أقدم محل في مدينة عامودا ووجهة الأهالي قرابة مئة عام

 

عامودا_ بريندار عبدو

عند دخولك سوق الفاتورة الرئيسية في مدينة عامودا من المدخل الشمالي, تبصر محلاً تجارياً تعتليه آرمة كُتب عليها بخطوط قديمة “إبراهيم فتاح وأولاده تلبية لوازم بلورية وسجاد” وذو باب خشبي, تتناثر على مدخله عدد من الكراسي الخشبية, فيعيد بك هذا المشهد وبالذاكرة إلى  خمسة عقود مضت.

ويعتبر هذا المحل أقدم المحال التجارية الموجودة في مدينة عامودا كان ملكاً لشخص من المكون السرياني, وتناقلت ملكيته إلى أن استقر عام 1948 بيد الحاج إبراهيم فتاح “صراف”.

وكان أول محل يعمل في مجال الصرافة في المدينة، وعمل السيد إبراهيم إلى جانب مهنة الصرافة في بيع وشراء البضائع المتنوعة وخاصة المُهرَّبة من وإلى تركيا.

وقدم إبراهيم فتاح ذو الأصول الأرمنية من ديار بكر ورغم إنه لم يكن يجيد الكتابة والقراءة إلا أنّه أول رجل عمل في مجال الصرافة، قال أحمد فتاح الأبن الأكبر لـ (إبراهيم فتاح) خلال حديثه لـ” Buyer”. وتابع ” استلم أخي  إدارة المحل وحوله إلى محل لبيع وشراء الأدوات المنزلية ، وفي عام 1976 استلمت أنا إدارة المحل  على مدى خمس سنوات وبقي على حاله إلى عام 1982 ومع ظهور الأسواق الشعبية في المدينة تراجع عملنا بشكل كبير”.

أحمد فتاح

وأضاف قررت حينها تغير المهنة إلى إصلاح المظلات الشتوية “الشمسيات” ليكون أول من عمل في هذا المجال واستمر في هذا العمل أربع سنوات ولصعوبة هذه المهنة تحول السيد أحمد إلى العمل في مجال تصليح  الأدوات المنزلية  الكهربائية واليدوية.

وقال أحمد :” عمل والدي على مدى عقود في العديد من المهن وجمع بين مهنة التجارة والصرافة حيث كان يتوجه إلى مصر بهدف التجارة كان يستورد البضائع على أنواعها إلى المنطقة مستفيداً من كون البضائع المحلية لم تكن قادرة على سد احتياجات أهالي المدينة آنذاك”.

ورغم قدم المحل إلا أن هناك رابط قوي يشده دوماً إلى هذا المحل الذي ورثه عن والده إبراهيم فتاح ( الصراف) الذي قضى سنوات طويلة من عمره في خدمة أهالي المدينة من خلال المهن التي كان يمارسها. واعتبر أن ما يتركه الآباء والأجداد نعمة من الله سبحانه و يجب المحافظة عليها”.

رغم تقادم الزمن على ملامح المدائن بسبب التطور العمراني  في أرجاء المعمورة, تحتفظ المدن ببعض ملامحها الرئيسية, والتي تظل جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة أهلها والحال هذه ينطبق على محل (السيد الحاج إبراهيم فتاح) الملقب بـ ( الصراف) الذي ظل وجهة العامة من أهل مدينة عامودا قرابة مئة عام.