يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية المعلومات التي سربها المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن للتهرب من ملاحقة “سي آي ايه” لها. فالمعلومات الواردة في الوثائق السرية كشفت طرق عمل اجهزة الاستخبارات، ما ساعد المتشددين على تجنب محاولات تتبع اتصالاتهم وتحركاتهم.
خرق مفضوح
يبدو أن تسريبات سنودن لم تكشف فقط عن عمليات خرق الخصوصية التي تقوم بها وكالة الاستخبارات الاميركية، بل تبين أيضًا أنها فضحت الأساليب والوسائل المخابراتية التي يعتمدها المكتب لتتبع وملاحقة الجماعات الارهابية.
وكريس إنغليس، نائب مدير وكالة الامن القومي في الفترة التي بدأت فيها تسريبات سنودن، يقول إن الدولة الإسلامية تعتمد بوضوح على تسريبات سنودن وتستغل ما ورد فيها للتهرب من المخابرات الاميركية.
وفي حديث لصحيفة واشنطن تايمز الاميركية، قال إنغليس: “كشف سنودن كيف تتنصت الوكالة على الهدف، بما في ذلك التجسس على الاتصالات عبر الإنترنت، مثل رسائل البريد الإلكتروني، ووسائل الاعلام الاجتماعي”.
يستغل الثغرات
أضاف: “أثبتت هذه التسريبات أنها كنز مهم للدولة الإسلامية، التي تعتمد بشكل كبير على قنوات الإنترنت للتواصل داخليًا ونشر دعايتها”. وأشار إلى أن سنودن ذهب أبعد من الكشف عن الوثائق التي تتعلق بمخاوف خرق الخصوصية، “لأنه نشر المصادر والأساليب التي نستخدمها لملاحقة خصومنا، وتنظيم الدولة الاسلامية من بين هؤلاء الخصوم”.
وقال أنغليس: “بعد أن كشف كل تلك الأساليب، أو بعضها على الأقل، فإن تنظيم الدولة الاسلامية، الذكي في استخدام التكنولوجيا، يقوم بتوظيف الاتصالات لأغراض خاصة به وليعرف كيف يتفادى استهدافه من قبل أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، وبالتالي استغلال هذه المعلومات السرية لمصلحته الخاصة”.
أثرت سلبًا
ويقول مسؤولون في الاستخبارات الاميركية إن الوثائق التي سربها سنودن اثرت سلبًا على قدرتهم على تتبع ومراقبة الجماعات الارهابية، لا سيما أن الارهابيين غيروا اساليبهم في التواصل لتجنب المراقبة والتجسس، فابتعدوا عن الوسائل الالكترونية والمنصات التي يمكن خرقها على الشبكة.
واضافوا أن مقاتلي الدولة الإسلامية ينكبون على قراءة سلسلة من وثائق سنودن، ويتعلمون ما هي أنواع الاتصالات التي يجب تجنبها. فبعض الوثائق التي سربها سنودن قدمت تفاصيل دقيقة عن كيفية تعقب الولايات المتحدة لعناصر تنظيم القاعدة. وقال موظف لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الخميس: “الأمن المتراخي أدى إلى حصول خصومنا على منجم ذهب من المعلومات حول التكتيكات والإجراءات التي نعتمدها”.
إيلاف