ماذا تفعلين بــ ملونكوليا المساء..تُبعدينَ الكلام عن شفتيكِ كما قراءة بعض الصفحات من كتابٍ تحبِّينه….تعيدينَ سماع نفس الأغنية لفيروز”إيه فيه أمل”مع أنكِ تبعدين في أعماقك هذه الكلمة فأنتِ لا تنتظرين أي أمل..بل تحبِّينَ العتمةَ التي يخلِّفها غياب الكلمة..لا تتوقفينَ عن التفكير والكلام بداخلك..بينَ الفينة والأخرى تطلّينَ من النافذة فلا يغريكِ العالم الخارجي تعودينَ إليكِ..تمنعينَ نفسكِ من الكتابة, تستعذبين هذا الإحساس بالاختناق.تراودكِ الرَّغبة في المشي, تفكرين في الازدحام تعودين إليكِ. تحتسينَ قهوتكِ التي بردت..تحدِّقينَ الى قطعة السماء الصغيرة والى الشجرة التي تخفقُ أوراقها دونَ الحاجةِ لأيّ أمل…
**
لماذا أبحثُ في هذا الصيف عن الاكتظاظِ المُداهم وعندي هذه القطعة من السماء الممزوجة بروحِ الخُضرةِ التي تتنفَّسُها البساتين ..
**
نظرةُ هذهِ النبتة الخضراء في النافذة أبلغ من أيّ لسان .
**
لا تشعلِ الضوءَ
هنا العالم مكتظٌّ بأشباحٍ ومسوخ
اعبر… أغمِض عينيكَ
أوقِف طوفانَ الرداءةِ للحظات
كي تحتسي جرعات الفراغ
لا خلاص سوى في هذا التوقُّفِ عن التنفس،
أعينٌ مفتوحة، صمتٌ يَطفو
فيما المسوخ تتجمهر مخترقةً حافَّة النافذة .