ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السوريون بلبنان للمضايقات، لكنّها تكتسب هذه الأيام، ثقلاً إضافياً، نظراً للتوتر في البلاد، وخاصة، بعد احتجاز مسلحين متشددين، لجنود لبنانيين، وإعدامهم اثنين منهم.
اللغة عربية
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً عديدة تظهر انتهاكات بحق سوريين في لبنان، لاقت اعتراضاً شديداً من عشرات الناشطين بالبلدين. تقول الطالبة السورية كندة ابنة الـ23 عاماً لراديو روزنة، إن تعاطي اللبنانيين مع السوريين، يوصف بالمهزلة، وهو أمر لا إنساني، كما حصل مؤخراً، من نشر الملصقات التي تطالب السوريين بالمغادرة. تضيف الشابة:” هناك من قال إن السوريين ولّدوا هذا الانطباع، الحكومات بالمقابل لم تفعل شيئاً سواء في دمشق أو بيروت، والجمعيات التي كان يفترض بها أن تنظم الوجود السوري وتقوم باحتوائه، لم تفعل شيئاً، ولم يُعرف أين ذهب التمويل المخصص لها ولأنشطتها”.وتعتبر كندة ابنة الساحل، أن ما حصل كان متوقعاً، ولكن جاء بطريقة قاسية جداً، ومن تعرض لهذه الإهانة لم يكن له ذنب، مشيرة إلى أن الحلول يفترض أن تخرج من الحكومتين معاً، ولا يجب ترك القصة تتفاقم.
تأتي هذه الممارسات بحق بعض السوريين في لبنان، فيما اكتفى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام باستنكار ما حصل، أما إعلام النظام السوري وحكومته، فغابا تماماً عن الحدث. الطالبة روان، ترى أن الحل عند الحكومة اللبنانية، ولا بد من جملة قوانين وأحكام ضد اللبنانيين، الذين يعتدون على السوريين أو أصحاب أي جنسية أخرى، موضحة أن السلطة بدمشق، لا تستطيع فعل أي شئ، ما دام هذا لم يحدث على أرضها. ولا يطالب الباحث الاقتصادي مجد السلطة السورية، بأي تحرك، لأنها بالأصل أحد مسببات نزوح وخروج السوريين، وإن تعاملت معهم، فسيكون بطريقة استبدادية كما حصل في الانتخابات، حسب رأيه. يرى مجد ابن السويداء، أن المطلوب حيال الأمر، هو من الأحزاب السورية والمنظمات المعنية بالمجتمع المدني، والأحزاب اللبنانية، خاصة أن سلطة الدولة في بيروت ضعيفة. مضيفاً، أن هناك جمعيات تعمل على مكافحة مظاهر العنصرية بشكل جميل جداً، وهو ما يجب العمل والتركيز عليه .
بعيداً عن السلطات في البلدين، كان الحراك المدني غائباً، عما جرى من اعتداءات على عدد من السوريين في لبنان، بينما تلعب آلة الإعلام هناك، دوراً تحريضياً بحسب رأي البعض. هنا يتحدث الطبيب نائل ذو ال29 عاماً والمقيم بدمشق، موجهاً أصابع المسؤولية، تجاه المجموعات المدنية السورية في لبنان. ويضيف :” لا يعرفون بعضهم ولا يدركون ما يتوجب عمله، ويعتقدون أن دورهم هو في البيانات والنداءات ومطالبة الدولة، لكن المزيد من النداءات ومطالبة الدولة، يفاقم المشكلة بدلاً من أن يحلها”. أما الناشط المدني يامن، فيعتبر أن الإعلام اللبناني يتحمل مسؤولية كبيرة، فهو يلعب دوراً بالتحريض ومرتهن لقرارات الأحزاب السياسية، وغير بعيد عن تجاذباتها، حيث يعمل القادة على استغلال مسألة اللاجئين كلٌّ لصالحه، على حد تعبيره. مضيفاً:” في المقابل تذهب الصحف والجرائد إلى تسفيه الحالة التي تحدث، وأن هؤلاء المواطنين الذين يتعرضون للسوريين، يقومون بردة فعل يجب احتواؤها” .
نقلاً عن راديو روزنة