور (99 عاما) بعد ظهر الأربعاء من جمع سبعة ملايين جنيه إسترليني (ثمانية ملايين يورو) للطواقم الطبية المعالجة بإطلاقه تحدي اجتياز حديقته في بيدفوردشير (وسط) بجهاز المساعدة على المشي.
فرنسا
ويبدو أن الوضع في فرنسا، حيث توفي 17 ألفا و167 شخصا بالفيروس بينما تعد البلاد خطتها لرفع إجراءات العزل تدريجيا اعتبارا من 11 أيار/مايو، يسير في الاتجاه الصحيح مع تراجع عدد الذين أدخلوا إلى المستشفيات للمرة الأولى منذ بداية الوباء. وقال مساعد وزير الصحة الفرنسي جيروم سالومون “إنه الانخفاض الأول ويجب أن نرحب به”. لكن منظمات غير حكومية تحدثت عن “شروط صحية أسوأ من جنوب السودان” في ضواحي العاصمة الفرنسية.
قالت الرومانية ليفيا كوفاسي باكية إن “الدولة لا تفكر فينا وتتركنا نموت هنا”، معتبرة أن “الأقوياء نشروا الفيروس لقتل اللفقراء”. وهي واحدة من حوالى مئتي شخص يعيشون منذ ما قبل انتشار الوباء في مخيم في ضاحية سان ديني تنتشر فيه جيف جرذان نافقة وسط النفايات.
وبينما تتحدث أوروبا والولايات المتحدة عن تخفيف العزل، ما زالت دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث توفي 21 مصابا بالفيروس، في حالة تأهب. وفي الواقع تخشى السلطات الكونغولية “الأسوأ” في كينشاسا اعتبارا من مطلع أيار/مايو عندما “يدخل الوباء في مرحلة تسارع”.
وقد أغلقت المدارس وأماكن العبادة، وكذلك الحانات والملاهي الليلية، لكن الأسواق البلدية تبقى مفتوحة وتكتظ بالبائعين والزبائن بدون مراعاة قواعد الإبقاء على مسافة بينهم.
ولمساعدة الدول الأكثر فقرا التي ضربها الوباء وخصوصا في أفريقيا، اتخذت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الأربعاء قرارا “تاريخيا” بتعليق تسديد هذه البلدان للديون لعام واحد.
وجاءت هذه الخطوة في وقت مناسب بعدما اتخذ الرئيس الأمريكي قرارا تاريخيا بتعليق تمويل الولايات المتحدة، وهو الأكبر، في منظمة الصحة العالمية التي اتهمها “بسوء الإدارة” في هذه الأزمة وبالانحياز للصين.
ولقي القرار إدانة واسعة في العديد من دول العالم، من الاتحاد الأوروبي إلى الصين مرورا بروسيا وفرنسا وإيران والاتحاد الأفريقي.
المصدر: AFP