بقلم : ماجدة داري
منذ أن وطئ الإنسان الأرض، ومنذ أن وطد سلطته قتل أخاه وبكى عليه بدموع زرقاء ودفنه ببرودة ومضى يعيث في الأرض الفساد.
الجشع هو أبرز سماته، و من هنا تولدت اللغة عن مفردات تكاد تكون مترادفة جشع طمع بطش نهش وحش… لم يكن لاحما فقط ولا نباتيا، بدأ بكل شيء قطع الأشجار وأحرقها وحفر في الأرض انفاقا يبحث عن الطاقة وعن الذهب وارتاد الفضاء لمزيد من السيطرة، قتل حيوانات البرية، أباد شعوبا وأشعل في العالم حروبا وصنع لنفسه آلهة وكتب مقدَّسة وحوّل كل شيء ليشبع به نهمه ولم يعبأ بالتخمة ولا بإفقار أفراد وشعوب وأمم ولا بتشريدها، ابتكر أمراضا وأوبئة واكتشف لكل منها عقاقير وأدوية.. كل شيء للبيع.. حتى أعضاء البشر تحولت إلى قطع تبديل تباع و تشترى في سوبر ماركات البقاء على حساب الإنسان المسكين، لوث الكوكب الأخضر الجميل بقمامته و فضلاته الكريهة، حرق الكوكب بنيران مصانعه وأعمى الأبصار وخنق الصدور بأدخنته.
عنوان بسيط و كبير هو “الجشع” الذي يمكننا إطلاقه على هذا الفيديو.. إنه الثقب الأسود الذي لن يتوقف عن ابتلاع الإنسان الجشع فقط و إنما هناك ملايين الثقوب السوداء والتي ستبتلع الكوكب برمته..
الطمع يقود العالم نحو الهاوية
الحب سيستسلم في النهاية والأمل أيضا
لا نور نبصره في نهاية النفق
فالعالم قاعة سوداء
أيها الإنسان الطيب وداعا
فمكانك ليس هنا
و المرافئ لا قوارب فيها لنغادر.. لنبحر نحو عالم نقي
المطارات مقصوصة أجنحتها طائراتها..
لا أشرعة للسفن
و نحن فقدنا أجنحة للتحليق في رحاب سماءنا
هناك من يصر على نتف آخر ريشة من أجنحتنا المهيضة..
انطلقوا نحو عالم مفتوح
عالم أبيض
قاعة بيضاء
ارسموا على قلوبكم
ثقوبا بيضاء
ادخلوها آمنين…