يسود اعتقاد خاطئ بين بعض متبعي الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، والتي تعد حمية الـ”كيتو” من أشهرها، وهو أنه باستغنائهم عن تناول أطعمة مثل الخبز والمعكرونة والأرز أصبح لديهم حماية ضد أمراض اللثة وتسوس الأسنان.
ولكن، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، فقد حث أطباء الأسنان أولئك الذين يتبعون الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، على ضرورة الاستمرار في تنظيف أسنانهم باستخدام الفرشاة، حتى إذا كانوا يتناولون كميات أقل من السكر. وأنه بغض النظر عن ما يتم تناوله من أطعمة، فإنه في حالة عدم استخدام الفرشاة، سوف تتراكم طبقة رقيقة من بقايا الطعام على الأسنان والتي يمكن أن تسبب أمراض اللثة، وما يسمى برائحة “تنفس الكيتو”.
وقالت الجمعية البريطانية لطب الأسنان: إنه من الناحية النظرية، ربما يكون هناك انخفاض في خطر تسوس الأسنان، ولكن صحة الفم الجيدة تتطلب أيضاً اتباع نظام غذائي متوازن.
وأضافت الجمعية أن “النصيحة هي، بغض النظر عن هذا النظام الغذائي أو غيره، هي تنظيف الأسنان مرتين في اليوم، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، بما في ذلك آخر تنظيف يتم في الليل”.
مخاطر طبقة البلاك
يتضمن النظام الغذائي “كيتو” تناول الأطعمة عالية الدهون، مثل المكسرات والبذور والفواكه والخضراوات، والأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات. أما نظام “كارنيفوري” الغذائي فيعتمد على الصيام عن الكربوهيدرات والتركيز على تناول اللحوم والأسماك والبيض وبعض منتجات الألبان. ومن هذا المنطلق اعتقد البعض أن مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان تقل بين من يتبعون هذه الحميات الغذائية لأنهم يقومون بالإقلال أو الامتناع عن تناول الكربوهيدرات، ونظراً لأن الكربوهيدرات تتحول إلى سكريات في الفم، لذا فإن غيابها يحمي الأسنان.
ولكن يدحض المستشار العلمي لرابطة أطباء الأسنان البريطانية، بروفيسور دامين ولمسلي، تلك النظرية قائلاً: إن طبقة البلاك عبارة عن غشاء حيوي لزج يتطور على الأسنان نتيجة للبكتيريا، التي تعيش بشكل طبيعي في الفم. ويجب إزالتها عن طريق تنظيف الأسنان بانتظام، مرتين في اليوم باستخدام معجون أسنان بالفلورايد، وإلا سيصاب الشخص بأمراض اللثة، بصرف النظر عن الحمية الغذائية التي يتبعها.
مزاعم ترجع لعام 1939
يقول بعض أتباع الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات إن معتقداتهم تستند إلى كتاب صدر في عام 1939، بعنوان: “التغذية والاضمحلال البدني”، من تأليف دكتور ويستون برايس، وهو طبيب أسنان في كليفلاند ومؤسس معهد الأبحاث القومي لطب الأسنان في لندن. وتوفي في عام 1948.
الأطعمة تصنع فارقاً
وينقل متبعو حمية كيتو عن دكتور برايس قوله إنه سافر إلى أنحاء مختلفة حول العالم في إطار دراسة تحليلية حول نظافة الفم. وقام دكتور برايس بمعاينة وفحص 14 مجموعة من أماكن متباعدة، منها قرى منعزلة في سويسرا، والمجتمعات الغيلية في هيبريديس الخارجية والاسكيمو، وتوصل إلى سبب وجود القليل من التجاويف والأسنان المستقيمة بشكل طبيعي، هو أن الوجبات الغذائية في تلك المناطق كانت مختلفة عن تلك الموجودة في المجتمعات الغربية.
ويفسر بعض من يتبعون حمية الكيتو ما ذكره دكتور برايس بأن الوجبات الغذائية للمجموعات، التي قامها بفحصها كانت تتناول نسباً مرتفعة تقليدياً من اللحوم ومنخفضة الكربوهيدرات.
الكالسيوم كلمة السر
لكن هذا ليس هو الحال، وفقاً لسالي فالون موريل، رئيسة مؤسسة ويستون برايس، التي صرحت لـ”ديلي ميل”: “إن تناول اللحوم ليس هو العامل الأساسي لأسنان جيدة. فقد كان هناك تنوع واختلاف في الوجبات الغذائية، حيث كان هناك بعض الكربوهيدرات والحبوب”.
وأضافت موريل: “كان الإسكيمو من أكلة اللحوم بالتأكيد. لكن الوجبات الغذائية في أستراليا كانت تشتمل على مجموعة كبيرة من النباتات، بما في ذلك الحبوب والبقوليات. أما النظام الغذائي في سويسرا، حيث كان لكل فرد أسنان مستقيمة، ولم يكن لدى أي شخص تسوس، فقد كان النظام الغذائي يعتمد على العجين المخمر والحليب والجبن والعصيدة”.
وأشارت موريل إلى أن اقتصار التغذية على أكل اللحوم فقط لا يكفل حماية من تسوس الأسنان. يحتاج الإنسان إلى تناول منتجات الألبان والدهون واللحوم والأطعمة البحرية ومنتجات الألبان، حيث إن اللحوم لا تعد مصدراً جيداً للكالسيوم.