فساد الإدارات في هذه المنظمات من أهم أسباب الفشل.
عمليات الهجرة الأخيرة لأعضاء هذه المنظمات زاد الطين بلّة.
هجمات المجاميع الإسلامية المتطرفة وحالة الحصار ساهما في خمولها.
الواقع السياسي أثر على دور هذه المنظمات وحاولت تقليصه.
قامشلي – فنصة تمــو/ خاص BUYERPRESS النسخة الورقيَّة
خلقت الثورة السورية هامشا من الحرية نتج عنه نوع من الانفتاح في عموم المجتمع السوري والكردستاني على وجه الخصوص, حيث تأسست مجموعة من الجمعيات والمنظمات التطوعية والمنتديات الخيرية كملمح أساسي للديمقراطية .
واستطاعت منذ بداية تأسيسها النهوض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم المجتمع استناداً إلى اعتبارات أخلاقية وثقافية وسياسية أو خيرية, إلا أنها اليوم تعيش حالة شبه خمول أو جمود لأسباب عدّة. هناك آراء ووجهات نظر مختلفة وإن تشابهت في بعض الأحيان, كما نشهد غياب الجرأة المطلوبة لوصف واقع هذا الجمود المهيمن.
جمعيات ذات طابع نشاطي مشترك
جمعية “شاويشكا ” التي تأسست 18-7 -2011 ركّزت مجمل نشاطاتها على المرأة والطفل, فتنوعت بين محاضرات وندوات توعوية كانت المرأة محورها الأساسي , بالإضافة إلى دورات تدريبية.
هيفين خليل “عضو إداري “: حدثتنا عن النشاطات الأخيرة للمنظمة , أما عن حالة الخمول التي غلبت مؤخراً على نشاط وفعاليات منظمات المجتمع المدني كان لها هذا الرأي: “لا يمكننا حصر هذه الحالة في الجانب المادي فقط, فالمسألة ليست مادية فيما يخص جمعيتنا, لأن عمل كافة الأعضاء ومنذ تأسيس الجمعية وحتى هذه اللحظة تطوعي, الجانب المادي أساسي ولكن هناك أمور كثيرة يمكننا تقديمها دون الحاجة الكبيرة إلى المادة”.
كما هناك أسباب أخرى لهذا الخمول يمكننا تحديدها بحالة الأمن في المنطقة حيث شهدت توتراً ملحوظاً في أعقاب الهجمات التي شنتها المجاميع الإسلامية المتطرفة, الوضع الاقتصادي أثر أيضاً وحالة الحصار التي تعيشها المنطقة منذ أكثر سنتين, كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى حالة الخمول والتراجع في مستوى فعاليات ونشاط منظمات المجتمع المدني.
تشترك جمعية “آفرين ” مع جمعية “شاويشكا” في ذات الاهتمامات.
نسرين أحمد – عضو جمعية آفرين : للجانب المادي أهمية لا يمكن الاستهانة به فجمعيتهم الأن متوقفة و ليس لدى الجمعية أي جهة داعمة لنشاطها منذ تأسيها, والعمل كان تطوعياً, تؤكد نسرين أن حالة الخمول الذي غلب على نشاط الجمعية يعود إلى الجانب المادي, إلا أنها ترى بأن الأهم هو الاستمرارية والنوعية والفائدة والمسألة ليست بكثافة النشاطات.
منتدى “بهار” لم يختلف عن مثيلاته من منظمات المجتمع المدني التي اعتمدت على إمكانياتها الشخصية والمادية المحدودة. اتخذ نشاطه طابعا تثقيفيا وتوعويا, فلم يتعدى حدود الندوات والمحاضرات, وإن لجأ في بعض الأحيان إلى التوجه وفتح الدورات في مجال اللغة بالإضافة إلى دورات في المنهاج الدراسي بأسعار رمزية و أحيانا مجانية علها تسد جانياً مادياً من مستلزمات المنتدى.
هوزان درويش – عضو جمعية بهار: الجو العام والظروف المعيشة الصعبة لتي يعيشها أغلب سكان المنطقة لعب دوراً كبيراً في تباطؤ وتيرة نشاط المنظمات, حيث أصاب الأفراد حالة من الملل والضجر, ومازاد الطين بلّة عمليات الهجرة الأخيرة من أعضاء هذه المنظمات والذي أحدث خللاً في أداء أغلبية هذه المنظمات.
رياض صبري – مصمم في مجال الدعاية والإعلان صاحب جريدة حياة(Jiyan) الإعلانية : ساهم في التصميم وإنجاح إحدى حملات مراكز المعاقين التابعة لإحدى جمعيات المجتمع المدني ولكنه لم يستمر طويلاً, أحال أسباب هذا الخمول وحسب تجربته: “حالة الخمول تعود إلى حدوث نوع من الفساد ضمن إدارات هذه المنظمات وعدم توفر المصداقية لدى نسبة غير مستهان بها من أعضاءها”. ويضيف:” يجب أن يكون الشخص الذي يعمل ضمن أي منظمة أياً كان طبيعة نشاطها, مؤهلاً اجتماعيا بالدرجة الأولى, وأعتبره أهم شرط بغض النظر عن المؤهل الدراسي أو الثقافي هذا سيقي من حالة الفوضى التي تعم بعض المؤسسات.
كاوا ولي – مدير المشاريع في منظمة شار للتنمية: لا يوجد فكرة العمل الجماعي بالإضافة إلى صعوبة الظروف, ولا أحصرها في الجانب الأمني فقط, فالفكرة يمكن أن تحارب من قبل المجتمع نفسه ويمكن أن تطرح أفكاراً بعيدة عن المجتمع تتضارب مع عاداتها وتقاليدها, بالإضافة إلى جهات سياسية قد تحاول ممارسة نوع من الضغط عليها بغية كسبها إلى جهتها, إضافة إلى عامل التمويل الذي يعتبر عاملا أساسيا وهاجساً مهما لدى أي منظمة عقب إعلانها, وأشار أيضاً إلى أن حل 50% من مجموعها تعتبر حالة صحية والبقاء سيكون لمن عمل على خدمة المجتمع وفق أهداف وقيم مدروسة.
شفان أمين – عضو في بيت مانديلا: “الواقع السياسي في المنطقة أثر على دور المنظمات وحاولت تقليصه, ونحن نحاول مواجهة هذا الواقع بإيجاد آلية جديدة سوف نعمل عليها, وهناك عواقب أخرى مثل الأزمة الحالية وما أفرزته من صراعات. الخلل ليس في منظمات المجتمع المدني الخلل في المنظمات الداعمة صاحبة الحملات والمشاريع التمويهية”.
إذاً يوجد عدد مهم من منظمات المجتمع المدني تزاول أنشطة متقطعة, تعتمد على تبرعات من متبرعين (محليين, خارجين) أو منظمات دولية مما يؤدي إلى حدوث نوع من التلكؤ في إنجاز نشاطها, ولعل الكثير أصبح مجرد أسم ورقم ضمن قائمة منظمات المجتمع المدني, وهنا لا يمكننا سوى القول أن على هذه المنظمات في المرحلة الحالية والمستقبلية النهوض بأعباء مسؤولياتها, والسير على الطريق الصحيح, والعمل الجاد فيما يخص عملية التوعية وكل ما من شأنه خدمة أفراد المجتمع الكوردستاني وخاصة في المرحلة الراهنة.