انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشدة الوجود الأمريكي في جنوب سوريا، داعيا إلى إغلاق مخيم الركبان على الحدود مع الأردن وعودة اللاجئين إلى منازلهم. واعتبر لافروف أن واشنطن ترفض مناقشة إغلاق هذا المخيم، “للحفاظ على احتلال غير مشروع في الجنوب” السوري، حسب تعبيره. ويعيش المقيمون في مخيم الركبان، حيث يعيش نحو 50 ألف نازح، ظروفا إنسانية صعبة.
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد إلى إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية وعودة عشرات الآلاف من السوريين العالقين فيه إلى بلداتهم وقراهم.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، “ناقشنا قضية مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، ونحن ندعو إلى إغلاق هذا المخيم في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف أنه “وفقا لمراقبين من الأمم المتحدة زاروا هذا المخيم، فإن معظم النازحين هناك يرغبون بالعودة إلى بيوتهم بالإضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية”.
وتابع “من الضروري منع الجهود التي تحول دون حريتهم. أستطيع قول هذا لأنهم لا يشعرون بالحرية في هذا المخيم، الظروف الإنسانية هناك لا تطاق، وهناك العديد من النساء والأطفال”.
لافروف ينتقد الوجود الأمريكي بالمنطقة
وأكد وزير الخارجية الروسي: “نحن على استعداد لمناقشة جميع الخطوات اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين على الخروج من الركبان والحل الأكثر بساطة وفعالية، يتمثل في إنهاء الاحتلال الأمريكي في تلك المنطقة السورية”.
وقال لافروف إن “الركبان ليست قريبة من قاعدة أمريكية فحسب بل أعلن الأمريكيون من جانب واحد أيضا بعض المناطق الأمنية في محيط التنف بمساحة 55 كيلومترا مربعا”، مشيرا إلى أنه “ليس من الواضح كيف يبررون وجودهم إنه احتلال فعلي”.
وأضاف أن “الأمريكيين رفضوا منذ وقت طويل مناقشة موضوع إغلاق هذا المخيم وعودة الناس إلى ديارهم”، معتبرا أن “الركبان ذريعة على ما يبدو للأمريكيين للحفاظ على احتلال غير مشروع في الجنوب” السوري.
وخلص لافروف “سنعارض ذلك ونصر على أن أبسط خطوة تتمثل في وقف احتلال هذا الجزء من سوريا، وكخطوة أولى سنصر على منح اللاجئين حرية العودة” إلى بيوتهم، مشيرا إلى أن “هذا ما يريده معظمهم”.
من جانبه، قال الصفدي إن “موفقا واضح”، موضحا أن “الحل الأساس والحل الجذري للركبان هو في عودة قاطنيه إلى مناطقهم”. وأكد أن “ظروف التوصل إلى هذا الحل باتت متاحة الآن”.
وأضاف “نحن في حوار مع روسيا وأمريكا حول هذا الموضوع، وهناك اجتماعات ثلاثية تمت ونتطلع إلى اجتماع ثلاثي قادم أيضا من أجل التوافق على حل هذه القضية الإنسانية الكبيرة”.
وتابع “نثق بأن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توافق أمريكي روسي مدعوم من المجتمع الدولي. هذه هي الحقيقة وهذا ما نعمل من أجله”.
ويعيش نحو 50 ألف نازح في مخيم الركبان ظروفا إنسانية صعبة، خصوصا منذ 2016 بعد أن أغلق الأردن حدوده مع سوريا، معلنا القطاع “منطقة عسكرية”.
المصدر: وكالات