تشيلي تحتفل بشاعرها “المعتكف” نيكانور بارا بعد بلوغه المائة

 

 

 

 

 

 

 

مع أنه لا يحب مراسم التكريم، لم يتمكن الكاتب التشيلي نيكانور بارا، رائد القصيدة المضادة، من تجنّب وابل الإعجاب والعواطف الذي انهال عليه من كل أرجاء البلاد، وعلى رأسها ميشال باشليه، بمناسبة بلوغه المائة.

فمن قصر مونيدا، قرأت الرئيسة الاشتراكية “الرجل الوهمي يعيش في قصر وهمي، محاطاً بأشجار وهمية، على ضفة نهر وهمي”، مع آلاف التشيليين الذين جرت دعوتهم الى قراءة هذه القصيدة الشهيرة لنيكانور بارا، عند الظهر، موعد ولادته، في مراكز عملهم، وفي المدرسة أو في المنزل.

وأثار بلوغ نيكانور بارا، الذي يعيش في عزلة تامة، في مدينة لاس كروسيس الساحلية (وسط البلاد)، عامه المائة، حماسة كبيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقد بُثت قراءات مسجلة لقصيدة “الرجل الوهمي” على يوتيوب.

وولد بارا في الخامس من أيلول (سبتمبر) 1914، في سان فابيان دي اليكو، في منطقة تشيان، في جنوب تشيلي، في عائلة فنانين شعبيين تضم سبعة أشقاء وشقيقات، من بينهم إيزابيل بارا التي أعادت رسم ملامح الموسيقى الشعبية في بلادها.

في مقابلات سابقة، بالأسود والأبيض، بُثت بمناسبة ميلاد الشاعر المضاد، يفسر بارا بنفسه بداياته في الشعر المضاد.

ويوضح” منذ النهضة لا تسير الأمور على ما يرام. ويمكن وصف القصيدة الواردة من تلك الحقبة بشعر الممالقة الأنيقة (..) وكان لا بد من إيجاد مخرج”.

ويضيف “على مدى قرون كان الشعر جنة للأحمق الرزين، إلى أن جئت وأقمت على جبلي الروسي”.

ويُقام معرض صور، التقط بعضها كبار المصورين التشيليين، مثل سيرخيو لارين، في مركز غابريييلا ميسترال الثقافي في سانتياغو.

ويضم المعرض كذلك صوراً عائلية، عُثر عليها بإعجوبة في حقيبة قديمة، بعد وقوع زلزال، وهي تستيعد أبرز سنوات نيكانور بارا.

ويؤكد رئيس جامعة دييغو بورتاليس كارلوس بينا الذي نظم المعرض تكريماً له “لا تتوافر في الثقافة الإسبانية شخصية قادرة مثله على التعبير عن هذه الاستقلالية الصلبة التي لا تُروّض، والتي لجأ إليها بغزارة منذ قرن من الزمن”.

وحاز نيكارنو بارا جوائز عدة في بلاده، وفاز كذلك بجائزة “ثيرفانتتس” العريقة التي تمنحها إسبانيا في العام 2011.

ومع أنه يعيش في عزلة منذ سنوات طويلة، ويرفض المقابلات الصحافية، إلا أن مقربين منه يؤكدون أن “الشاعر المُسنّ لا يزال نشطاً، وذاكرته لا تزال قوية جداً”.

وانتظر عشرات الصحافيين، أمس (الجمعة)، أمام منزله الخشبي المتواضع، في لاس كروسيس، لكن من دون جدوى.

أ ف ب