قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي في حديثه لإذاعة صوت أمريكا إن الولايات المتحدة استطاعت كبح جماح الحرب حتى هذه اللحظة ونحن ننظر بإيجابية لهذا الأمر لكن، حتى الآن لا يوجد اتفاق نهائي. مؤكدا بأنهم سيدعمون جهود المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري مشيرا بأنه إذا فشلت جهود السيد جيفري فلن نكون نحن سبب ذلك الفشل لأننا نرغب بأن تنجح تلك الجهود. لافتا بإمكان الولايات المتحدة إحلال السلام وإيقاف الحرب إن كانت جادة في ذلك.
وهنا نص الحوار الذي أجرته إذاعة صوت أمريكا:
لنبدأ بالتهديدات التركية المستمرة لاجتياح مناطق من روجآفا، أين وصلت دبلوماسية قسد خصوصاً بعد اللقاءات الأخيرة التي جمعتكم بقادة من التحالف الدولي الأسبوع المنصرم؟
التهديدات التركية تهديدات جادة، هم في احتلال المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من داعش وتدمير المنجزات التي حققتها قواتنا في إطار حربها ضد داعش
طبعا إذا نفذت تركيا تهديداتها، سيترتب على ذلك مجموعة تداعيات خطيرة وستكون تهديدا مباشرة لما أنجزناه من نصر ضد داعش ولأجل ذلك فإن التحالف الدولي عموما والولايات المتحدة خصوصا يعملون على إيقاف التهديدات التركية، والعمل على حل القضايا العالقة عبر الحوار، و نحن بدورنا نؤمن بأن الحوار هو السبيل الأسلم لحل القضايا الإشكالية.
حتى الآن يبذل التحالف جهودا حقيقة في هذا الإطار وبالذات السيد جيمس جيفري يبذل جهودا كبيرة لوضع إطار مناسب للحوار وإيقاف لغة التهديد
نستطيع القول إن الأمر الحسن حتى الآن أنه لا توجد حر، و الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة استطاعت كبح جماح الحرب حتى هذه اللحظة ونحن ننظر بإيجابية لهذا الأمر لكن، حتى الآن لا يوجد اتفاق نهائي، هناك لقاءات مستمرة ونحن طرف من هذه اللقاءات التي نؤمن بأنها السبيل الأفضل لحل المشاكل.
يقول البعض إن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد الذي يستطيع أن يكون وسيطاً حقيقياً بينكم وبين تركيا. هل تتفقون مع هذا الطرح؟ هل تؤمنون بأن واشنطن قادر على إيقاف أي هجوم عسكري تركي على مناطق شرق الفرات؟
هذا صحيح، نحن نؤمن بأن الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية القادرة على التأثير في الموقف التركي و إيقاف تهديداتهم، لأن الولايات المتحدة هي التي تقود حلف الناتو، وبالتالي لديها علاقات مع تركيا في إطار حلف الناتو وكذلك لديها علاقات قوية مع قسد في إطار التحالف ضد داعش، و هي شريك معنا في هذه الحرب، و بالتالي الولايات المتحدة تعرف الطرفين بشكل جيد، و هي أكثر جهة بإمكانها وقف نذر الحرب و العمل على تقريب وجهات النظر.
نحن نؤمن بأن الولايات المتحدة إن رغبت فبإمكانها إيقاف هذه الحرب، و حل المشكلة و إحلال السلام عبر الحلول السياسية، و معلوم أن السيد جيفري يعمل في هذا الإطار، و نحن نثق بجهوده و قدراته على أن يلعب دورا إيجابيا.
من طرفنا سندعم جهود السيد جيفري وأظهرنا لهم الكثير من المرونة لدعم جهوده، و في المستقبل أيضا سنقوم بما يقع على عاتقنا، أي بإمكاننا القول أنه إذا فشلت جهود السيد جيفري فلن نكون نحن سبب ذلك الفشل لأننا نرغب بأن تنجح تلك الجهود، مرة أخرى نؤكد أنه بإمكان الولايات المتحدة إحلال السلام وإيقاف الحرب إن كانت جادة في ذلك.
في حال أي تدخل عسكري تركي، كيف سيؤئر ذلك على حربكم المستمرة على الإرهاب، خصوصاً في هذه المرحلة التي تسعون من خلالها إعادة الاستقرار بشكل كامل إلى مناطق محررة من داعش؟
هذه الحرب سيكون لها تداعيات كارثية، و لا سيما أن هذه المنجزات التي حققناها بالشراكة مع التحالف ستتعرض للتقويض و سيستفيد داعش من هذه الحرب.
