خاص/Buyer
تتميز مدينة عامودا والتي تعتبر من المدن القديمة في روجآفاى كردستان بتنوع وقدم المهن التي يعمل بها سكانها والتي تعود في معظمها إلى أكثر من نصف قرن، ومنها مهنة بيع المسابح “المِسبحة أو السُّبحة”(Tizbî) ويستخدمها أغلب الرجال وفئة واسعة من الشباب في المدينة، لما تحمله من معاني دينية واجتماعية، ويعمل في المهنة عدد قليل, يكاد يعد على أصابع اليد.
ويتخذ العم “ديبو رشو” أحد أقدم العاملين في هذه المهنة مدخل المقهى المعروف باسم ” جاجان” الواقع على الطريق العام الذي يتوسط مدينة عامودا والمركز الرئيسي فيها؛ مكاناً يقصده كل صباح لبيع المسابح حيث يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهو ذو باع طويل في هذا المجال.
ويقول العم رشو خلال سرده لـ موقع” buyer” تفاصيل لازمت ذاكرته منذ بداية عمله في هذه المهنة:” في السابق كنّا نستورد البضاعة من لبنان، تركيا والعراق؛ فالمسابح لها العديد من المعامل تتوزع في العديد من المدن في العالم”. مضيفاً بأن المعامل كانت تقوم بشراء المواد الخام وكانت على هيئة (شرائح كبيرة) لتقوم بواسطة ماكينات خاصة بقطع تلك الشرائح على شكل دوائر ومن ثم تثقيبها وتجميعها في خيوط فكانت مصدر رزق لعشرات العوائل آنذاك “.
ويجد العم رشو الذي بدأ العمل في هذه المهنة في دولة لبنان؛ أن هذه المهنة مربحة إلى جانب كونها كانت أحد الهويات المحببة إليه منذ الصغر.
وعن أنواع المسابح التي يتاجر بها قال: “للسُّبحة أنواع عديدة ومختلفة مثل (الباغ، الكهربان بأنواعه، سندلو، كوك بأنواعه وارسنوميل) وأنواع أخرى”.
وأضاف: “في الآونة الأخيرة ازدادت معامل صناعة سبح (الباغ) ولكن سبح “كهربان مسكي” ذات الرائحة الجميلة تباع بالغرام وسعر الغرام الواحد يتراوح ما بين 70 – 80 دولار أمريكي ولكن الكهربان الذي أنتج في المصانع الألمانية هي الأغلى ثمناً “.
ويوضح العم رشو أنه يشتري المسابح من التجار بأسعار متفاوتة فهناك أنواع غالية الثمن وأخرى رخيصة يتفادى شرائها فيما يأخذ من كل نوع كمية محددة حسب مقدرته, إلا أنه يلجأ أحيانا إلى استيراد مادة خام تشبه في بياضها خشب الشّوح المستخدم في البناء يغمرها في الزيت الساخن ومن ثم يجففها وينظمها في خيط ليقوم بتلوينها بالألوان الأكثر مبيعاً, حيث يقوم بهذه العملية في بيته الكائن بمدينة عامودا.
ويكتفي العم ديبو رشو بمبلغ يسير من الربح حيث لا يتجاوز مبلغ 500 – 1000ل.س عن كل مسبحة فهو ضد عملية استغلال مهنته في الكسب الربح الفاحش, فرغم تقدمه في العمر إلا أنه مازال يمارس هذه المهنة عن شغف وكونها مصدر رزق له ولعائلته فيما اختتم رشو حديثه لـ موقع ” buyer “بقوله :”كلما ازداد حبك لمهنتك كلما لزم عليك الابتعاد عن الجشع والاحتكار”. مؤكداً على ضرورة الاحتكام إلى الضمير في ممارسة هذه المهنة وغيرها من المهن.
تقرير: بريندار عبدو