الآن و بمجرد هناك تهديدات بالحرب، استفادت داعش معنويا على الأقل و زادت من حدة هجماتها في المناطق المحررة.
هذه الحرب فيما إذا نشبت ستضطر قواتنا للانسحاب إلى خطوط الجبهة للدفاع عن حدودنا، و سنركز على حماية أنفسنا ضد تركيا، و هذا بدوره سيخلق فراغا عسكريا وأمنيا في المناطق التي تم تحريرها من داعش، و هذا سيمنح الفرصة لداعش بالظهور مجددا و احتمال أن يعيد سيطرته على العديد من المناطق و إعلان خلافته مرة أخرى.
لن يقف الأمر عند هذا الحد، القوى الأخرى كالنظام السوري و الميليشيات الإيرانية ستستفيد من هذا الوضع لتتدخل في المناطق المحررة و تنفيذ أجندتها هناك.
ما هي رؤيتهم بالنسبة للمنطقة الآمنة المزمع إقامتها على طول الحدود مع تركيا؟ هل الاختلاف حول شكل هذه المنطقة هو أحد أسباب استمرار التهديدات التركية لكم؟
تركيا لديها عداء صريح ضد الكرد، و هدفها الأساسي القضاء عليهم و سحق مكاسبهم، هي تعمل على إبادة الكرد، هي تعلن صراحة عداءها لهم و ترفض أن يعيش الكرد بحرية و بالتالي تعمل على ضرب عوامل الاستقرار في المناطق الكردية.
و لأن تركيا أساسا لديها أزمة داخلية ومشاكل مزمنة، و مع الأنباء المتداولة عن احتمال تفكك حزب العدالة والتنمية نتيجة الخلافات الداخلية، و خسارة حزبه في الانتخابات الأخيرة، تصبح هذه التهديدات بإشعال حرب خارج الحدود كطوق نجاة لأردوغان، ليهرب من أزمته الداخلية عبر إشغال الرأي العام التركي بمزاعم خارج الحدود.
ما يتعلق بالمنطقة الآمنة، بالتأكيد نقبلها وسندعمها إن كانت الغاية منها دعم الاستقرار والسلام في المنطقة، وأظهرنا الكثير من المرونة حتى هذه اللحظة في هذا الإطار، لكن هناك شروط تركية تعجيزية مرفوضة تماما، كأن ترغب تركيا بالبقاء في المنطقة والسيطرة عليها، أو الدفع بفصائل مسلحة اعتدت على الشعب الكردي في مراحل سابقة كجبهة النصرة و غيرها من الفصائل المعادية للشعب الكردي لتكون جزءا من المنطقة الآمنة، هذا لا يمكن قبوله بأي شكل، لكن في إطار التنسيق مع قوات التحالف والجيش الأمريكي، يمكن تسيير دوريات للمراقبة والعمل على تأمين الاستقرار في المنطقة بما يحقق مصالح كل الأطراف، سنقبل بذلك.
المشكلة ليست لدينا إنما في الجانب التركي، و هم الذين يضعون شروطا تعجيزية لا يمكن قبولها، لكننا على يقين بأن العقلانية هي التي ستنتصر في النهاية بما يحقق مصالح كلا الطرفين.
هل قسد مستعدة للقبول بالشروط التركية مثل دخول عسكري للقوات التركية لمناطق معينة من شرق الفرات، إلى جانب قوات من التحالف الدولي؟
لا يمكن أن نقبل بوجود قواعد عسكرية تركية في مناطقنا، لأنه تجربة عفرين ماثلة للعيان، هناك قواعد عسكرية تركية في عفرين، لكن هذه القواعد غيرت ديمغرافية عفرين، و هجرت كل سكان عفرين، و جلبت أناس غرباء وأسكنتهم مكان السكان الأصليين، هذه القواعد التركية هجرت 80% من سكان عفرين الكرد و لذلك لا يمكن أن نقبل بقواعد تركية في مناطقنا.
يمكن أن نتقبل الوجود التركي في إطار دوريات القوات الدولية و بضمانات تلك القوات بحيث لا يكون الوجود التركي تهديدا ضد الشعب الكردي.